7 أبريل، 2024 6:54 ص
Search
Close this search box.

باختصار شديد … هذا هو الشعب العراقي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

أولا– أن الشعب العراقي في مُجملهِ قد إنشطر الى فئتين … في الفئة الاولى منه قد توّزعَ في ولاءاته الحزبية والعقائدية الى مجموعات يقودها في الأغلب رجل الدين أو شيخ العشيرة أو رئيس الحزب … أما الفئة الثانية من الشعب فهي لاتخضع لتلك الولاءات ولاتنتمي لتلك المجاميع … علما أن الشعب في أغلبه يعاني من حالة التفكك ومن شظف العيش ومن قساوة ظروف الحياة وينعدم فيه مستوى التثقيف الصحيح.
ثانيا- أن المجاميع في الفئة الاولى تنضوي تحت أمرة رجل الدين أو شيخ العشيرة أو رئيس الحزب والتي هي تحظى بدعم خارجي من دول إقليمية لها أجنحة عسكرية وهي ماتُعرف بالمليشيات والسرايا وتمتلك السلاح والنفوذ ولها القابلية على البطش والقتل والغدر وتكون الأولويات عندها هي مصالح تلك الدول قبل مصلحة بلدها.
ثالثا- أن المجاميع في الفئة الاولى تكون غارقة في التفكير التحزبي والنفَس الطائفي والروح العنصرية وتأتمر بأوامر رجل الدين أو شيخ العشيرة أو رئيس الحزب وتنقاد له وهي لاتملك القرار لوحدها ولم تتحرر في وعيها ولم تسمح لعقولها بالخروج من تشرنقاته وهي بذلك تبقى مسلوبة الارادة ولاتمتلك فعلا أو ردّ فعل تجاه الاحداث مهما بالغت في هضم حقوقها وتسفيه أحلامها وقتل طموحها وتبقى تنتظر أوامر رجال الدين وقادة الأحزاب ليسوقوها يمينا وشمالا بعيدا عن الهدف بعد أن إرتضت لنفسها أن تكون أدواتا ذليلة وخانعة بيدهم.
رابعا- أن الفئة الثانية من أبناء الشعب هي الواعية والمتحررة من سطوة الاحزاب ورجال الدين والتفكير العشائري والروح الطائفية لكنها مُكبلة في خطواتها بسبب الظروف التي أحاطت بالمجتمع العراقي حتى أن أية حركة منها تُواجهها هجمات شرسة من قِبل المجاميع في الفئة الاولى المرتبطة برجال الدين ومشايخهم وقادة الاحزاب وزعماء العشائر والذي يتمثل بالاتهامات التي تفضي الى الموت والتي منها الازدراء بالاديان والاستخفاف بالمقدسات والخروج على الخطوط الحمراء حتى تصل بهم الى إتهامهم بالمروق عن الدين والزندقة والارتباط بالأجندات الخارجية المتآمرة على الوطن ! وهذا على المستوى المعنوي وأما على المستوى المادي فان حِرابهم الفتاكة وأساليبهم الغادرة لاتتوقف وأن أسلحتهم بجميع أنواعها من التفخيخ والاغتيال والكواتم والاختطاف والتغييب تطال كل من ينطلق لسانه بالمطالبة بالحد الادنى من حقوقه.
لهذا فان جميع الشعوب تتحرر … عدى الشعب العراقي فانه يبقى تحت هيمنة رجال الدين والطامعين فيه من قادة الاحزاب ورؤساء العشائر … ويبقى الشعب هكذا متشظياً متشرذماً في علاقاته ومتقزماً في أفعاله الى أن تتغير قناعاته بعد أن يستعيد وعيه ويستنهض روحه ويتحرر في أفكاره !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب