اليوم نحن امام موضوع من أعقد المواضيع الا وهو الشباب العراقي .. بطبيعة الحال نحن في العراق لم نزل نعاني من مشكلات كثيرة جدا منها كبيرة ومنها صغيرة ولكننا لانزال نحتفظ ببعض الذكريات والحكايات والمواقف التي قد تخفف عنا معظم الأحيان الم الموقف وعظم المصاب لكن السؤال الذي يطرح اليوم كم من الوقت سوف نبقى نحتفظ بذلك الموروث الشعبي والثقافي والحضاري والذي بقي حي في ضمائرنا كل تلك السنين لكن كانت هناك إرادة شعبية حرة متماسكة لا تتأثر بتدخلات خارجية من اي طرف لسنوات طويلة لكن في ظل هذا التشرذم والفساد والهجمة الشرسة على بلاد الرافدين وفي ضوء المعطيات الفعلية على واقع الأرض من خلال التماس المباشر مع الشارع العراقي نجد أن النسق القيمي للمجتمع قد تغيير واصبحنا فجاءة قريبين جدا من البراغماتية تلك النظرية التي بنت المجتمع الامريكي وحكومته وكيانه وهي باختصار من لا ينتج لا يأكل او بمعنى آخر انه تغليب المصلحة على اي قيمة اخرى وأعتقد ان الكثير من العقلاء والذين قد تأثروا بثقافة وارث العراق الحضاري سيكون من الصعب أن يقع فريسة لذلك الفكر الجديد لكن تأمل الموقف عزيزي القاريء بعد عشر أعوام من الان ماذا سيبقى لشبابنا لاسيما الذين ولدوا بعد الاحتلال وعاصروا أبشع الجرائم التي وقعت في بلدهم فالشباب اليوم هم قادة المستقبل وكما يعلم الجميع ان ما حصل في العراق قد دفع فاتورته أبناء الشعب جميعا بلا استثناء سواء الفترة التي أعقبت سقوط الملكية أو فترة بعد الاحتلال عام 2003 وأقصد هنا كافة الانتهاكات الممنهجة او التي حصلت بصورة فردية شخصية في ضوء ما تقدم اعتقد واقترح على كل من يمتلك اي قصة او حادثة او رواية توثيقها وان يدعمها بالوثائق لكي تطلع عليها الأجيال التي تأتي من بعدنا لتكون لديهم فرصة للعودة المجتمع النبيل السامي من أسلافهم العراقيين الذين كانوا يعيشون جنبا إلى جنب ولم يفرقهم شيء انما وحدهم حب الوطن وبناءه وهناك حقائق وامثلة كثيرة وان الاوطان اذا مرضت أنها لا تموت وذلك يندرج تحت مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني في إقامة الندوات واللقاءات التي تتعلق بالبناء الفكري العقل لدى الفرد العراقي والتصدي لأي محاولة من شأنها التقليل من أهمية التعليم أو جعل التعليم عقبة امام المتعلم لان الارهاب الفكري أخطر بكثير من شخص يحمل سلاح ويحارب دولة او يتمرد لإسقاط حكومة ولدينا أمثلة حية على أن الفكر المعتدل اساس النجاح في تخطي الأزمات وإليك مثال الانقلاب في تركيا وفق الرواية الرسمية وكيف توحدت المعارضة مع الحكومة ضد الانقلاب مع الاختلاف الصريح والمعلن في العقيدة والفكر السياسي لكن الجميع اختلفوا بطريقة او شكل بناء الوطن والمحصلة عندما شعروا بان الوطن في خطر انتفضوا جميعا لكي يحتضنوا الوطن فبدون الوطن ان نكون دولة ابن يكون شعب مكرم لذلك علينا جميعا واجب هو و الوحدة الوطنية وبناء الإنسان في وطنه ولوطنه لأننا مهما بحثنا عن ملاذ يبقى الوطن الملاذ الاكبر والاجمل وهذا الوطن لن يزدهر اذا لم نبني الانسان فكريا بالشكل الذي يكون وسطيا بكل أفكاره وتصرفاته