23 ديسمبر، 2024 11:03 ص

باتت جهابذة ايران وامريكا باستبعاد الحرب والاستنفار للاشتباكات الطفيفة على ارض العراق !!!

باتت جهابذة ايران وامريكا باستبعاد الحرب والاستنفار للاشتباكات الطفيفة على ارض العراق !!!

تلعب فيه كل من الولايات المتحدة وإيران لعبة «شد الحبل» في العراق، عبر التصعيد المتبادل على أرض هذا البلد، كشفت مصادر سياسية مُطلعة عن معلومات جديد بشأن حادثة سقوط صاروخ «كاتيوشا» على المنطقة الخضراء.وبعد عقود من نزاعات متتالية، يجد العراق نفسه اليوم مجددا محور شد حبال بين الولايات المتحدة وإيران اللتين صعدتا خطابهما أخيرا بشكل غير مسبوق، الأمر الذي يصب في مصلحة أطراف أخرى قد تدفع في اتجاه إشعال فتيل المواجهة، حسب محللين. وعزّز التحشيد العسكري الأمريكي في الخليج خلال الأسابيع الماضية التكهنات باحتمال اندلاع نزاع في المنطقة، لا سيما أنه جاء بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وترافق مع إدراج الحرس الثوري الإيراني على اللائحة السوداء الأمريكية «للمنظمات الإرهابية». لكن، سحب واشنطن موظفيها ودبلوماسييها غير الأساسيين من العراق وسقوط صاروخ كاتيوشا على المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد، والتي تضم سفارات أجنبية عدة بينها الولايات المتحدة، يظهر أن «هناك من يريد جر طهران وواشنطن للمواجهة» في العراق، «هناك من يريد أن يقاتل إيران بغير سلاحه، ومن يريد أن يقاتل الولايات المتحدة بغير سلاحه». وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الخطوة الأمريكية بسحب الموظفين غير الأساسيين من العراق جاءت على خلفية تهديدات مصدرها إيران وميليشيات عراقية تحت سلطة الحرس الثوري الإيراني»، في إشارة الى فصائل «الحشد الشعبي» التي تشكلت بفتوى المرجعية الدينية الشيعية العليا في العراق لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتضم تنظيمات مقربة من إيران.

بين السعودية وإسرائيل – وبعيد سقوط الصاروخ، سارعت تلك الفصائل إلى النأي بنفسها عن الهجوم. فاعتبر زعيم عصائب «أهل الحق» قيس الخزعلي أن ما حصل «مصلحة إسرائيلية»، فيما لفت قائد منظمة «بدر» هادي العامري إلى أن «كل أطراف الحرب لا تريد الحرب»، بينما أكدت كتائب «حزب الله» العراقية أن الهجوم «غير مبرر».
ولم تتضح بعد وجهة الصاروخ الذي انطلق من منصةٍ كانت موضوعة خلف الجامعة التكنولوجية، في منطقة زيونة، بجانب الرصافة من العاصمة بغداد، حسب تصريحٍ لمصدر محلّي من سكان المنطقة أكد أيضاً أن «جدران ونوافذ منزله ارتجّت لحظة إطلاق الصاروخ نحو المنطقة الخضراء»، من دون ذكر مزيد من التفصيلات. ولا يمكن تحديد ما إذا كان الصاروخ متوجهاً صوب السفارة الأمريكية، ويمكن أن يكون موجهاً إلى القصر الجمهوري أو مجلس النواب»، وتم «تشكيل لجنة تحقيقية لمتابعة الموضوع حتى يكون القرار دقيقا». و«المنطقة الخضراء دائماً ما تُستهدف. سابقاً استُهدفت بأكثر من صاروخ، وعلى هذا الأساس لا يمكن أن نعتبر الاستهداف الأخير أنه موجّه للسفارة الأمريكية»، و إن «سقوط الصاروخ لن يؤثر على قرار فتح المنطقة الخضراء أمام المواطنين. نحن في البرلمان نشدّ على يد رئيس الوزراء في فتح المنطقة بصورة كاملة أمام المواطنين». و «استهداف المنطقة الخضراء، سواء كان بفعل حماسي غير مدروس من طرف مسلح عراقي مساند لمواقف إيران، او بفعل طرف اخر خارج حسابات أطراف الصراع الأمريكي الإيراني في العراق؛ فإن الحدث قد أحرج مصداقية التطمينات الأمنية التي قدمتها الحكومة العراقية للبعثات الأجنبية والعربية المتواجدة في العاصمة بغداد والمنطقة الخضراء». وكان«الخطاب التحريضي خلال الأسابيع الماضية يصب مباشرة في مصلحة المتشددين في إيران، لكنه في الوقت نفسه يفرّح السعودية وإسرائيل المصممتين على تسوية حسابات قديمة مع طهران». وقد يشكل العراق ساحة مؤاتية لهذه التسوية. لكن بيطار يلفت إلى أن «المخاطر كبيرة، لدرجة أن أذرع إيران في العراق لا يمكنها التصرف من دون ضوء أخضر من قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني». وعليه، فإن واشنطن وطهران تعرفان جيدا أن «المواجهة الشاملة لا رابح فيها، وستكون مدمرة لكليهما». لكن التصعيد يتواصل، فقد هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين بتدمير إيران في حال أرادت خوض الحرب، في ما وصفه وزير الخارجية الإيراني بـ«التبجحات». ويصعب التنبؤ بسيناريو «حرب بالوكالة» في العراق، لكن المحللين يشيرون الى ضربات محدودة أو عمليات استنزاف. و «حسب تجربة سابقة، لن تكون هناك حرب مباشرة. فالولايات المتحدة تعتمد على الإنهاك الاقتصادي الذي قد تصاحبه ضربات جوية محدودة لاستنزاف العمق الإيراني». صاروخ «المنطقة الخضراء» انطلق من زيونة… وفرضية استهداف البرلمان أو القصر الجمهوري واردة

و«قد تستعين واشنطن أيضا بسلاح الجو الإسرائيلي لتنفيذ ضربات نوعية وقطع أوصال حلفاء إيران في العمق السوري واللبناني والعراقي»، في إشارة إلى حزب الله اللبناني والفصائل المسلحة في العراق وسوريا المدعومة من إيران. وغالبا ما تقصف إسرائيل مواقع أو شحنات سلاح لحزب الله في سوريا حيث يقاتل الى جانب قوات النظام السوري. كما أعلنت خلال الأشهر الماضية قصف أهداف إيرانية في سوريا.
ووفق ذلك أن العراق «يدفع ضريبة» تجاذبات واشنطن – طهران، ما «يعطيه موقعاً لا يحسد عليه في خط المواجهة في أي نزاع مستقبلي بين الطرفين». ويحتفظ العراق بمصالح حيوية مع الدولتين المتعاديتين. فقد دعمته واشنطن في حربه على تنظيم «الدولة»، لا سيما عبر الضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي بقيادتها، بينما جهزت طهران فصائل «الحشد الشعبي» بالسلاح والتدريب والمستشارين العسكريين.
و أن «إيران حتى الآن تستخدم سياسة ضبط النفس في العراق لأنه منطقة رخوة أمنيا»، ولا يتحمل بالتالي حربا.و أن التصعيد قد يكون في النهاية «مجرد زوبعة في فنجان». «ما لم يسد الجنون المطلق، فإن حرباً مباشرة كبيرة مفتوحة لا تزال غير مرجحة»، مشيرا الى أن الأمر سيقتصر على «رسائل يمكن إرسالها على الساحة العراقية».ففي لعبة العصا والجزرة، يعرف الأمريكيون تمام المعرفة، أن مهاجمة إيران «ستجعل من حروب أفغانستان والعراق وليبيا تبدو وكأنها كانت نزهة».
وتم تحديد المصالح الأمريكية التي يترتب على ضربها واستهدافها ردا من واشنطن، فيما استبعد وقوع صدام مباشر بين إيران وأمريكا «إلا في حالة حدوث حادث مفزع».«كما تم استبعاد حدوث حرب واسعة بين أمريكا وإيران رغم كل ضجيج الإعلام والحرب النفسية إلا في حالة حدوث حادث (مفزع) يفوق أحداث سبتمبر/ أيلول 2001، لا و لا رغبة ولا مصلحة للطرفين في الحرب».و أن «حربا كالتي يتمناها خصوم إيران المحليون ستحرق المنطقة وتهدد الأمن الدولي، وأهم ما جعلنا لا نصدق طبول الحرب هو أننا ورغم كل تجاربنا في الحروب، لم نر ولم نسجل دليلا واحدا جديا لها». و «حدود المصالح الأمريكية التي تترتب عليها ردود وليس حربا شاملة تشمل أربع نقاط هي، قواتهم وسفاراتهم وشركاتهم الاقتصادية وحرية الملاحة»، مبينا أن «ما عدا ذلك، كل ما يحدث بين الدول الإقليمية (عدا إسرائيل) لا يزعجهم إلى درجة الرد، إن لم نقل فيه منافع لهم طبقا لسياسة (الرئيس الأمريكي) المالية». و «الهجمات والعمليات (الصادمة الحساسة منها) بالطائرات المسيرة والصواريخ البعيدة والعمليات السرية الكبيرة وقسوة العقوبات المدعومة محليا، تساعد في نشوب نزاع مسلح في المنطقة بين إيران وخصومها من دول الخليج». وأن «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد بإنهاء إيران رسميا إذا ما قررت الحرب، ونسي أن انتهاء إيران يتسبب في كارثة إقليمية وتفكك دول وحروب أهلية تمتد عقودا ونزوح ملايين البشر من دول عدة وانتشار المخدرات والإرهاب». والانتباه إلى أن «ترامب منزعج من دين أمريكي عام يزيد عن عشرين تريليون دولار، أي ما يقرب من السعر الحالي لمبيعات نفط دول الخليج الحالية، بما فيها العراق وإيران، لخمسين عاما، وهدفه تريليونات وليس مئات المليارات مقابل ما يصفه بالحماية، والحرب الواسعة لن تصله إلى غايته».و «قد يحدث تراشق نار (إقليمي)، (يتمناه كثيرون بمن فيهم عرب)، ولا تستهينوا بقدرات إيران فقد عاشت قيادتها الحالية العليا (السياسية والعسكرية) ظروف حرب قاسية بدءا من الخنادق الأمامية». وخلصنا إلى القول «لا حرب بين أمريكا وإيران، والاحتكاكات والاشتباكات الطفيفة ليست حربا. وأن التراشق الناري الثقيل بين إيران وخصومها المحليين غير مستبعد، واتجاهات مصادر النار الإيرانية متعددة». في ظل الوجود العسكري لأمريكا في الشرق الأوسط وتصعيد الأمور، يتساءل الكثيرون عن عدة أسئلة هل يمكن لإيران بالفعل إلحاق الأذى بواشنطن في تلك الحرب الباردة؟ وماهي اسوأ مخاوف إيران في حال نشوب حرب مقبلة؟، وسط كل تلك التساؤلات التي سنجيب عنها خلال التقرير التالي، ظهرت تصريحات جديدة لواشنطن حول ماهية المعلومات الإستخبارتية التي على أثرها صعدت أمريكا الأمور ضد طهران.

ماهي المعلومات التي اثارت الاحتقان بين امريكا وإيران؟ كشفت صحيفة النيويورك تايمز صباح اليوم الخميس عن تفاصيل المعلومات المخابراتية التي اثارت الغبتة بين الجانبين الأمريكي – الإيراني حيث قال مسؤولين أمركيين أن تقارير مخابراتية رصدت صور أظهرت وجود صورايخ إيرانية في قوارب صغيرة تم نقلها للخليج العربي، مما أكد هجوم قريب، كانت سيتم اطلاق تلك الصواريخ من قبل الحرس الثوري الإيراني على قطع بحرية في الخليج، كما رصدت التقارير احتمال هجوم على القوات الأمريكية في العراق من قبل الحشد الشعبي التابع للمليشيات الإيرانية.وبناءً على هذه المعلومات طلبت القيادة الأميركية “سنتكوم” بإرسال حاملة الطائرات “أبراهام لينكولن” وقاذفات “بي 52 ” إلى المنطقة، وذلك في محاولة لبناء قوة ردع إذا ماكانت إيران تخطط لهجوم وشيك.فيما خرج أمس رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي خلال مقابلة تلفزيونية قبل يومين، إن مسؤولاً أميركياً التقاه، أكد له وجود منصات صواريخ باليستية في البصرة، مضيفاً أن اكتشافها كان السبب الرئيسي لزيارة وزير الخارجية الأميركي بومبيو العراق، خاصة بعد أن رأت امريكا أن هناك ازمة فعلية، عقب ذلك دعت السفارة الأميركية في العراق، موظفيها في السفارة من العودة وتوخي الحذر.ففي سياق متصل، كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن ميلشيات الحشد الشعبي يمثل خطراً حقيقياً على القوات والسفارات والقواعد الأمريكية حيث أعلن فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني للاستعداد لأي مواجهة.

كيف يمكن لإيران إلحاق الضرر بأمريكا؟

مضيق هرمز – أول تلك النقاط على خريطة المصالح الأمريكية هي مضيق هرمز، وهو الشريان البحري الأهم لحركة التجارة في تلك المنطقة ويمر عبره أكثر من خُمس النفط العالمي يومياً، ما يعني أن تعطيل الملاحة عبر المضيق سيمثل ضربةً هائلة لأسعار النفط وحركة التجارة العالمية. قوات الحرس تركز في الجانب البحري على امتلاك القوارب البحرية الصغيرة والسريعة والمسلحة بشكل مكثف، وأن تلك القوات هي من تتولى مسؤولية حماية الخليج ومضيق هرمز.

صورايخ إيران – رغم أن إيران لم تختبرأو تنشر بعد صاروخًا قادرًا على ضرب الولايات المتحدة، إلا أنها تواصل صقل تقنيات الصواريخ بعيدة المدى تحت رعاية برنامج إطلاقها الفضائي.بالإضافة إلى زيادة كمية ترسانتها الصاروخية ، تستثمر إيران في التحسينات النوعية على دقة الصواريخ وفتكها، حيث أصبحت إيران أيضًا مركزًا لانتشار الصواريخ، كما أنها تزود الوكلاء مثل حزب الله ونظام الأسد السوري بإمدادات ثابتة من الصواريخ ، بالإضافة إلى القدرة على الإنتاج المحلي، ومن المرجح أن تزود إيران جماعات الحوثيين المتمردة بصواريخ قصيرة المدى في الصراع الدائر في اليمن، وفقاً لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية.

ماهي اسوأ مخاوف إيران في حالة الحرب مع أمريكا؟ أنه في حالة حرب بين الطرفين المتصارعين في منطقة الخليج أن أمريكا لن تحارب بشكل مباشر في بداية الحرب بل ستكون حرب بالوكالة سواء من خلال دول الخليج لحماية مصالحهم من البطش الإيراني أو من خلال إسرائيل التي يمكن أن تستهدف حزب الله كذريعة لحماية مصالحها في الجولان السورية لتضييق الخنق على “طهران” ثم يأتي الدور الأمريكي لشد الحبل وشنق إيران.

ولكن إذا ما قامت تلك الحروب بالوكالة ماهي الأسلحة التي يمكن لأمريكا بيعها للدول السابقة:

1- سفن ليتورال القتالية .2- طائرات الرابتور “إف-22” . 3- قاذفة القنابل طويلة المدى . 4- القنابل الخارقة للتحصينات . 5- غواصة الصواريخ الباليستية

هل تستطيع أمريكا احتلال إيران؟ حاربت أمريكا العراق مرتين، إحداهما في مطلع التسعينيات كانت بغداد في قوتها، وكانت خارجة من حرب مع إيران، ثم أمر صدام قواته بغزو الكويت، وفي الثانية قام الأمريكيون في عام 2003 بغزو العراق بدعوى وجود أسلحة دمار شامل لدى العراق، وهو ما ثبت عدم صحته.ولكن في حالة ما إذا أرادت أمريكا غزو إيران فسيكون هذا الأمر وفقاً للدكتور “روبرت فارلي” الباحث التابع للجيش الأمريكي وفق ما نقلته مجلة “ناشيونال انترست” فإن الولايات المتحدة ستعاني من ذلك الأمر أكثر من غزو العراق خاصة أنها تفتقر لمعرفة المناطق الاستراتيجية داخل إيران.لذا يمكن أن تستعين أمريكا بحلفاؤها في المنطقة والدخول عن طريق البحر.
استيقظ العالم اليوم ليجد اعلان جديد لواشنطن برفع درجة التأهب القصوى في العراق وسوريا بسبب مخاوف من تهديد وشيك من القوات المدعومة من إيران في إشارة لحزب الله في سوريا والشيعة الموالين لإيران في العراق, ويتناقض هذا الإعلان مع تصريحات مسؤول عسكري بريطاني أمس قال أنه ليس هناك “تهديد متزايد” لقوات التحالف في سوريا والعراق، ولكن السفارة الأمريكية اليوم طلبت من موظفيها مغادرة العراق وعلقت خدمات التأشيرات العادية بسفارتها لدى بغداد وقنصليتها في أربيل ستصبح معلقة مؤقتاً.
وقد أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط في استعراض للقوة في مواجهة ما قال مسؤولون أمريكيون إنه تهديد للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة
ما علاقة العراق بالحرب بين إيران وأمريكا؟كشف معهد واشنطن للدراسات أن إيران قامت بتكرار صيغتها من لبنان وسوريا واليمن بإرسال صواريخ بعيدة المدى إلى العراق، فالصواريخ والقذائف الإيرانية بعيدة المدى تسمح لها بتهديد القوات الامريكية والسكان على بعد مئات الكيلومترات , لذا حرص “مايك بومبيو” وزير الخارجية الأمريكي على الاجتماع مع رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي ليشدد على ضرورة ضمان العراق قدرته على حماية القوات الأمريكية بمنطقته بشكل مناسب، إلا أنه يبدو عل واشنطن أنها لا تثق في عدوها القديم التي تستعين به الآن لحمايتها، خاصة وأن “عبد المهدي” خرج بتصريحات عقب ذلك الاجتماع ليست مرضية تماماً لأمريكا قائلاً: ” واشنطن شريك مهم جدا للعراق ولكن العراق مستمر في سياسته المتوازنة، التي تبني جسور الصداقة والتعاون مع جميع الأصدقاء والجيران، ومنهم الجارة إيران”.
هل إيران ذريعة لشئ أخر في رأس ترامب؟ قبل غزو العراق في مارس 2003، سربت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن تقارير مخابراتية مفبركة وإطلقت تحذيرات بشأن تهديدات لا أساس لها أو المبالغة في تصوير قدرات العراق، ثم غزت امريكا العراق وانكشفت الحقيقة عقب ذلك بفترة طويلة . الآن تبدو الصورة شبه متطابقة على ما تقوم به إدارة الرئيس دونالد ترامب وصقورها من الراغبين بشدة في دخول حرب مع إيران وأبرزهم الآن جون بولتون، مستشار الأمن القومي الذي لعب دوراً بارزاً في حرب العراق أيضاً مع بوش.
وقال باحث الأمريكي في الأمن القومي بمقالة على موقع “لوبي لوج” الأمريكي، أنه بالرغم من الدروس التي تعلمناها من غزو العراق، إلا أنها تتكرر الآن مع إيران ولكن ليس لغزو إيران الحقيقة أنها لحماية مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط، خاصة في فلسطين لقرب اعلان صفقة القرن و البعد الآخر في الجولان الذي مازال يتقاتل عليه حزب الله مع إسرائيل، بعد إعلان امريكا الأخير عن وضع الجولان تحت السيادة الإسرائيلية ,و أن سبب من الاسباب الأخرى هو امتصاص أموال الخليج في شراء أسلحة بعد الضغط على السعودية والإمارات وتوريطهما في الحرب خاصة وأن هناك ما يشاع حول أن إسرائيل هي من استهدفت ناقلات النفط الأربعة في ميناء الفجيرة الإماراتي لإلصاقها بإيران لتوريط دول الخليج في الحرب. لنتوقف لحظة ونتساءل ماذا ستستفيد أمريكا من تدمير إيران؟، لو افترضنا بافعل نشوب الحرب وأن إيران صمدت وقاتلت وأوقعت خسائر كبيرة في القوات الأمريكية وأضرت بالمصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، لكن في النهاية ستكون الغلبة العسكرية لأمريكا كما يقول الواقع لذا سيتم القضاء على إيران حتى وإن اتخذ الأمر وقتاً طويلاً ، إذن ما الاستفادة التي ستعود على أمريكا من هذا الأمر؟ الأمر بالفعل ليس كما يبدو إنها ليست حرب بين إيران و امريكا أو بالأحرى ليس الهدف منه أن تحارب أمريكا بل الهدف أن تحارب دول الخليج لحماية مصالحها في النفط في دول الشرق الأوسط في اليمن وسوريا والعراق وغيرهم، فالرئيس ترامب لديه ذكاءاً أكثر من “بوش الابن” فالأخير استخدم القوات الأمريكية في حروب للاستيلاء على المال والنفط لكنه خسر اموال وارواحاً بشرية في حربه بالعراق وغيرها، لكن الرئيس الأمريكي الحالى يحصل على المال والنفط بطرق غير مباشرة من خلال دول الخليج لذلك فكل مايحدث الآن ما هو إلا رسائل اطمئنان من امريكا لدول الخليج لتقول لهم نحن في ظهوركم، لكننا لن نخوض حربًا لا ضرورة لها من أجل دول الخليج دون وجود مصلحة تتطلب خوض مثل هذه الحرب وخاصة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تاجرعلني، يتعامل بحسابات الربح والخسارة، ولا يتعامل من منطلق استراتيجية عسكرية،ولن ينجر بسهولة لحرب قد تنهي طموحاته في الترشح لولاية ثانية، خاصة وأنه وعد الشعب الأمريكي خلال ترشحه للولاية الأولى أنه لن يدخل في أي حروب عسكرية ولكن “أمريكا أولاً” ولن نسمح بتهديد مصالحها في المنطقة.
لو أن أمريكا ستهاجم إيران حقاً لأقدمت على الدخول بقوة إلى سوريا، لكنها على العكس سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، وتركت لروسيا التحكم في طبيعة التواجد الإيراني هناك بما لا يتعارض مع الأمن الإسرائيلي الذي يحتل الأولوية الأولى لدى الولايات المتحدة الأمريكية