5 نوفمبر، 2024 10:52 ص
Search
Close this search box.

باب ما جاء في احـتـفالية التـكريــــم !!

باب ما جاء في احـتـفالية التـكريــــم !!

عــتبة ما في الباب :
في كثير من الأحيان؛ تتم قراءة موضوع ( ما ) من الزاوية الخطأ ، بناء على المنظور السلبي المحمول سلفا في ذهنية قارئ ( أو ) من يعنيه الأمر. تلك هي منطلقات الذهنية ( العربية ) البعيدة عن العقلانية والاستقراء الممنهج والمتمكن من تحليل الخطاب ، ومحاولة تشريح ذاك الموضوع وما أهميته في النسيج الثقافي/ المسرحي؟ ومن هذا الباب نجد أسماء وأقلاما بعينها هي السائدة والمسيطرة على المشهد الثقافي/ الإعلامي ؛ بحكم علائقها وتجذر انخراطها في لوبيات [ الهدم ] المُمارسة [ للردم / الحصار] إما مباشرة أو بالوكالة ؛ مما تم بالفعل إسكات/ إقبار العديد من الأصوات وردم مواضعهم/ مقالاتهم/ بحوثهم/ حتى لا تكون لها مصداقية أو قراء وأتباع ينطلقون منها، كأرضية لفهم الرأي الآخر. أو تصبح مرجعا يستندون عليها . كل هذا عندما يشعُـر[ الهدامون] بخطر حاذق أو لاحق من ذاك (الموضوع / البحث) أو ما لا يلائم هـواهُم وخطة طريقهم ؛ نتيجة الارتباك والخوف الذي يحدثه ( ذاك ) وبالتالي فحضور أو استلاف معاول المنع والهدم بشتى الطرق و ذات أساليب رهيبة . لا تمارسها حتى ( الدولة) أثناء تحريك آلية المنع أو مصادرة ( مجلة / كتاب/ رأي/ بحث/ صحيفة/…) لأن المسألة تتم بطرق قانونية ومؤشر عليها بمستندات . وبالتالي ما يمارسه لوبي( الهدم ) يعَـدّ ُمن ضمن الأسباب المباشرة في تمييع وتعتيم وتشويه الممارسة الإبداعية / الثقافية ! وفي نفس الوقت تعيد بنا لتاريخ هَـيمنة فقهاء ذلك الزمن؛ على المشهد الثقافي/ الأدبي، وتلفيق التهم كالزنديق /الملحد /الكافر/ المحرض/…/ مستندين على جمهور ينساق وراء فتاوي مقرونة بالنوايا السيئة . لكل من يخالفهم أو يقف حاجزا أمام منبع غنائهم ( السلطان/ الخليفة ) وحسب رأي [ نابليون بونابرت]:( قوام الحرب ثلاث : المال و المال و المال) وهكـذا!! كأن تاريخنا العربي جامد لا يتحرك إلا صوريا ؛ مادام لم يتخلص (بَـعْـد) من هناته وسلبياته؟ إذن ؛ فالعَـديد من المواضع ! تبقى إشكالا كأنها [ طابو] وهي ليست بذلك. سواء من قريب أو بعيد. وفي سياق اشتغالنا؛ يلاحظ أنه من بين المواضع التي لم يستطع أحد من الفاعلين والمساهمين في المشهد الثقافي/ المسرحي ، فتحه ومناقشته لحد الآن، أو إثارته حتى ! لماذا يُـنْعَـم على زمرة من المسرحيين بالامتيازات كالأسفار وعضوية اللجن في عدة تظاهرات ، والتفرغ الثقافي والتكْـريمات والجوائز ,,, ولماذا يحرم ويمنع آخرون من أبسط الحقوق، وليس الامتيازات ؟؟ هـذا الموضوع / الإشكال؟ بحاجة لمناقشته. انطلاقا من وقفة جـدية ومراجعة جريئة ، وإن كانت تحتاج لوعي عميق ونفس طويل. لأن القضية ليست بهذه السهولة . فعملية إزالة التراكمات الخاطئة وإزالة آثار الفساد المستشري في النسيج الثقافي/ الإبداعي، بحاجة الى وعي متكامل يسمح بنجاح هذه العملية الصعبة، وخاصة بعْـد استفحال مظاهر التهافت نحو الفتات، واللهات وراء أتـفه الأشياء والشكليات؛ وبين التهافت واللهاث، هناك قوم يبدأون يومهم/ ممارستهم ،بعيون زائفة وقلوب فارغة وعقول متمرغة في سُـوق اللهفة التي أصابت جل المسرحيين/ المثقفين؛ الذين لا يهمهم الإبداع ولا قضية الإنسان ، وبالتالي لا يبالون بمشاعر الغير ولا يلتفتون لما يسببونه من مضايقات للآخرين ، كل ما يهمهم إلا أن يكونوا الفائزين بمال أو جائزة أو سفرية ، بحق غير مشروع ؛ مما أفـْقد الإبداع جوهريته الحقيقية .وأفرز حساسية جد مفرطة للعديد من المثقفين والمبدعين والفنانين ! وخاصة ما أمسى سائدا: قضيـة [ التكريم ] الذي تتقاطع فيه الماديات بالماديات؛ بحيث أضحى استسهالا عجيبا عند بعض الجهات ونمطا محصورا في بعض الأسماء؛ مما تفرض هاته المسألة وقفة تأمل وتساؤل: هل التكريم ثـقافة أم نـزوة (1)؟

ماهِـية التـكـريـم :

لا خلاف بأن التكريم (hommage) أو إقامة حَفـلَة تَكْريمٍ هي ظاهرة إنسانية / حضارية / عالمية ؛ التصقت بنهاية الخِـدمة الوظيفية ، كتتويج لكل عامل / موظف كيفما كانت درجته ومستواه. وذلك عربون محبة واعتراف بين زملائه وَتَنويها بشخصه ؛ قبل أن يكون تَعْظِيما وتَشْريفاً لهُ ولتضحياتهِ ومجهوداتهِ عبر مساره العملي والمهني وما أسداه للمجتمع من خدمات في مجال تخصصه بكل صدق و نكران الذات.. ولاسيما أن للتكريم آثاره الإيجابية في نفسية الموظفين والعاملين و تعطيهم دفعة الى الامام لتحقيق المزيد من التقدم إبان دخولهم في إشراقة جديدة ، بعد نهاية الخدمة . وهذا يختلف عن التكريم المفاجئ؛ الذي تمارسه العديد من الدول التي تحترم إنسانية الإنسان. وهو إفراز طبيعي لكل عناصر التحفيز والتشجيع التي يجدها العامل / الموظف /…/ في نزول وزير( ما ) أو رئيس مجلس إدارة / شركة ( ما ) لمواقع العمل يشد على أيديهم، ويشحذ هممهم ويفاجئهم بالتكريم/ الاعتراف بمجهوداتهم عمليا، وذلك من شأنه إذكاء الروح المعنوية وتفعيل المنافسة والإجادة بين جميع الفاعلين . مما ينعكس إيجابا على تقدم القطاع خدماتيا وتواصليا؛ وتطوير إنتاجيته للأفضل؛ وليس ديماغوجيا أوبمثابة سيناريو انتخابي/ إشهاري؛ كما يقع في أغلب الدول العربية. ولاسيما أن التكريم المفاجئ معْـدوم أو ناذرا ما يقام في القطاعات الخدماتية المختلفة في الدول العربية قاطبة ؛ نتيجة وَهْـم التراتبية الوظيفية وغياب وعي مؤسساتي لا يعرف ثقافة التشجيع والهدية أو التكريم بحيث: تُعـد ثقافة تكريم المميزين وظيفياً، من أهم الثقافات الغائبة عن قطاع العمل، يعود في معظمه إلى نظرة خاطئة تتوهم أنّ التكريم والتحفيز يقود إلى تراخي الموظف أو أن يصيبه شعور بأنه في مأمن من المساءلة، معتبرين ذلك فهما خاطئاً يضيّع أحد عوامل مضاعفة الإنتاج وهو التحفيز(2) ولنا أن نتخيل شعُـور الامتنان والدفعة المعنوية التي يمنحها التكريم لمن يستحقوه ، عندها يصبح أي مجهود مستساغا وممتعا أيضا. وبالتالي فالتكريم هو[ ثقافة ] مرتبطة بالمشاعر الإنسانية أكثر من ارتباطها بنوعية العمل ومستواه؛ وإن كانت ماهيته تـكمن في التتويج طبقا لمعايير مضبوطة . في حق من يمتلك التميزوالإنتاج المؤثر، الذي أرسى قيماً إنسانية في الواقع الاجتماعي والثقافي وحتى السياسي… وهذا سلوك يعكس تقـدير الآخرين لجهودهم وتضحياتهم .لأن محور التكريم ودلالاته هو الإنسان، ولاسيما أن الشرائع السماوية كَـرَّمـتْ بني آدم وأعطته المكانة التي تليق به ؛ وفضـلته على كثير من المخلوقات. والقرآن الكريم فيه عدة آيات تنص على التكريم . وتم التركِيز على المتقين عن غيرهم: [ إِنَّ أَكْـرمَكمْ عِند اللَّه أَتـقَاكمْ ] (3) وتلك إشارة لها دلالة قوية لماهية التكريم الذي يحظى به الصالحون والأتقياء والمخلصون. هاته الرؤية، شبه مغيبة بمفهومها الواسع والشامل عندنا. وبالتالي فالتكريم يتأطر في نـزوة وليس ثقافة راسخة ، أو تسعى لترسيخ مقوماتها لتأسيس وبناء منظور بديل . ينغرس في عمق الإنسانية .لأننا لا نمتلك جرأة المواجهة والاعتراف بفضل الآخر، أونبحث عنه أينما كان. ويما من فعاليات ومجموعة كبيرة من الفنانين الموهوبين الحقيقيين مقبورين ! وهم لازالوا بين جنباتنا يتحركون ويعْـطون العَطاء الأحـسن ! لكن النزوة الذاتية تعدم الموضوعية والشفافية الخلاقة، وتلغي تتبع خطوات وعطاء المبدعين، لكي يتم التصنيف، على مستوى الحضور والتميز والتأثير الإنساني . لكن المصلحية و غياب العديد من المعايير، من بينها ثقافة الاختلاف، وقبول الرأي الآخر، وبالتالي فالتكريم ( عندنا ) يظل ( نزوة ) كما أشرنـا.
فتحول من (hommage/ التكريم ) إلى (Dommage/ ضرر) وربما الترجمة أعطت المعنى البليغ الذي نريده ؛لأن ما هـو مشاع ومعاش، نفس الأسماء والوجوه ( تكرم) لاعتبارات شخصية ومصلحية، في كل المحطات واللحظات، كأنهم الوحيدون في ربوع (البلد ) وهم الذين أبدعوا وأنتجوا؟ وبالتالي فهم الذين يستحقون[ التكريم]. ربما أن لهم غطاء حزبيا متمدد الشرايين، أو لهم غطاء إعلاميا وازنا، أومقربين لمواقع القرارأو متملقين أكثر من التملق نفسهُ… وبالتالي فالأوضاع تبدو سوريالية ! لأنها مقلوبة الاتجاه والتوجه ؛ مما أضحى ( التكريم ) وسيلة وغاية ، لِكلا الطرفين( المُكرَّم/الجهة) وفي نفس الوقت يصبح مادة إشهارية ، لخلق إشعاع لكلاهما دونما عناء، ومدخلا للانتهازية والاسترزاق والمجاملات ؛ بدون ضوضاء. ومن ثمة يُفقد ولقد فـَقَـد التكريم؛ قيمته وأسسه الفلسفية ، ليصبح مضيعة للجهد و للوقت ! عندما يتساوى فـيه الفاعل الحقيقي والمبدع الجَـسور بالمتآمرين والمنافقين والانتهازيين والوصوليين…في منصات التكريم ومنصات توزيع شهادة الاعتراف والتقدير. وهنا ينطبق علينا المثل الروسي (عندما يتكلم المال يصمت الصدق) فمن بين الغرائب( التكريمية) شاب في عمر( 27 سنة) يلقي شهادة في حق مكرم سِنُّـه ( 67 سنة) أو (باحث) يدلي بشهادة حول أعمال المكرم، ولم يشاهد ولو مشهدا منها . والأنكى من ذلك ظاهرة تكريم الشباب ! بعد تقديم عمل أو عملين ليس ( إلا ) تلك مغـربات لا يمكن إلا أن تُحقـِّق التخلف المضاعف ؛ وتكريس عصر الانحطاط وتحريف روح الإبداع ورجالاته عن مساره الحقيقي. وهكذا فأغلب المبدعين مساهمين بشكل مباشر في تحويل التكريم من ثقافة إلى نزوة. ولا أبالغ إن قـلت إلى نزوة مرضية ! والتي ستفتح لنا الباب الذي نـريده .
في احـتـفالية التـكريــــم !!
الكل يعتبر نفسه مثقفا / مبدعا / ولكن أمام الطروحات وإثارة المواضع ؛ نجد نوعا من اللامبالاة أو المساهمة في نسف ما يثار من أطروحات؛ لأننا لم نستوعب بعد التغيرات السريعة كحتمية للتطور والتفاعل التي لحقت بالمثقف / المبدع . لأن الإشكالية تـكمنُ في الذات العربية التي تعـيش ظروفـا خاصـة علـى المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي. وإن أتى زمن مثقف من طراز جديد، أكثر تواضعاً من المثقف الكوني، وأكثر فاعلية منه في الآن نفسه. إنه المثقف الخصوصي الذي بدلاً من أن يتحدث محل الناس، يتحدث انطلاقا من محله، خبيراً وتقني معرفة، متخصصاً في هذا القطاع أو ذاك من قطاعات الحياة. يقول فوكو ” لا يتمثل دور المثقف في أن يحدد للآخرين ما يجب فعله. بأي حق يفعل ذلك؟….. لا يتمثل عمل المثقف في تشكيل الإرادة السياسية للآخرين؛ بل في إعادة مساءلة البديهيات والمسلمات عن طريق التحليلات التي يقوم بها في المجالات الخاصة به ، وفي زعزعة العادات وطرق العمل والتفكير، وفي استعادة حدود القواعد والمؤسسات، وفي المشاركة انطلاقا من إعادة مشكلة هذه، حيث يقوم بعمله الخاص كمثقف، في تكوين إرادة سياسية، حيث يلعب دوره كمواطن(4) فمن هذا الباب ومن خلال جرد عملي وبياني؛ لا نـجد ممن نال النصيب الأوفر في عملية [ التكريم] عبر خـريطة العالم العربي؛ سوى فقيه ( الإحتفالية) أي[ 197 تكريما ] ابتداء من سنة 1990 إلى يوم الناس هذا . أي بمعدل [سبع (7) تكريمات] ونيف في السنة ! وهنا نؤكد اللهم لا حَـسـد،،، ولكننا نكشف ما أملاه ضميرنا ورؤيتنا للفعل المسرحي. ومن خلالها نوضح ما يروج من زيف وتضليل في المشهد المسرحي( المغربي/ العربي) زيف في الخطاب والفـعل، زيف في الأصل يساهم و ينسف الممارسة من الداخل ! ومن حق أي كان أن يكشف زيفنا إن كنا مزيفين في المشهد، وبالتالي فشرعية اختيار هـذا الباب؛ لـه منظور بماهية العلاقات عندنا، وأهدافها النفعية ؛ علاقات لها حدين متناقضين يحدوها قانون الجزاء الإيجابي/ السلبي، طبقا للالتزام بالنسق العام في الأهداف أو الإخلال به ، حسب رؤيتك وفلسفتك وقناعتك؛ وبالتالي فالتكريم شرط لزوم من لدن المؤسسات الرسمية أو المدنية، تجاه كل الفعاليات التي قدمت تضحيات عبر مسار تاريخي طويل جدا في مجالها وتخصصها ووظيفتها ؛ ولا يمكن بخس حق الشباب في عملية التكريم؛ ولكن على الأقل أن يكون لهم رصيد مشرف ونصيب محترم من العطاء الفني والسلوكي وغيره .لكن الإشكالية تفعيل وترسيخ الإجحاف( التكريمي) في حق كثير من المتميزين والفاعلين ؛ لدواع متعددة قد تكون إما علائقية أو عقائدية أو سياسية أو مهنية . إذ من عجائب الشعارات؛ ذاك الذي طرحته نقابة المسرحيين المغاربة ⯌{ أجيال وتجارب مسرحية ومشروعية الاعتراف} ⯌ من خلاله تم تكريم فقيه ( الإحتفالية) ولم يتم فيما بعد تكريم غيره؛ هل المسألة مرتبطة بشخصه أو برئاسته للنقابة أنذاك(2015) أم لاحتفاليته ؟ لأن هاته النقابة كررت تكريمه مرة ثانية في إطار انعقاد أشغال المجلس الوطني لاستثنائي لنقابة المغاربة وشغيلة السينما و التلفزيون بالخميسات ! ماذا يعني هذا؟ أليس: المسرح المغربي يعيش اليوم أقصى درجات الفوضى والغموض والمحسوبية والفئوية، وكل القرارات تطبخ طبخا في المطابخ السرية، ولا أحد من المسرحيين المعنيين بفنهم المسرحي يعلم شيئا بخصوص أي شيء، فهل هناك سياسة ثقافية سرية لا يعلمها إلا علام الغيوب؟(5) فتكريم صاحب الإحتفالية ؛ هو ضرب من السرية؛ فمن وراءها ؛ هل هو نفسه ؟ أم أطراف خفية تبرمج تكريمه لكي تظل أوهام الإحتفالية سائدة في المشهد؟ أم هي لعبة قذرة تساهم في دغدغة معنويات ونفسية المبدعين والمسرحيين المغاربة والعرب ؟ لأن هنالك ثغرات لم تنكشف بعد من وراء فقيه ( الإهتبالية) بحيث يهاجم ويحرض المسرحيين المنبوذين ضد المؤسسات ويأكل من ميزانيتها: أيها المسرحيون المبعدون، أيها المبدعون المنفيون، داخل الوطن وخارجه، أيها المثقفون المنبوذون، أيها الفنانون المقصيون، أيها الصادقون الأيتام في مأدبة اللئام، تأكدوا بأن صمتكم لن يفيدكم في شيء، تماما كما لا يمكن أن يفيد الحركة المسرحية المغربية حاليا، والتي أصبحت اليوم في كف عفريت، وإنني أدعوكم إلى مقاطعة وزارة ليست وزارتكم، وأن تعلنوا في وجهها (العصيان الثقافي) (6) ألم يفكر المسرحيون في هذا النداء ؛ ويضعون عليه ألف استفهام (؟) لأن تلك المؤسسات تكرمه بشكل مباشر أو غير مباشر؛ عن طريق دعم مالي ومعنوي لتلك الجهة التي تكرمه ؛ وبالتالي فإن كانت تيمة نصوصه المسرحية تتمحور حول النقيض (الأسطورة/ الواقع) أو ( الوجه/ القناع) فهل الإحتفالية [ وَجْـه] وصاحبها [ قناع] أم العكس؟ هل التكريم [أسطورة] والمُكرَّم [ واقع ] أم العكس؟ لأن مسألة تكريم – ع الكريم برشيد- ليست محصورة في الجمعيات المسرحية ومؤسساتها بل على سبيل المثال:
✹جريدة ملوية بتعاون مع مؤسسة الأعمال الإجتماعية للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي – لملوية (2004)
✹جمعية أبي رقراق / سلا (2004)
✹الـجـمعـية الـمغـربـية مـنـال لـحـقـوق الـطـفـل والمـرأة بالجـديـدة(2012)
✹نادي القصة/ سلا (2012)
✹المنظمة المغربية للكشافة والمرشدات فرع بركان(2014)
✹جمعية النوارس للتنمية والإبداع القصر الكبير( 2015)
✹جمعية مغرب الفن مهرجان «مغرب المديح»(2017)
وهنالك العديد من المحطات مثل ذلك ! والتي تفرض تعميق السؤال ؛ ما أهمية هذا التكريم المنحصر في شخص واحد؛ هل لتحقيق لعبة ( الوجه والقناع) ليظل المشهد المسرحي؛ متمركزا على ( الصنم) حتى لا يظهر وسط المسرحيين صنم آخر مناقض ينسف لعبة ( الأسطورة/ الواقع) وإن كانت الرسالة الأولى من الإصحاح الخامس يشير(١ يوحنّا ٥: ٢١) أيّها الأولاد احفظوا أنفسكم من الأصنام! ولكن الإشكالية نصنع الأصنام؛ رغم أنها تمارس الرياء والبهتان والتضليل؛ ولنا في هذا القول مكاشفة صريحة:هناك الذين يأكلون وحدهم، والذين يسافرون وحدهم، والذين يستفيدون وحدهم، والذين يحضرون وحدهم، والذين يكتبون في مجلات وزارة الثقافة وحدهم، والذين ينالون الجوائز وحدهم، والذين يكرمون وحدهم، والذين يحتكرون لجان الوزارة وحدهم، والذين لا يمكن أن تجد غيرهم(7) فكل ما تفـوَّه به وبلسانه يستفيد منه مولانا ( الإهتبالي) وخاصة باب ما جاء في احـتـفالية التكريـم !! فعلى من يضحك ويتهكم ؟ ولاسيما أن العلم يقتضي البحث والدليل ؛ وهذا الجرد المتعلق بسنة(2018) التي ودعناها منذ شهور؛ يعفي أي راغب في البحث والدليل وإن كان الأفظع في سنة(2015 ) أكثر من عشر تكريمات:
* أبريل/ مهرجان المسرح المدرسي لمديرية مكناس الدورة (1).
* يوليوز/ مهرجان جمعية نورمينا للثقافة والفن الدورة (2)بابن جرير.
* يوليوز / المكتب الإقليمي لنقابة المغاربة وشغيلة السينما و التلفزيون على هامش انعقاد أشغال المجلس الوطني الاستثنائي بالخميسات .
* شتنبر / مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الدورة (25).
* سبتمبر / ملتقى أيام القاهرة للمونودراما لمسرح الهناجر القاهرة.
* نونبر / مهرجان جمعية الزاوي للمسرح والتنشيط الثقافي والفني الدورة (4) بالدار البيضاء.
*نونبر / مهرجان دار الفن الدولي للمسرح وفنون الفرجة الدورة (2) بفاس.

وعلى ذكر مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته (25) نشير بأنه تم تكريمه في سبتمبر 1991. وفي هذا الباب يؤكد : تكريمي هذا، شيء لا يستغرب من مصر التي هي ملتقى كل المبدعين في العالم كله وليس الوطن العربي فحسب ، فمصر تحتفي بالمبدعين وتنزلهم منزلتهم الحقيقية ، وأنا دائما مكرما ومعززا في بلدي الثاني مصر(8) أليس في المغـرب أو الأقطار العربية الأخرى إلا ((هـو)) ! حتى يتم تكريمه في نفس الشهر ونفس المكان بمصر؟ هل لكي تعطى له دفعة الى الامام لتحقيق المزيد من التقدم أم هنالك مقايضات سرية لضرب العديد من التصورات المسرحية؛ المناقضة للتوجهات الرسمية . يكشف عن بعض منها ( التكريم)؟ لإبقاء :ابتداع (المسرح الإحتفالي) التي أطلقها المغربي (عبدالكريم بورشيد) التي تدخل في إطار تأصيل المسرح العربي أوتحقيق هوية له ، وراح( بورشيد) يصدر البيانات الواحد تلو الآخر … ولا يتطرق المسرحيون في الغرب إلى ما يسمى (المسرح الإحتفالي) والعرب وحدهم الذين ظلوا يتمسكون بالتسمية….الاحتفال في الأصل مأخوذة من كلمة لاتينية هي (سيريمونيا) وتعني الصفة المقدسة أو هي العقل التي ترمي إلى تكريس عبادة دينية ؛ كما القداس في الديانة المسيحية أو الشعائر الديانة أيام عاشوراء لدى الإسلام… والاحتفال بكل أنواعه يستدعي المشاركة….وأشرنا في مقالة أخرى إلى مسرح المقهورين وإلى مسرح التحريض وهنا نشير إلى كلا المسرحين المذكورين يعتمدان مبدأ من مبادئ الاحتفال ألا وهو المشاركة (9) فحقيقة مسألة التكريم ؛ يعَـد جزء أساسيا وحيويا ضمن ثقافة الاعتراف في الحياة قبل الممات؛ ولكن في حالة (الإحتفالي) مسألة مشكوك فيها ؛ فتحول من (التكريم/ hommage ) إلى (ضَـرر/ Dommage) مادامت هنالك مبالغة في قضية تكريمه ، دونما غيره. ونركز على هذا القول؛ إن كان فعلا المسرحيون يدافعون عن القيم الأخلاقية وأسس بناء الديمقراطية الفعالة؛ فلا مناص بأن يفكروا ما وراء باب – احتفالية التكريم- إذ لا نطعـن ولا نحسد. بقدرما نحاول إضاءة مشهدنا الثقافي/ المسرحي؛ من أمور تنسف روحانيته وبالتالي:… أنا ضد إقامة حفلات تقليدية فقط أريد أن نعمل أشياء تخلد هؤلاء لأجيال قادمة.. إقامة المناسبات الظرفية مهم لتذكرنا بعطاء هؤلاء المبدعين، ولكن يبقى التكريم الحقيقي هو الحفاظ على تراث المبدعين بشكل دائم(10) في تقديري هذا هو التكريم الحقيقي للمبدعين والفنانين والمثقفين أينما كانوا.

الإحـــالات
1) للتوسع في الموضوع انظر ما أشرنا إليه في موضوع: اليوم الوطني للمسرح – ثقافة التكريم- في الحـوار المتمدن- ع: 4453 – بتاريخ 14/05/2014

2) تكريم المتميزين.. ثقافة عمالية غائبة- لعايض الشعشاعي في جريدة الشرق ع207/ بتاريخ 08
/08/2012

3) سورة الحجرات: الآيـة الكريمة – 13 —
4) المثقف والتغيير: لشفيع خضر سعيد عن منشورات صحيفة الطريق الإلكترونية بدون تاريخ
5) هناك ريع ثقافي وعلى الوزير الحالي الكشف عن أسماء المستفيدين من الدعم- حوار مع برشيد : اجراه الطاهر حمزاوي لجريدة المساء المغربية في- 29/06/ 2012
6) برشيد عبد الكريم بين التكريم والتجريم :مجلة الهيئة العربية للمسرح بتاريخ 09/06/2014
7) برشيد: هناك ريع ثقافي وعلى الوزير الحالي الكشف عن أسماء المستفيدين من الدعم: ماروك بريس – المصدر
جريدة المساء المغربية في- 29/06/ 2012
8) برشيد: لا أستغرب تكريمي من مصر: تغطية أحمد أمين عرفات في صحيفة الأهرام العربي بتاريخ 17/09/2018

9) متى يكون المسرح احتفاليا ؟ لسامي عبد الحميد ركن كواليس في صحيفة المدى عدد 2821 س10 بتاريخ 18/ حزيران/2013
10) تصريح وزير الثقافة اللبناني روني عريجي: منشور في موقع” مونت كارلو الدولية” إعداد كابي لطيف بتاريخ /01/12/2014

أحدث المقالات

أحدث المقالات