بــاب الــنـضـــال :
وبناء على ما سبق قوله ؛ فالنضال أساسا وظيفة ذاتية تلقائية لا تحتاج الى مناسبة كالاحتفال/ العيد/ الكرنفال/ الموسم/ أوبتغييرالمواقع والصفات . بحيث هو سلوك يومي دائم . مقرون بمبدأ نكران الذات ثم التضحية التي تعتبر سلاحه القـوي لمقارعة كل العراقيل التي يجدها أمامه. ذاك المناضل الحقيقي. ليكون لصيقا بالكادح وشريحته المسحوقة والمستضعفة التي تعاني البؤس والاستغـلال والظلم من طرف أصحاب النفوذ والسلطة ومعاناتهم مع الحاجة والاحتياج والتهديدات والطرد التعسفي من لدن الباطرونا . فهل ابن الرومي في مدن الصفيح : مناضل ؟ إن الأساس في هذا البطل الاحتفالي أنه لا يعيش إلا حياته ، وأنه لا يقول إلا كلامه ، وأنه لا يغضب إلا للحق وحده، وأنه لا يختار إلا إنسانيته، وأنه لا ينحاز إلا لمدنيته ، وأنه لا يحيا إلا حيويته، والتي هي عنوان حياته بين الأحياء، وأنه لا يمكن أن يكون إلا حيث يكون الناس، وهو مطالب بأن يحول الرياح إلى أرواح، وأن يترجم النار إلى نور، وأن يكسو الأرواح (11) بعيدا عن أي تفسير معمق لهذا الخطاب البلاغي؛ ودونما أن نقلب المعاني التي تكشف عن قناع (اهتبالية )=(الإحتفالية) فابن الرومي بطل احتفالي؛ بدون منازع. وبعيدا عن رأينا نطرح رؤية لأحد الأتباع المتعاطفين مع ابن الرومي الذي يؤكد بأنه يتحول : من شاعر مثقف إلى شاعر انتهازي لا يهمه سوى الحـصول على منح رجال الجاه والسلطة، حيث يشتري رئيس المجلس البلدي ذمته بكتابة قصيدة شعرية يصور فيها بؤس الحي الصفيحي الذي يعيش فيه مع أولائك المنحوسين الأشقياء قصد طردهم، وهدم أكواخه التي يعشش فيها الفقر والداء والنحس قصد بناء فنادق سياحية تجلب العملة الصعبة لحكام بغداد الأثرياء وأعوانهم (12) من هنا يكمن عمق إيديولوجية الإحتفالية ؛ ولهذا السبب فقسم البرامج والمناهج اختارها كمادة ! (المؤلفات) وبلغتنا القديمة (المؤلفات قلوبهم) وهو أساسا مصطلح إسلامي . ويمكن أن نطلع عليه اصطلاحا لنفهم جيدا معنى ( المؤلفات قلوبهم). ولهذا فابن الرومي طبعا خير نموذج درامي ونص مسرحي يعبر بكل وضوح وجلاء عن النظرية الاحتفالية ! التي ساهمت في تشكل المسرح المغربي الراديكالي إلى مسرح انبطاحي؛ مما انفضت وافرنقعت ( الجوقة) وأمسى ( شيخنا ) وحيدا يناطح السحاب؛ فبشكل أو آخـر إن شخـصية ابن الرومي تنعكس على فقيه ( الاحتفال) انطلاقا من التحليل النفـسي وتاريخه المسرحي؛ وبعيدا مرة أخرى عن رأينا نستقي رأي أحد من كان من (نقاد)هـا وليس من دعاتها بحيث يقول: أن العزلة هي الجحيم والالتقاء بالناس هو الحياة في تحررها وحيويتها. فقد ظل ابن الرومي شقيا لأنه كان بعيدا عن الآخرين. ولم يتحرر من شقائه إلا بعْـدما قرر الاندماج معهم (13) لقد فات الأوان؛ قبل ظهور فيروس ( كورونا) الذي لازال مسيطرا. ليذكي (هنا / الآن) قضية التباعـد الإجتماعي ومسافات الاحتراز وعـدم التواصل الإنساني والعائلي؛ وإبطال مظاهر الاحتفال/ الاحتفالات؛ في هذا الباب أين هي نضالية الإحتفالي؟ لمقاومة وتحَـدي الكائن لتحقيق الممكن ؛ ضد مسببات إعاقة الاحتفال الحر والتلقائي ، وذلك باعتباره تعبيرا عن الحياة وعـن الحيوية ! فهذا ليس استفزازا أو تجنيا أو تطاولا . وليس مطلوبا أن يكون “غـرامشيا” قلبا وقالبا بل نتيجة دوغامتيكيته أوالتصلب الفكري والاعتقاد الدائم الذي كان يعيشه ؛ بأن ( الإحتفالية) هي الحقيقة المطلقة التي لا يمكن الجدال أو النقاش فيها ! وبجمود الفكري ( كان ) دفاعه المستميت في زمن الوهم ؛ تجاه من يمارس أحقيته في تعرية مكونات ومصادر مطابخ الأكلة التي يمكن أن نسميها:( الفنكوشية الإحتفالية ) وانطلاقا من التشدد الفكري المتصلب والنقيض للمنطق والعقلانية. الذي ساهم في تضخم ( أناه ) بشكل مرضي. والتي ألغت وتلغي ((الجماعة )) التي هي حقيقة الوجود المسرحي؛ نجده دائما يتلفظ بانفصامية بين الفعل والقول القائل: فأنا الكاتب المنظر الذي آمن دائما بالفرح، وآمن بالحق في الفرح، وآمن بالتلاقي الإنساني، وآمن بحيوية الحياة، وأمن بأن الأصل في هذا الإنسان أنه مقاوم وجودي ، وهو يناضل دائما…(14) يناضل في ماذا ؟ هل على مستقبل المسرح، وكل فنون الأداء القائمة أساس الحضور والتلاقي والتجمع ؟ أم على مصالح ذاتوية ينتجها بقاء ( الإحتفالية) قيد الإنو جاد؟ وأين (هي) تلك الجوقة التي كانت لتساعِـد شيخنا في نضاليته ؟ جوقة كانت مجرورة تسبح وتهلل في المجالس المسرحية للفتح العظيم الذي أدخلته الاحتفالية للمسرح العربي ! حتى أن بعضهم (كان) يمارس العنف المادي والرمزي حسب الظروف والمحطات ؛ تجاه من لا يسبح لها ولهم ! إذ الافتراء قصير الأمد ؛ لأن الاحتكام للوثائق التي تعج بها الصحف الوطنية وكذا دورات المهرجانات الوطنية لمسرح الهواة شاهدة على ذلك؟ فلماذا بقي وحده ؛ وما أقسى أن يفرنقع الجمع عن المائدة ؟ هل تلك الجوقة ؛ اقتنعت بخواء ووهْـم ( الأطروحة ) أم وصلت لمرحلة الفهم ؟ : باعتبار أن الفهم هو ما يميز الذات المستقلة عن الذات التابعة والعقل الناقد عن العقل الفاسد ؛أي هو ما يميز فكر الاحرار عن فكر العبيد(15) ليتغنى لوحدة ؛ بمصطلح ( المناضل الإحتفالي) الذي أمسى يتمظهر إلا مؤخرا كتحول قناعي لإقناع بأن الإحتفالية سياقها ( نضالي ) بالأساس ! فقضية طرح مصطلح [ المناضل الاحتفالي] كانت قبل المقال الذي اشرنا إليه ؛ في مقال بعنوان { صورة المناضل الاحتفالي } (16) مع التعْـديل الطفيف وإضافة قصة الجندي اليوناني بشكل مزيف. والتي سنوضحها تاريخيا؛ من هنا يتبين التحول والمتغير (الإهتبالي) الذي يناشده ( الفقيه) في صورته الظاهرة، وفي رسائله المشفرة . التي تكشف بدون عناء؛ المطب الذي سقط ووقع فيه لوحده. كما يقع للثعبان في جلده وللحرباء التي رصيدها التلون. ليصطدم بالخواء واللامتداد للفعل المنافي للمسرح المراهن عليه والمنافي للتغيير كـَرُؤية ؛ وللإبداع كمعْـطى تصريفي لتأسيس أسئلة الفعل.
بـــاب الإثـبـــاب :
بدون خلاف؛ أو جدل عقيم، فالتاريخ برهنة وسيد الإثبات؛ وخاصة إن كان هنالك إجماع واتفاق تجاه حدث أو معطى تاريخي ( ما ) وحينما نموضع مرجعا / مراجع ، أمام ذاك الحدث الذي ترصدنا له أو طرحناه ؛ هنا ينتفي اللبس أمام الباحث/ القارئ. لكن الداعية المطلق لما يسمى ب( الإحتفالية) في كل مواضعه لا وجود لمراجع معتمدة ومتنوعة ؛ ورصينة إلا كتبه ومقالاته. وحتى لا نتيه في الأمثلة نركز على ما أشرنا إليه ؛ فالقصة لا مرجع لها لتعطيها مصداقيتها ولتدعيم أطروحة ما جاء في احتفالية النضال ؟ فالرواية التي المطروحة أساسا ملفقة وتزييف للحقائق التاريخية ؛ لأن المعضلة الكبرى تتجسد حينما بدأ ( فقيهنا) بالاحتيال المفاهيمي والمرجعي منذ عقود؛ لأن هذا الاحتيال/ الإهتبال .لا ينعكس على وعيه فحسب، وإنما على وعي القارئ لطروحات ( الإحتفالية) كي يبرر ما لا يمكن أن يبرر والتاريخ حاضر بقوته ؛ وبالتالي ما طرحه حول” المناضل الإحتفالي” يمكن أن نطلق عليه سوى خيانة للقيم الفكرية. وفي هذا السياق وبما أننا في صدد التاريخ فالملاحظ أن السلف ؛ دائما يعترف بمصادره ويصرح بها في حواشيه؛ وعلى سبيل مثال ما قبل الميلاد: قد أخذ هيرودوت عنه منهجه ولربما أفاد قليلا من معارف سلفه. كذلك نجده أي هيرودت قد أخذ عن إسخيلوس مشهدا من مسرحية ‘ الفرس’ حيث يصف الرسول معركة سلاميس؛ ويذكر في تاريخه حديث فرينغوس عن سقوط ملطية مع نهاية ثورة الأيونيين( 17) فعلى ذكر المسرحي ” إسخيلوس” الذي حارب عملياً في معركتي (سلاميس / مارثون) لم يذكر إطلاقا ولو بتلميح بأنه محارب/ مناضل في مسرحياته ؛ بقدرما قام بتخليد وتصوير وتمجيد انتصارات الشعب اليوناني أمام الأعداء كالفرس والطـرواديين. بحيث لا نجد سطرا من نصوصه المتبقية ؛ يستحضر( أناه ) ولا يرى نفسه أفضل من أحد من أبناء الإغريق، بل كان يعتبر نفسه جنديا عاديا أكثر منه شاعرًا / مسرحيا مرموقا. وإن كان قد مجد إنجازاته العسكرية ( فقط) بعْـد رحيله ؛ ولربما حسب “ول ديورانت “في كتابه ( قصة الحضارة) يكون قد كتبه إسخيلوس نفسه. مما نلاحظ إشارة واردة ومنقوشة على شاهد قـبره: في هذا القبر يختبئ تراب إسخيلوس، ابن اوفوريون ومبعث فخر گـِلا الولودة، لأي حدٍ اُختـُبِرت شجاعته؟ اسألوا ماراثون ومـِدِس ذات الشعر الطويل، التي عرفت شجاعته جيداً (18) وانطلاقا من كل هذا فتاريخ 480 (ق، م) الذي ذكره ( المناضل الإحتفالي) له علاقة بمعركة (سلاميس :Salamis ) ذات طابع بحري ؛ والتي تعتبر الثانية بين تحالف من المدن اليونانية القديمة والإمبراطورية الفارسية. نظرا أنه : لم ينسَ الفرس الصدمة التي صدموها في موقعة «ماراثون»؛ ولذلك بيتوا لغزو بلاد الإغريق كرة أخرى. وقد بدأ الفرس غزوتهم بعد مضي عشرة أعوام على الغزوة الأولى، ولم يكن هجوم الفرس هذه المرة موجهًا على «أثينا» و«أيوبوا» وحسب، بل على كل بلاد الإغريق بأسرها. وكانت «أسبرتا» في هذه الحرب الثانية هي الدولة القائدة للحرب (19) بحيث جرت المعركة بالقرب من بحر إيجة في مضيق “سلاميس” بين البر اليوناني وجزيرة سلاميس. أما معركة (مارثون : Marathon ) .لقد وقعت المعركة عام 490 ( ق ، م) بين الدولتين ؛ والتي تـعد تاريخيا من أهم المعارك التي حدثت في تاريخ الحضارة الغربيَّة، باعتبارها الحرب الأولى التي انتهت: بهزيمة ساحقة للفرس في معركة «ماراثون» الشهيرة والتي اشتق منها لفظ «ماراثون» وهي المسافة التي جراها أحد الأشخاص من مدينة «ماراثون» إلى أثينا لإبلاغهم بوجود الفرس، وعقب هذه الهزيمة أصر ملك فارس «دارا يوس» على أن يأخذ بثأره ويحتل اليونان، التي كانت تمثل العـدو اللدود له، والتي تقف حائلا أمام بسط «السلام الفارسي»(20) للعلم أن سهل (مارثون) والذي أصبح الأشهر عالمياً باسم السباق الأوليمبي . يـقع على بُعـد 40 كم شمال شرقي أثينا. المحاذي للشاطئ الشرقي ل «أتيكا» بحيث الإشارة الأولى لم توضح جيدا ما نهدف إليه ؛ لتفنيد ما طرحه ( المناضل الإحتفالي) الذي انتحل شخصية “«فيديبيدس: Fedibes »” الذي اعتبره جنديا مناضلا ! وهـذا من حقه ولا اعتراض في ذلك ، لأن من طبيعة ” الفرد” أن يجد شخصية ( ما ) ليتقمصها ويلبسها، وأن يتماهى فيها، حتى يصبح (هُـو= هِـي) و(هـيَّ= هُـو) ففي هذه الوضعية ؛ لا يمكن أن نتعجب للذين يعيشون على الأكاذيب وحدها. هذا إن كانت الشخصية في تقمصها مزيفة. وبالتالي فهاته الشخصية المرتبطة بالنضال عند( شيخنا ) وعند الماراثونين بالعـداء. فحوله طرح آخر يؤكد أنه : يعود تاريخ سباق الماراثون الحالي إلى أن العداء الإغريقي فيديبيدس قد هرول لمسافة 225 كيلومتراً أكثر من ( 140 ميلاً ) ليصل إلى إسبارطة ليدعو الإسبارطيين للمشاركة في القتال ضد الفرس (21) ففي هاته القصة قضية أخرى ؛ تتجلى في حمل رسالة ( للإسبارطيين) وليست رسالة مفادها أن الجيش الإغريقي قد انتصر على الجيش الفارسي كما يدعي ( المناضل الإحتفالي) ؟
وبناء عليه ؛ فمن أين تم استقاء هاته الرواية ؟ بداهة من تاريخ المؤرخ اليوناني هيرودوت. رغم أن هنالك إشكال في المصادر الفارسية، التي لا توجد فيها أي إشارة إلى هذه المعركة. ومن خلالها كحدث مصيري بالنسبة لليونانيين: عندئذ أرسلت «أثينا» إلى «أسبرتا» بريدها السريع «فيديبيدس» الذي قطع مسافة مائة وأربعين ميلًا في ثمان وأربعين ساعة، وسلم التماس النجدة العاجلة. وقد رجا أهل «أثينا» اللاسيديميين. ألا يقفوا على مقربة منهم، ويشاهدوا أقدم مدينة في بلاد الأيون تصبح أسيرة في يد قوم همج، وكانت «أرتيريا» قد وقعت في ذل العبودية، وصارت بلاد الإغريق ضعيفة بفقدان مدينة عريقة في المجد، ولكن «أسبرتا» وقتئذ كانت تحتفل بعيد ديني تحرم قوانينه عليها أن تخرج من ديارها قبل تمام الفجر(22) هنا نلاحظ حضور ( إسبارتا ) بشكل واضح؛ والرواية تعلن بمنطقها أن شخصية « فيديبيدس: Fedibes » حتى ولو من باب القياس أو المقارنة ليس بمناضل. بقـدرما هو ساعي البريد؛ قام بالمهمة التي عهدت إليه؛ وأوصل رسالة الآثينيين إلى الإسبارطيين ، التماسا للنجدة العاجلة .وهاته هي الحقيقة التي في أصل الرواية؛ وإن كان هيرودت باعتباره أب التاريخ ؛ يوضح لنا أمرا غاية في الأهمية ؛ ومفادها أن « فيديبيدس» عـداء محترف ؛ ومن خلال هاته الصفة منطقيا ثم ربط معركة مارثون بمارثون الألعاب الأولمبية ؛ التي ضمنيا تحمل الرواية أسطورتها : قبل أن يغادر القواد أثينا؛ أرسلوا رسالة إلى إسبارطة حملها عـداء المسافات الطويلة المحترف. وحينما عاد من مهمته قال للأثينيين بأنه قابل الإله بان بالقرب من جبل بارثينيوم ؛ فوق تيجيا. وأن هذا الإله قد ناداه باسمه وطلب إليه أن يسأل الآثينيين سبب عدم احتفالهم به. بالرغم من الود الذي خصهم به والمساعدات الكثيرة التي قدمها لهم في الماضي؛ والتي سوف يقدمها لهم في المستقبل. ولقد صدَّق الأثينييون هذه الرواية ….أما فيما يتصل بالمناسبة التي نحن بصددها ألا وهي إرسال القادة لفيديبيدس الذي روى أنه قابل الإله بان – فقد وصل إلى إسبارطة في اليوم التالي لمغادرته أثينا وقابل قادة إسبارطة؛ وخاطبهم قائلا: أيها اللأكيديمونيون إن الآثينيين يناشدونكم أن تسرعوا لنجدتهم وألا تسمحوا للبرابرة أن يستعبدوا أقدم مدينة في بلاد الإغريق، هاكم قد استعبدت إريتريا، وأصبحت بلاد الإغريق، أضعف لخسارتها هذه المدينة الرائعة (23) هنا يتبين لنا بأن شخصية« فيديبيدس» ليس جنديا ولا مقاوما ولا مناضلا حتى. بقدرما هو عداء محترف؛ وبما أن طاقته تستحمل المسافات ؛ تحول لساعي البريد؛ ولكنه مفوه وعلى دراية بفن الإقناع والخطابة ؛ كما هو وارد في سطور – هيرودت- لأن كلماته وعبارته :.أثيرت مشاعرهم ورغبوا في إرسال المساعدة لأثينا ، لكنهم كانوا غير قادرين على إرسالها فورا لأنهم لا يستطيعون خرق قوانينهم….والقانون يحرم عليهم الخروج من إسبارطة والاشتراك في القتال قبل أن يصبح القمر بدرا . ولهذا فقد انتظروا اكتمال القمر…(24) من العجائب هاهنا الاحترام والامتثال الكلي للمنظوم العقائدي/ الإحتفالي؛ الذي دأبت عليه إسبراطا ( أنذاك) ورغم التأثير الذي خلفه فيهم« فيديبيدس» الذي لا يمكن اعتباره مناضلا؛ كما يتوهم شيخ الإهتبالية؛ فلو اعتبر نفسه {” بروميثيوس: Prométhée”} كما قدمه إسخيلوس؛ الذي استخفى وراءه وأخفى شخصيته الثائرة والمقاتلة . ممكن أن يستقيم المعنى النضالي نظرا: لصورة بروميثيوس، أول نصير للإنسان ضد الظلم الذي حاق به، وأول ثائر في وجه البغي والقهر والقسوة والجبروت، وأول مضح في سبيل العدالة والحرية، وأول من يقول “لا”، في وجه قوة قادرة قاهرة، تريد أن تسرق منه هو حريته، وتريد أن تظلم، وتسيطر، ومع ذلك تحرص على أن تكسب مباركة بروميثيوس، أو صمته.. وأول من يتألم ليرفع عن الإنسانية الضُّر الذي أريد إلحاقه به، من قِبَل زيوس، كبير آلهة الأولمب (25) لكنه اختار مطابقة خاطئة كما في العديد من الشخصيات التي غرسها في نصوصه ؛ يتوهم مثل المتوهمين أنها تعالج المسائل المصيرية الكبيرة، وتحترق بحرقة السؤال الحارق؛ في مستنبت ( احتفالي) استقبلته القاعة الإيطالية وليست المواسم والأسواق؛ رغم أن (الإحتفالية) تنفي وجودها في القرية والمداشر؛ متمركزة على مدنية المدينة؛ في زمان تمظهرها المُـدهِـش.
الإحـــــالات :
11) مناضل برتبة ساحر : لبرشيد- م طنجة الأدبية عدد 41 – في/ يوليوز / 2012
12) ابن الرومي في مدن الصفيح : بين واقع المدينة والنظرية الاحتفالية بقلم : جميل حمداوي مجلة طنجة الأدبية (ملف خاص) بتاريخ 12/11/2007
13) المظاهر الاحتفالية في مسرحيات عبد الكريم برشيد – لمصطفى رمضاني : مجلة طنجة الأدبية (ملف خاص) بتاريخ 12/11/2007
14) ع الكريم برشيد: عــزلة المسرح في زمن كورونا (10) ملف إعلام الهيئة العربية للمسرح في – 08 /06/2020
15) الفضيحة نهاية الكتابة ام نهاية الاخلاق: لعمرأوكـَان ص121 – ط1/2008 دار أبـي رقراق / الرباط
16) انظر لموضوع صورة المناضل الاحتفالي: لبرشيد في مجلة طنجة الأدبية ع 37 ص/3- في/11/2011
17) هيرودوت مقدمة قصيرة جـدا: تأليف: جينيفر تي روبرتس ترجمة: خالد غريب علي مراجعة: إيمان عبد الغني نجم – ص13– ط 1/2013- مؤسسة هنداوي
18) تاريخ “إسخيلوس” مـوسوعة معـرفة – السنة13/2014/
19) موسوعة مصر القديمة (الجزء الثاني عشر): لسليم حسن – ص523 – مؤسسة الهنداوي /2017
20) حقيقة الثلاثمائة : بقلم محمد عبد الستار البدري صحيفة : الشرق الاوسط عدد 12309 في 10/08/2012
21) معركة ماراثون 490 – ق.م / إعداد: محمد المشرف خليفة في مجلة : مع الوطن مجلة عسكرية و استراتيجية ( الإمارات) بتاريخ/01/06/2015
22) موسوعة مصر القديمة (الجزء الثاني عشر): لسليم حسن ص521 مؤسسة هنداوي /2017
23) تاريخ هيرودت: ترجمة ع الإله الملاح : ص 470/471 – أبوظبي / المجمع الثقافي 2001
24) نــفـــســـــهـا
25) إسخيلوس في بروميثيوس: لعلي عقلة عرسان في (صحيفة الوطن/ عمان) بتاريخ /27/02/2016