6 أبريل، 2024 11:36 م
Search
Close this search box.

باب الطوب قلب الموصل نام ولم يستيقظ

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت الموصل من اجمل مدن العراق وكانت فيها الحياة مستمرة ليلاً ونهارا ً ولم يعرف أهلها قيمتها الا بعد أن رأوها بنايات خاوية على نفسها …
كانت هناك في قلب المدينة أسواق عامرة بكل مايحتاجه المواطن منطقة كبيرة تسمى باب الطوب تتميز بصفة انها اسواق تجارية فقط مع وجود قسم من الفنادق فيها أيضاً .وكان المواطن الموصلي والزائرين الى المدينة لابد أن يقوموا بزيارة هذه الأسواق المبنية على الطراز القديم ..والحركة مستمرة كل النهار فيها وكنا نجد كل ما تحتاجه العائلة هناك فدخولك الى منطقة باب الطوب سوف تدخل سوق الاربعاء للبحث عن أي حاجة قديمة تريد شراؤها وتوجهك إلى باب السراي أحد اجزاء هذه المنطقة يجعلك مجبرا أن تتسوق الى عائلتك بعض الحاجيات سواءً كانت غذائية أو مواد منزليه اخرى كالعطارية والقماش والملابس وثم توجهك الى سوق الميدان الواقع نهاية باب السراي وعلى ضفاف نهر دجلة لتجد ماتشتهي نفسك من أنواع الأسماك ورائحة الصمون بأنواعه إضافة إلى الطرشي وانواع المخللات .أما إذا كنت بحاجة لملابس فأصبحت منطقة السرجخانة متصلة مع سوق الصياغ الشهير محادية لسوق الميدان وهذه المنطقة إضافة إلى شهرتها ببيع المصوغات الذهبية وكافة أنواع الملابس الفاخرة إلى أنها المقر الرئيسي تقريبا لعيادات الأطباء والصيدليات في الموصل…
في بداية منطقة باب الطوب هنالك مرآبان كبيران للسيارات التي تعمل للنقل داخل مدينة الموصل وعلى الساحلين الأيمن والايسر ..وكان هناك بناية كبيرة مقابل مقر المحافظة تسمى اورزدي باگ كنا نجد فيها الأنواع الراقية من كافة البضائع وهي أشبه بالسوبر ماركت اليوم .. وتحولت هذه البناية فيما بعد الى دوائر خدمية مثل هيئة التقاعد والتأمين الوطنية…وعلى يسارها يقع شارع حلب ولهذا الشارع ميزة خاصة بمطاعمه ومحلاته التجارية وليس بعيدا منه شارع الدواسة وهذه المنطقة تجارية مشهوره ببيع الملابس الرجالية وخاصة الشبابية يقصدها الشباب قبل كل مناسبة لشراء حاجاتهم ..
كل هذه المناطق التي ذكرتها أصبحت اليوم جزء مما أطلق عليه المدينة القديمة ومعرضة إلى دمار شامل والذي يزور باب الطوب حاليا ويعرفها سابقا سوف يبكي على اطلالها..
لقد غفت هذه المنطقة العامرة في سبات عميق لايعلمه الا الله ونام معها اهل الموصل الذين كنت اشاهدهم يتوجهون إلى أرزاقهم والعمل في أسواقهم منذ صلاة الفجر ولقد وجدت البطالة حولت شباب المدينة إلى السهر طوال الليل على الانترنيت والنوم في النهار فهل سوف يعود باب الطوب وتعود معه الافتتاح المبكر للأسواق وانت تتناول وجبة القلية أو الباچة الموصليه الشهيرة هناك ام أن هذا السبات سيبقى ينتظر انجلينا جولي لتزورها مرات عديدة لإعادة الحياة فيها .بعد أن عجز أبناء المدينة والحكومات المركزية والمحلية على إعادة أعمارها في الحقيقة وليس في الاعلام فقط ..وان أعمارها لن يكلف الدولة اكثر من بيع نفط لمدة يوم واحد أو يومان فقط وكما يقولون حسبة عرب في يومين يبيع العراق ثمانية ملايين برميل من النفط ولو ضربناها بثمانين دولار للبرميل الواحد وحولنا المبلغ إلى العملة المحلية لوجدنا الناتج اكثر من سبعمائة وخمسين مليار دينار عراقي وهذا مبلغ كافي لإعادة إعمار المدينة القديمة وأسواقها كافة ..
اين من يقرأ مقالتي أيها المسؤولين في الدولة وبعد أن استتباب الأمن بفضل الله والقوات الأمنية ارحموا مدينة الانبياء مدينة الموصل واسواق باب الطوب التي كان يقصدها كل العراقيين من الشمال إلى الجنوب عندما يزورون محافظة نينوى ..ارحموا من دمرت الحروب داره وفقد جزء من عائلته …ارحموا الحضارة والتراث الموصلي …أن الموصل تستغيث وتناديكم الاعمار ثم الأعمار ثم الأعمار…حتى يستفيق باب الطوب من غفوته وتعاد الحياة إلى المدينة …..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب