22 ديسمبر، 2024 2:27 م

باب الشيخ حافلة التاريخ …ج25

باب الشيخ حافلة التاريخ …ج25

الألعاب الشعبية
تتشابه الألعاب التي يمارسها أبناء وبنات منطقة باب الشيخ مع المناطق الاخرى وكم يتمنى بعضنا أن يتوقف الزمن عند لحظة فرح معاشة، ويتمنى آخر العودة الى أعماق زمن لفّه النسيان حيناً حيث تمارس الألعاب بنفس الأشكال وقد تختلف بشئ جزئي عن مثيلاتها في المناطق والمدن العراقية ، وهي ألعاب بسيطة يمارسها الأطفال عادةً في الهواء الطلق، وتعتمد على مهاراتهم البدنية وذكائه وسرعة بديهتهم. وتتشابه في كثير من الأحيان، إلا أن تسميتها قد تختلف ،و تَأتي الأَلْعابُ الشعبية القَدِيمةُ لِلأَطْفالِ باعْتِبارِها أحدَ الأَشْكالِ التراثية التي تُبيِّنُ ما كَانَ عَلَيه التَّواصُلُ الاجْتِماعيُّ بَينَ الأَطْفالِ وما تلقونه مِنَ التَّقالِيدِ المتوارثة والأَخْلاقِ السائِدةِ في المُجتمَع، خاصَّةً أنَّها تَتضمَّنُ أَنْشطةً تُربِّي في النَّفْسِ سُرعةَ الحُكمِ والمُبادَرةِ إلى العَمل، يكون فيها اللعب بروح الفريق والتعاون، وكانت تنتهي بمجرد شعور الأطفال بالتعب البدني أو عند مغيب الشمس ،وهي لا تتعارض مع مع ضرورة التواصل مع لغة العصر وتقنياته الحديثة اليوم ، شرط أن تكون هناك جدولة ذكية تحفظ للطفل حياته وذكاءه وتواصله الاجتماعي، ومن تقنين وقت اللعب وتنويعها والحرص على الألعاب الشعبية وعدم نسيانها ، ومن الضرورة تشجيع الأطفال على ممارسة الألعاب الطبيعية في المنزل والشارع والحدائق العامة، لأنها تزيد قدراتهم العقلية وحبهم للجماعة بدل اللعب بمفردهم، كما تجنب الأطفال الكثير من الأمراض النفسية والعصبية لأنها لا تحتاج إلى تعقيدات أو عزلة عن الباقي ممن من اعمارهم، بل تتسم بروح اللعب الجماعي ومنطقة باب الشيخ المعروف عنها أنها موغلة بحضارتها الى أعماق التأريخ تتوزع بين ثناياه مفردات قد لا تجد مثيلاتها في مناطق اخرى كافة.. إنها تحمل نكهة أرضه وعبق هوائه وعذوبة اهلها، وأفراده وتجمعاته البشرية لابد أن تستوقفك ممارسات لا تخلو من طيبة المعشر وحلو الحديث وصفاء السريرة فتتصل الضحكات ويسود الأجواء مرح وحيوية حركة مازالت تنبض مع قلوبنا كلما تذكرناها أو قام أحدنا بتذكير الآخرين بها. لقد شدني الماضي الى ألعاب لطيفة تحمل مسمياتها التي تميزها في اللعب للذكور أم للإناث…ونورد لكم البعض من هذه الألعاب وكيفيت ممارستها.

الدعبل:وتشكل اللعبة من مجموعة من الاشكال المدورة الزجاجية الملونة وتلعب بطرق متنوعة والواحدة منها تسمى دعبل الشكل تشبه الى حد ما شكل البيض الصغار ، يلهو ويلعب بها والأولاد لقضاء أوقاتهم .. منها الزقج والطنب وكلنا نسمع المثل الشعبي الشهير (بيك وبالطنب) والصول وطرق لعبها هي ، الطنب و الورطة والدقة والشبر والنكيرة.

تبدأ اللعبة بين لاعبين اثنين بأن يضع كل واحد منهما دعبلة ( الصول ) على الأرض ، ويبدأ الأول باللعب فإذا أصاب صول صاحبه أي ( حقها ) بلغة أهل اللعبة أي احدثت صوتاً فيكسب منه دعبلة ، أو تكون قد اقتربت من دعبلة المقابل بقدر الشبر – والشبر هو مسافة فتحة اليد – فله أن يستمر باللعبة الى ان يصيبها ، وإن لم يصبها فتنتقل اللعبة الى صاحبه ، وهكذا تستمر اللعبة إن الواحدة من هذه الاحجار تسمى ( دعبلة ) والمجموعة الصغيرة منها تسمى ( دعابل ) ، أما المجموعة الكبيرة فتسمى ( دعبل ) وهو الشائع في تسميتها ..

التوكي: التوكي وهي من الألعاب التي يزاولها البنات اكثر من الاولاد ومحببه اليهم بخمس او ثمانية حقول مربعة او اكثر ترسم على الارض ثم يتم القفز داخل المربعات وحدة تلوى الاخرى وتتألف اللعبة من ثمانية مربعات وحسب الترتيب التالي: يرمى حجر صغير (غالبا يكون قطعة من الكاشي) على مربع رقم واحد يقفز اللاعبون على المربعات التي لايوجد الحجر فيها بقدم واحد فقط والا يعتبر خاسرا ، المربعات الفردية يقفز بقدم واحدة والمربعات الزوجية بقدمين وإذا نجح بالمربع الأول يرمي الحجر على المربع الثاني ويقوم بنفس طريقة القفز وهكذا لبقية المربعات وحتى الانتهاء من المربعات، وبعد الانتهاء يرمي الحجر كاول مرة ولكن يغمض عينيه ويقول: كبّي.. ويقولون له: نو. وإذا داس على الخط يقولون يس ويخسر اللعبة.

حجنجلي بجنجلي صعدت فوق الجبلي: يجلس الأطفال متكين على الحائط و يمدون ارجلهم ويرددون هذه الاغنيه واخيرا كلمه من الاغنيه أين تقف يرفع الواحد رجله وهم يقولون، حجنجلي بجنجلي صعدت فوق الجبلي،

لعبة الغميضة: حيث يتم شد عين احد الاطفال لمنعه من الرؤية وهو يبحث عنهم الى ان يعثر عليهم إذ عثر على أحدهم يذهب ليغمض عينيه وتستمر اللعبة ثم يطلق العنان للبحث عن البقية الباقية وهم يختبئون خلف الستار او الفراش او اين استار وهم يهربون من حوله مصدرين أصواتا ً تربك حركته فإذا استطاع الإمساك بأحدهم يحل محله في البحث وهكذا .

الصقلة اوالصكلة: يفترش مجموعة من الأطفال الأرض وبين أيديهم خمس حصوات حيث يقوم من عليه الدور بقذف الحصوات على الأرض ويختار منها واحدة في اليد ثم يقوم بقذفها في الهواء والتقاط الحصوات واحدة تلو الأخرى، وتسمى هذه الحركة وحد، ثم تتم إعادة نفس الحركة والتقاط كل حصاتين معا، وتسمى هذه الحركة تن، ثم تعاد الحركة مرة أخرى وتلتقط ثلاث حصوات معا وواحدة وحدها، وتسمى هذه الحركة ثلث، ثم يحاول اللاعب قذف واحدة في الهواء مع التقاط الأربع حصوات معا، وتسمى هذه الحركة ربع، ثم ينثر الخمس حصوات على الأرض ويتم اختيار واحدة في اليد، ثم يتم وضع اليد الأخرى على الأرض بتقويس الإبهام والسبابة بحيث تكون اليد على شكل مغارة، ثم يطلب من المشاركين في اللعبة اختيار إحدى الحصوات، عندما يسألهم اللاعب: ” أين أبوكم ” فيختارون أصعب موقع للحصاة، ثم يحاول إدخال جميع الحصوات داخل المغارة بشرط إدخال ” أبيهم ” بحركة واحدة فقط وإذا نجح في ذلك يصل إلى آخر مرحلة وهي ” أم الجرخ ” حيث يضع خمس حصوات في الكف وهنا تحتسب له نقاط بعدد الحصوات التي استطاع أن يلقفها وفي حالة التقاف حصاة واحدة، تسمى الحمير، وتنتقل اللعبة إلى اللاعب التالي، أما إذا التقف حصاتين، فيكون له بكل حصاة درجتان فيصبح المجموع أربع درجات، وإذا التقف ثلاث حصوات، يكون له ست دراجات، أما إذا استطاع لقف خمس حصوات فله عشر درجات، وتستمر اللعبة هكذا، فإن أخطأ اللاعب انتقلت اللعبة إلى اللاعب التالي.

لعبة “المحيبس”او الباد (إخفاء الخاتم) :من الألعاب الأكثر شعبية لدى العراقيين، خلال شهر رمضان، وتعتمد على الفراسة وقراءة العيون وإدخال هاجس الخوف لدى حامل الخاتم وصولًا الى انتزاعه؛ وقدرة الخصم على اكتشاف حامل الخاتم من بين عشرات المشاركين، وتعد اللعبة من أقدم الألعاب الشعبية، التي تمتد إلى العصر العباسي بين القرنين الثامن والثالث عشر، وهي واسعة الانتشار في المناطق الشعبية أكثر من المناطق الحضرية. والبعد الحقيقي للعبة المحيبس في شهر رمضان، ليس الظفر بالفوز لأنه لا توجد جوائز مالية بقدر أن اللعبة تجمع شرائح مختلفة من المجتمع، وتقوي أواصر النسيج الاجتماعي بين المناطق والمحافظات على اختلاف مذاهبها الدينية وكذلك العاب (شخط من شخطك) ولعبة (بوزة المياه الغازية) و(دعبل الطنَّب) وكذلك لعبة الـ(بلبل حاح) و(القطار)(الجلكه)(سبع سيفونات) (طم خريزه) (أم احجيم) (بيت أبو بيوت)و(شدّه يا ورد). وعشرات من الالعاب. وهناك ألعاب فردية مثل السير بطائرة الورق و تحليقها في الجو وكذلك الركض بالفرارات وغيرها الكثير…ممارسات قد يعدّها بعضهم ان الدهر قد عفا عليها وإنها تمثل حيناً من الدهر شاعت فيه الجهالة والتخلف ولا تجد من بين المواطنين نخبة مثقفة تنهض بمسؤولياتها التنويرية فراحت تلك الألعاب تأخذ مساحتها من الانتشار بين شرائح المواطنين الفقيرة والمتوسطة.وهناك العشرات من الالعاب الاخرى التي كانت تزاول بين الاطفال واليافعين وحتى الكبار لزرع روح المحبة والالفة بين طبقات المجتمع.