الأنشطة الرياضية:
يحظى قطاع الشباب في العالم باهتمام كبير من جانب الحكومات؛ وتبذل جهود متواصلة لتحفيز ودعم”ثروة الأمم”؛ باعتبارهم القوة الفاعلة القادرة على دفع مسيرة تقدم البلاد بثبات وعزيمة، وتوفير سبل الدعم والتشجيع واضحة للجميع، وهي تحتاج لمزيد من الاهتمام والعناية؛ بما يضمن الاستفادة المثلى من هذه الطاقات والإبداعات الشبابية التي لا حدود لها ويعدّ الشباب الدعامة الأساسية ومصدر القوة لأي مجتمع، فكلما كانت نسبة الشباب في المجتمع كبيرة كان المجتمع قويا ومتينا؛ لأن الشباب يشكلون الطاقة والمنعة والتقدم والبناء، فهم أداة من أدوات التنمية المستدامة التي ينشدها اي مجتمع.الشباب هم بناة الحضارة وهم أداة التغيير وقطب الرحى في أي عملية تنموية سواء كانت سياسية اواجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية، لذلك وجب على الافراد والمؤسسات عدم اهمال هذها لشريحة، فإهمال الشباب يعني أن يكون تقدمنه بطيئ وبناؤه هشاً وانتاجه بلا قيمة،وبوصلة ضائعة ومستقبله مجهولا.والشباب هم في أمسِّ الحاجة لمظلة مؤسساتية تدعمهم، وتوفر لهم سُبل التشجيع والتحفيز، للباحثين والمبتكرين والمبدعين،كي يحاول الشباب دائماً اثبات جدارتهم وتقديم ماهو جديد، لانهم ابطال و يحتاجون للاعتراف الرسمي بمقدراتهم ومنحهم الثقة والأمل في دعمهم ، بجانب الفرصة التي تجعلهم نجوماً في سماء اي وطن حين يزرعون كمحاور رئيسية في المجتمع، وتسليمهم قضايا الوطنالتي تحتاج الى عقول نيِّرة وفتية. والطموح كالسيف اذا اهملته صَدِئَ واذا احتويته وفعلته على ارض الواقع اصبح لامعا منتجاً ،هذه هي النظرة التي تدرس من اجل مستقبل افضل .
منطقة باب الشيخ كانت مهمولة من جانب الحكومات المتعاقبة ولم توفر لهم مستلزمات اللهو البريئ وقد اعتمد الشباب في المنطقة في استغلال اي ثغرة من الارض ليمارسوا عليها هوايتهم لتطرد من دواخلهم اليأس والإحباط لتمكنهم من استغلال أوقات فراغهم ويكونوا جيل قادر على تحمل المسؤولية وعدم التسليم لأمر القنوط والانعزال ومن هنا نشطة الحركة الرياضة بجهود ذاتية من قبل الشباب وذوي الإحسان من عشاق الرياضة في دعم أنشطتها في ظل غياب النوادي الخاصة إلأ القليلة التي كانت تفتقر المستلزمات الأساسية ولا تستوعب الأعداد الهائلة من الشباب مثل” نادي الشباب ” كما ان الفقر كان عاملاً اخر للوقوف بوجه هؤلاء لدفع مبالغ المشاركة وكذلك العوائل تمتنع من تشجيع اولادهم للذهاب الى هذه الامكنة خوفا عليهم من الانحراف كما كانوا يتصورون ،
الرياضة لم تكن يوماً ديانة ولا مذهب سياسي ولا نظام اجتماعي أو اقتصادي كما يتصور البعض، بل هي قيمة حياتية ورؤية إنسانية يشارك فيها الإنسان الغني والفقير، و كلهم يلتقون في ميدان واحد بأجناسهم وأديانهم لتحقيق هدف مشترك هو الالتقاء مع البعض وهذه هي التي لاتروق للحكومات المستبدة .لقد عانى شباب واشبال منطقتنا باب الشيخ من الضغوطات النفسية ومن قلة الامكانات الرياضية والثقافية ايضاً لاشباع رغباتهم وكنا نذهب الى مكانات بعيدة نسبياً عن المنطقة لمزاولة الرياضة الجماهيرية كرة القدم مثل ملعب الامانة قرب جامع الشيخ عمر السهرودي بالقرب من باب الطلسم القديم امام المجزرة القديمة ،او ملعب الشرطة الاول ( كلية الشرطة القديمة ) قرب ساحة الطيران عند اول شارع النضال بجانب الكنيسة ، او الملعب الثاني مكان وزارة الصناعة الحالية كان مقابل مجلس الخدمة العامة والقصر الابيض او ملعب ساحة الانكليز في العلوية والذي اصبح فيما مجموعة من المؤسسات بدل عنه او ملعب الكشافة الثاني في الوزيرية ،وكنت ازامل فريق اخي عبد الوهاب ( الصداقة ) للعب في ملعب المهمات والهندسة الالية في معسكر الرشيد واذا ضاقت الامور تذهب الفرق الى مديرية البيطرة العامة مجاور مقبرة اليهود للعب في المساحات الفارغة فيها ، بالمناسبة لقد استُغل مكان ضيق في بيت قديم لايتجاوز100 متر في سوق سراج الدين لمزاولة رياضة كمال الاجسام ورفع الاثقال ،و تم ايضاً استغلال ارض فارغة في البداية كملعب متواضع في المرحلة الاولى في الصدرية ، وبعد ذلك تم تخصيص ارض في منطقة المجاورة بجهود ذاتية لتاسيس ملعب اشتهر في المنطقة حتى اصبح هذا الملعب ( العوينة ) من الملاعب الشعبية المهمة في بغداد وكان في مكان امانة العاصمة الحالية ،ولعبت عليه مختلف الفرق و المنتخبات للمناطق الشعبية مثل منتخب الكرادة ، اتحاد فيوري من مدينة الثورة ، البريد الذي اسس جرجيس الياس صانع المواهب الرياضية مثل ، كاظم شبيب وكاظم وعل . كاظم كامل . كاظم عبود . منعم جابر وعشرات من اللاعبين، وشباب الامة ، منتخب الكرخ ، منتخب المشتل ،واتحاد النصة والفرق المؤسساتية العاملة ضمن الانشطة الرياضية الكبيرة اضافة لفرق المنطقة. اما “الدرابين والعكود والفضوات” فقدعجزت منا تماماً لان رياضة كرة القدم على العادة تحتاج الى مساحات مناسبة في حين ان زقاقنا لم يتجاوز عرضه مترين ونصف متر وبتلك الكثافة السكانية ،يصحبها صراخ وتشجيع للاعبين مما كان يزعج العوائل وخاصة كبار السن فيخرجون علينا بالنهي ،في مقدمتهم الانسانة الطيبة والعزيزة ام مجيد يرحمها الله ( ولكم ملاعين بسكم عاد مو دوختونه انريد انام ) اويشتكون عند اهلينا فتكون المحاسبات المتنوعة ” الدفره والكفخه والتفله اوالعصى في بعض الحالات او حرق الملابس الرياضية ” ولكن نحن نصر على مزاولتها متحملين العقوبات تلك ،كل ذلك من اجل افراغ طاقتنا ومزاولت هوايتنا المحبوبة دون عناية من المسؤولين وتمل العواقب، وقد تاسست فرق عديدة في المنطقة مثل فريق الصداقة اسسه شقيقي الاستاذ عبد الوهاب ياره وعدد من الاخوة ،حسين شبيب ، محمد عباس ابو اللبلبي، ستار برو ، هادي الاسود ، جعفر الخياط واخرين ، واسس فريق الطليعة على اثر حل فريق بور سعيد بدري على شمة وهو احد مدارس كرة القدم في منطقة باب الشيخ ومن لاعبيه بدري علي شمة شوكت صادق، والاخوان صاحب ومحمد مشهدي، خليل ابراهيم شمه، محمود اسد، قيس مصطفى، فريد شمه، جلال عبد الرحمن،ابراهيم مرزه، اسماعيل الاسود، محمد رحيم، جبار محمود، المرحوم كاظم مجيد، جوادعنتر، المرحوم اسكندر محمد علي، عباس منجل، وعلي محمود نادر،ومن ثم شباب الطليعة كاظم مجيد الذي اعد نجوم مثل محمدعلي قنبر وجاسب فهد وكاظم شبيب واخرين لعبوا في الفرق المختلفة ،وثم فريق العاصفة الذي اسسه غازي ابو طيرة صانع النجوم ومناشهر لاعبيه الشهيد بشار رشيد وستار خلف ،ونادي الفيلية من الأندية الرياضية البغدادية العريقة الذي تآسس في بغداد عام 1957 ،كان لهذا النادي دور مرموق في معظم الانشطة الرياضية في فترة الخمسينيات واوائل الستينات حتى عام 1963 من القرن الماضي في كرة القدم والسلة والملاكمة وكمال الاجسام وقدم العشرات للشهرة في هذه اللعاب ، إلا ان الانظمة الشوفينية حالت دون مواصته لعمله،ومنتخب الشيخلية ،وشباب الشيخلية،واني اسست كواكب بغداد ومقره في مقهة مندلي في ساحة النهضة وثم فريق اتحاد الاوراس الذي تحول الى فريق شباب الشيخلية بعد ان استلم الاشراف عليه من قبل اللاعب اسماعيل اسد لاعب فريق مصلحة نقل الركاب والفريق تم ايقافه بسبب المضايقات الحزبية واعاد المرحوم محمد الشيخلي لاعب نادي الكهرباء تحت نفس الاسم” شباب الشيخلية ” وهو محسوب على القوميين و يكره حزب البعث و كان مجمدا بسبب عدم قبوله بالانضمام إلى المنظمة الحزببه للنادي وهو صاحب الاخلاق الرفيعة وجمع مجموعة من الاشبال والشباب اليافعين وتمكن من اعدادهم اعدادا جيداً لعباً واخلاقاً ،وكذلك فريق اتحاد رضا الذي اشتهر في اللعب فيه اشهر اللاعبين من النوادي المعروفة في ذلك الوقت مثل البريد الذي اسسه واشرف عليه جرجيس الياس مكتشف المواهب الكروية والشرطة والسكك واليات الشرطة والقوة الجوية وهذا غيض من فيض من الانشطة التي كانت تفام في المنطقة حسب ما تسعفني ذاكرتي واعتذر فيما اذا كانت هناك هفوة، كما اود ان اقدم جزيل الشكر لاخي عبد الوهاب ياره والاخ الفاضل خضير عباس الجاف واخي عبد الستار ياره لما قدموه لي من معلومات ذكرتها في مقالي هذا.
لاشك من ان الشباب كانوا يؤمنون من ان البطل هو اللاعب الذي طور موهبته بالعمل الدؤوب في اطارنظام محكم وداخل محيط كفء وإيجابي و لا احد ولد بطلا، ولكن الطريق كان مليء بالكثير من الاشواك والعقبات التي وضعت أمامهم من قبل النظام البعثي بالضغط والملاحقة من اجل الانتماء الى الحزب والذي كانسبباً في تمزيق الرياضة الشبابية في المنطقة دون حسبان من ان الارادة هي التي تخلق الابطال • ولكي تدوم النتائج، لابد من أسس متينة أهمها الاطر الجيدة الكفؤة المهتمة بجميع الفئات والإصرار من الاشبال الى السنوات العمرية الاعلى ،عن طريق المنافسات بمختلف صورها دون ان تخلق الاجواء الغير مناسبة …الخ