إشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي، يوم الاثنين 2062016 بموضوع شغل تعليقات المدونين والمغردين العراقيين، إلا وهو خبر الاعلان عن مهرجان في مدينة الحلة، برعاية العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، لتغيير اسم المحافظة بإسم الامام السبط الحسن المجتبى عليه السلام.
إغلب هؤلاء الكتاب هم من إنصار التيار المدني، أو بعض التيارات الخفية، المختبئة تحت أسماء وشبكات وهمية، معروفة بعداءها للتجربة العراقية عموما، وللمرجعية الدينية الشيعية خصوصا.
لمناقشة الموضوع وبهدوء تام، يجب ملاحظة بعض النقاط التالية، وبعدها سنعرف الاهداف وراء هده الهجمة وهذا التلفيق.
أولا إن الخبر وإن فُهِمَ على عكس فحواه، إلا إنه ومع ذلك بادرت العتبة الحسينية، لإصدار إيضاح بهذا الشأن، وكشف اللبس واللغط الحاصل في الموضوع، وهذا أمر يحسب للعتبة والقائمين عليها، وليس هروبا أو تغيير مواقف خوفا من الضغط الشعبي كما صوره البعض.
ثانيا إن من أشاع الخبر وضخمه إلى وسائل الإعلام، بهذه السرعة، ليس شخصا واحدا، وليس عاديا، فهذا عمل مؤسساتي خفي، يتابع تصرفات المرجعية واذرعها، بغية الحصول على فرصة و خلة، ليتهجم بها على المرجعية.
ثالثا إن الذين إنساقوا وراء هذه الحملة، وتبجحوا بأسم بابل إسمي، وبابل خط أحمر، وبابل هويتي، هم إناس لا يعرفون سلوكيات المرجعية، وطبيعة خطابها، وتحركاتها، وهذا يعكس قصور إطلاعهم وفهمهم للمرجعية الدينيه العليا ووكلاءها.
رابعا إن المهرجان الذي أقيم في الحلة، هو مهرجان سنوي، وهذه نسخته التاسعة، ويديره ويشرف عليه إعلاميون وإدباء ومثقفون من بابل نفسها، إلا إن رعايته هي من قبل العتبتين المقدستين.
خامسا إن العنوان المذكور في ديباجة الفلكس “البوستر” مكتوب ” الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام” وواضح جدا من هذا التقديم، إن النسبة هنا هي نسبة تشريفية، لا نسبة أصلية، والمقصود منها تشبيه مدينة الحلة وكرمها، بالامام الكريم المجتبى سلام الله عليه، وهذا ما أكده مسؤولون محليون من بابل، وأكده المشرف على المهرجان.
سادسا إن سلوكية المرجعية ووكلاءها، ومنهجيتهم، هو عدم التدخل في الشؤون التنفيذية، والامور الدستورية، فتغيير أسماء المدن خاضع لرغبة أهلها، من خلال إستفتاء شعبي.
سابعا إن المرجعية الدينية، تنأى بنفسها عن الخوض في التسميات، ورفع الشعارات، او صور سماحة السيد السيستاني، وما يدل على ذلك هو رفض المرجعية رفع صور سماحة المرجع من قبل المجاهدين، وكذلك رفضه لتسمية مدرسة باسم السيد السيستاني في مخافظة الديوانية، حيث ارسل سماحته رسالة الى محافظ الديوانية، يطالبه بعدم تغيير اسم المدرسة وارجاعها إلى اسمها الاصلي، وهو مدرسة حلب، وعدم تسميتها باسم سماحة السيد، وهذه الرسالة مؤرخة بتاريخ 2112009 ومذكورة في كتاب النصوص الصادرة إعداد السيد حامد الخفاف.
ثامنا إن المرجعية الدينية، تعد الجهة الوحيدة التي أفتت بحرمة سرقة الاثار العراقية، وحرمة التجاوز عليها ودعت الدولة للاهتمام بالاثار، ورعايتها والحفاظ عليها.
من بعد هذا الايضاح في النقاط أعلاه، يجب علينا كمتابعين أن نحلل أسباب هده الهجمة، والتي تزامنت مع إنتصارات قواتنا الأمنية في الفلوجة.
السبب واضح وكما اسلفنا في المقدمة، إن هناك كثير من الجهات التي تترصد المرجعية، وتحاول تشويه صورتها أمام جمهورها، كما إن المرجعية تعد السبب الأول والأهم في إفشال مشروع داعش، الذي أريد لها إستباحة العراق، وما تحققت هذه الإنتصارات إلا ببركات هذه المرجعية، لذا تعمد الجهات التي تساند داعش، من بعثيين ومنحرفين للعمل على ضرب المرجعية بشتى الطرق.
كما إن هناك جهات ممتعضة من المرجعية، ومن العتبات خصوصا، لأن العتبات المقدسة، ومن خلال إنجازها لمشاريع عملاقة، وبكلف أقل, ونوعية عالية. ومدد قياسية. لم تدع مجال لاي مدعي بان ظروف العراق لا تسمح باقامة المشاريع. وكشفت إنجازات العتبتين اللثام عن الفاسدين. وناهبي المال العام، الذين جعلوا المشاريع مغنما لهم، فغدوا يتصيدون في الماء العكر لضرب المرجعية.
الحقيقة إن بابل لم تكن هي المقصد للذين نادوا وتمنطقوا بإسم الدفاع عن بابل، وحضارتها، بقدر ما إن الأمر متعلق بأجندات تحاول ضرب المرجعية، التي أثبتت بمواقفها، إنها مرجعية الوحدة والإعتدال، والوطنية والإنتصارات.