سقطت أصوات النشاز الذي دعت لإلغاء الحفل الغنائي في مهرجان بابل، وإني لكثير الاستغراب والدهشة للدعوات الكثيرة من رجال الدين وجامعات علوم الدين لقتل الحياة في داخل النفس البشرية، رغم دعواتهم تعبر علناً عن انتهاك خطير لحقوق الإنسان وانتهاك للدستور العراقي الذي لم يدرج فقرة التحريم ومس القدسية هذه إذا كانت قدسيه في العراق ، ان الحضور الجماهيري الكبير هو صفعة موجعة لجميع دعاة العبودية ولجميع الاصوات النشاز من دعاة الجهل والتخلف الملطخة ايديهم بالدم العراقي وسرقة ثرواته، هل يعقل الغناء والسلام والحب حرام من رجس الشيطان؟ والقتل على الهوية والاغتيالات لدعاة الحرية والتعذيب الجسدي من الله، اي انحطاط إنساني لرجال الدين والموالين لهم الذي يحاربون النفس البشرية لكي يعيش الحزن والالم ويتم تحريم عليه ملذات الدنيا، الا يوجد إله الحب والسلام، وجميع الديانات تحث على التسامح والمحبة والسلام وتمنع التطرف، إلا عند علماء الدين العراقيين وخاصه الشيعة الذي ينشرون بضاعتهم البائرة لغسل عقول البسطاء.
وأكثر أستغراباً صلاة العشرات في ساحة مهرجان بابل، رفضاً للغناء والرقص بحجة منع الطرب والخمر، ولكن لم نراهم يصلون لإيقاف نزيف الدم العراقي خلال 18 سنة، لم يصلون لمنع الأغتيالات، لم يصلون لمنع قتل اخيهم الإنسان الذي يخالفهم في الراي والدين والعقيدة، اي انحطاط وصلنا للتخلف والجهل الذي يعيشه المغيبين ينفذون ما يتلى عليهم دون تفكير، فيحرمون الغناء ويحللون القتل بل يغمضون اعينهم عن سفك دماء اخيهم الإنسان، آلاف مؤلفه خرجت تغني وترقص فرحين ومنتظرين بادرة الامل الذي تنقذهم من وحل الدين الذي صوروه لهم رجال الدين ان الله يحب الحزن ويكره الفرح، الدين لله والوطن للجميع تكفي لعدم التدخل في مبادئك وعبادتك وليس لأحد شان بك كائن من يكون.
بابل مدينة تاريخيه تعود إلى حضارة ما بين النهرين، وهي عاصمة الإمبراطورية البابلية، توجد آثارها في دولة العراق الحديثة بين نهري دجلة والفرات، وتعد من أكثر مدن التاريخ تأثيراً وشهرة، وقد ذُكرت في كتاب الإنجيل، واكتسبت شُهرتها الواسعة من جدرانها ومبانيها الرائعة المزخرفة، ومكانتها كقاعدة للتعلم والثقافة، كما عُرفَت المدينة بتشكيل قواعد القانون التي سَبقت شريعة موسى، ولعل أبرز ما اشتهرت به بابل حدائقها المُعلقة حيث كانت قديماً إحدى عجائب الدنيا السبع. بناها الملك حمورابي وبعده نبوخذ نصر وبعد الحكم الفارسي بقيادة كورش الكبير الخ والموضوع طويل لكن حبينا لنبين بابل الحضارة والفن والثقافة متى اصبحت لها قدسية دينية، رغم شريعة حمورابي دموية غير إنسانية لكن في كتابتنا هنا ارتئينا ان نبحث في تاريخ بابل، الذي يحاول المعممين طمس هويتها ويحرمون ويحللون ما يشتهون ويريدون المجتمع يتبعهم، بابل العشق والفن والاعتدال، ستبقى قبلة للعاشقين لتسقط شريعة رجال الدين الذين يحاولون ينقلون افكارهم المتخلفة الذي تعرت عن مفاهيمها الغير إنسانية.
لكن لنسأل نفسنا لماذا يصور رجال الدين لنا إن الغناء حرام؟ ولماذا يحرمون شرب الخمر؟ ولكن لا يشجبون القتل وشرب المخدرات الذي مزقت النسيج الداخلي لبعض المتعاطين، هنا يعطينا صورة واضحة إن رجال الدين تعتاش على الدجل لكون الخمر صناعته في دول غير إيران، والمخدرات صناعتها في إيران وارباحها خياليه فيكيلون بمكيالين حسب ما تمليه عليهم اوامر ولي الفقيه الذي لا تريد للعراق خيراً، فيحللون لنا الحزن ويحرمون علينا الفرح. واخيراً “لا تمش في الناس إلا رحمة لهم ولا تعاملهم إلا بإنصاف”