من يمر اليوم في شوارع محافظة بابل، لا يمكنه أن يغضّ النظر عن التحوّل الكبير الذي تشهده هذه المدينة العريقة. حركة غير مسبوقة من المشاريع الخدمية، والشوارع التي تُعبد، والأرصفة التي تُرمم، والخطط العمرانية التي تُفعَّل بعد أن كانت حبيسة الأدراج سنوات طويلة. إنها بابل، المحافظة التي كانت مهمشة لسنوات، واليوم تنفض غبار الإهمال وتدخل عهدًا جديدًا من البناء الحقيقي والعمل المؤسساتي.
في قلب هذا الحراك، يبرز اسم المحافظ المهندس عدنان فيحان، الذي استطاع خلال فترة وجيزة أن يفرض إيقاعًا إداريًا مختلفًا، قائمًا على المتابعة اليومية، والانضباط العالي، ومحاسبة المتقاعسين، وفتح الأبواب أمام الطاقات الوطنية الجادة. لم يأتِ الرجل ليبحث عن مجدٍ شخصي أو تسويق إعلامي، بل جاء وهو يحمل مشروعًا لإحياء المحافظة ووضعها على خارطة العراق التنموية من جديد.
عدنان فيحان لم ينتظر “ميزانيات الإنقاذ” ولا “فرج المركز”، بل بدأ بما هو متاح، وسخّر الإمكانيات القليلة لبناء كثير. بدأ من الشوارع، لأنها وجه المدينة، ومن الخدمات لأنها حياة الناس، ومن المؤسسات لأنها عماد الإدارة. لم يهادن أحدًا على حساب المصلحة العامة، ولم يسكت عن فاسد أو متهاون. ولهذا سرعان ما بدأ المواطن البابلي يلمس الفرق، لا في التصريحات بل على الأرض.
ما يميّز هذه المرحلة من تاريخ بابل، ليس فقط العمل العمراني، بل وضوح الرؤية، والتوازن في التخطيط بين مركز المحافظة وأقضيتها ونواحيها. فليست الحلة وحدها مَن تشهد الإعمار، بل المشاريع وصلت إلى القاسم والمحاويل والهاشمية والطليعة وغيرها من المناطق التي ظلت تُعامل كأنها على الهامش.
والأهم من ذلك، أن المشاريع الجارية ليست شكلية أو مؤقتة، بل يجري تنفيذها وفق دراسات هندسية وخطط خدمية مدروسة، بإشراف مباشر من المحافظ وفرق فنية متخصصة، وبمستوى جودة لم تألفه بابل منذ سنوات طويلة.
عدنان فيحان أثبت أن القيادة ليست مجرد منصب، بل موقف. وأثبت أن المحافظة التي كانت تُدار بالصراعات والمجاملات، يمكن أن تتحول إلى ورشة عمل إذا توفر القائد النزيه والصادق والفاعل. ورسالته كانت واضحة: من لا يعمل، لا مكان له.
وقد تكون هذه هي المرة الأولى منذ عقود، التي يشعر فيها أهالي بابل أن المحافظة بيد أمينة، لا تفرّط بمواردها، ولا تبيع أحلامها، ولا تعبث بمستقبل أبنائها. رجل يدير بواقعية، ويحاسب بشدة، ويُخطط بعقل، ويعمل بصمت. ولذلك بدأت النتائج تظهر، ليس فقط في الخدمات، بل في ثقة الناس، وفي شعور المواطن أن صوته وحقه لم يذهبا سُدى.
ما يحصل في بابل اليوم، هو نموذج لما يمكن أن يحصل في بقية المحافظات، إذا ما تم اختيار القائد المناسب ووُضعت السلطة التنفيذية في يدٍ أمينة. وعدنان فيحان يُثبت يومًا بعد آخر، أن المحافظ القوي والنزيه قادر على أن يصنع فرقًا حقيقيًا، ويؤسس لمرحلة من النهضة التي طالما حلم بها العراقيون.
نعم، بابل تُبنى من جديد، لا على الورق، بل على الأرض. وعدنان فيحان يقف على رأس هذا المشروع، ليس كمجرد محافظ، بل كمهندس نهضة، وصاحب رؤية، وقائد ميداني يعرف أن كسب ثقة الناس لا يتحقق إلا بالإنجازات.
وفي زمن عزّ فيه المسؤول النزيه، تبرز تجربة بابل كقصة نجاح عراقية يُفتخر بها.