لا اعرف بالضبط ما هي غاية الشاب النجفي (مصطفى السوداني) من ارتداء زي بابا نويل ليتجول به قرب مركز مدينة النجف وليوزع هداياه على الاطفال، حتى لاقى بفعلته تلك آراء عدة بعد ان ذاع صيته بين النشطاء في الفيسبوك والتلغرام فكانت الآراء بين مؤيد ومعارض، جل الشباب مؤيد وجلّ المتقدمون بالعمر معارض! كما هو المتعارف تحت مسمّى المحافظة على أصل الثقافة مقابل الانفتاح على باقي الثقافات وهذا ما يحصل عند اغلب المجتمعات الاسلامية وغير الاسلامية على حدٍّ سواء، اذ ان كل فعل جديد و غير مألوف لابد ان تثار معه موجة من الانتقادات ومصدات من التأييدات، لكنّ المشكلة هي أننا نفتقر لثقافة تقبُّل رأي الآخر واحترامه!
الغاية من أداء دور بابا نويل في شوارع النجف
ان اكثر الشباب رجح على ان الغاية من هذا الفعل الذي قام به الشاب النجفي هو رسم الابتسامة على شفتَي الطفل النجفي الذي حُرم من المرح والفرح بفعل الاوضاع المعيشية المزرية التي عانى منها منذ ابصاره لنور الحياة، و هنالك ترجيحات اخرى فمنهم من قال ان الشاب يبحث عن الشهرة وقد نالها، ومنهم من ذهب بعيداً فاتهمه بالعمالة والترويج لأفكار من شأنها تهديم المجتمع واقتياده إلى هاوية الغرب، ومنهم من قال انه يروج لمكتبته (دكانه الذي يبيع فيه القرطاسية والهدايا) لكن الشهرة اتته عن طريق الصدفة دونما ثمن، اما بالنسبة لي فأنا أحسن الظن بهذا الشاب الذي لا اعرف عنه سوى انه من اسرة نجفية اشتهرت بالصحافة والاعلام، يديرُ محلاً لبيع الهدايا والقرطاسية، كان ينشط مع المتظاهرين المطالبين بالاصلاحات والتغيير، عاشقاً للتمن والقيمةّ.. و أعتبر ان فعله كان حسناً في ظل ظرفنا الحالي كونه يرسم صورة حضارية و ديمقراطية عن النجف و لا يتنافى فعله قطعاً مع التعاليم الإسلامية ولا يتعدى محاذيره، بل وأرى أن فعله هذا افضل بكثير مما كان المتشددون ومثيروا الفتنة الطائفية يروجون له في مثل هذه الايام الا وهي (فرحة الزهراء (ع)) وارتداء اللباس الاحمر والركوب على الحمير بصورة عكسية واصدار الاصوات المخزية والتلفظ بالألفاظ النابية، ليهينوا بذلك مذهبنا الحق ومقدسات الطرف الآخر لندفع نحن ضريبة عملهم القبيح اليوم من طائفية و تقاتل وتناحر!