22 ديسمبر، 2024 8:51 ص

خرجت من المنزل وبيدي إبريق الشاي
الساعة السابعة صباحاً من بغداد
أمشي .. وأحدق جداً فيها
كأني أودع كل ما فيها
أنظر تفاصيلها وأحدق أكثر
أزهارك ذابلة يا بغداد
وأنوثتك رماد
وشوارعك أكلتها الظلمة
انظر تفصيلا وأحدق أكثر
هناك رجل يمشي أمامي مقطوع الرأس
وشخص يستحم بنهر من الدماء
وامرأة تخفي خلف عباءتها رؤوس الموتى
تنظر يمناً وشملاً خائفة والهلع واضح عليها
تفتح عباءتها تخرج أشلاء
وعجوز متشحة بالسواد
تبحث عن أثر
لابنها البكر مات بكاتم صوت
وهرم أشيب قذراً رديء الملابس مهزولاً
يبحث في فضلات ما تبقى من طعام الناس
وأصوات بكاء مكبوت ثم نحيب هنا وهناك
وأطفال عطشى ونساء ثكلى
مجتمعين يبكون من شدة الجوع والعطش
وطفل يرتجف كأنه مات من البرد مرات
ثم عيني سقطت على شيء
مررت بقربه
مستني حرارته
بحثت فيه فوجدت جثة سقطت توا
أخذ الغراب الجائع يأكل رأسها
وشاب سحبت جثته من بين الركام
قام وجمع رفاته
بيديه عميقة الجرح
لملم بقع دمه بكم قميصه ومضى
متلفةً للخلف باحثاً عن الأمان
وأنا أتصفح جدرانك يا بغداد
اقرأ.. بغداد أرض السلام
الإرهاب لا دين له
وقرارات هنا وفتوى هنا
مررت بحائط مكتوب عليه: “نريد وطن وجنبه آلاف الجثث المهدورة”
كنيسة حجزوها بالحواجز الكونكريتية
جامعاً أقفاله أكلها الصدأ
والجميع منشغلون بضيف يدعى “الموت”
وأنا بينهما في سكون من دون حراك
ومازال حولي الموت،يطلب حتفي
وربما سنلتقي معاً عند تفجير عبوة