حين غفوت في محطة الباص!!
عدت لمدرستي..
لحضن أمي.
لحجرة دافئة طيلة ايام البرد!!
الحجرة تجمعنا يرافقنا عصفور مزكوم!!
وحقيبة باكر..
لم يطمثها سفر أو ترحال!!
لكنها منسية كصلاة العيد!!
ولم يلمحها ضابط كمرك.
أجوب بها كبائع الصحون..
ألملم فيها:
الندى الملتصق في شبابيك زقاقنا..
ملمس أوراق السدرة فوق سطح الدار.
فرحتي عند اقتناء حذاء جديد!
عبق الجدران بعد ليلة ممطرة.
يعب انوفنا كوجبة حنين.
رائحة الخبز من تنور جارتنا الجديدة..
تطرق الابواب ايذاناً لموعد حب.
نشوة الحصول على بطاقة سينما يوم العطلة..
ترقب عودة أبي محملاً بأكياس ملأى يوم الراتب..
منظر طاولتنا وهي خالية من قناني الادوية ومفاتيح لا حاجة لها..
الفضول وهو يدب في حواسنا..
ليحاصر غرفة عرس ليلة زفاف!
ماذا يجري خلف الباب؟
عشق لوطن لم تعرف تهجئة حروفه بعد!!
أرق لذيذ يربطنا ليلة عيد الفطر..
طعم اول لمسة تتذوقها اصابعك لجلد فتاة.
قائمة رفاق ماتوا حينها..
لاتشبه قائمة دائنين.
أرزمها كرسائل العشق..
أرجع مهرولاً..
صوب محطتي!!
هذه بضاعتي:
بلا ثمن أو فاتورة!!
تتناثر فوق وحل الشارع.
فالكل كان يركض خلف الباص!!