17 نوفمبر، 2024 5:37 م
Search
Close this search box.

بئر معطلة

توقفت سبحة الحاج محمود عن الدوران وانسلت من بين يده بعد مضي سبعون عام واحجارها تداعب انامله وهو يتلفض بالاستغفار والتسبيح وهذا ما يسكن اضطراب قلبه ويقوي ضعف بدنه الحاج محمود ابتسامته تغازل شفتاه ولا تفارق تقاسيم وجه يلاطف الصغير والكبير يحتسي كوب الشاي المر على مقاعد قهوة الحارة رافعًا رأسه بشموخ لم تعصره الحاجه قبض يده عن السؤال ولم يمدها الا لخالقة يتفقد جاره قبل داره سقت دموعة عطش شفاته واشبع قرص الخبز الحاف انتفاضة الجوع بحشائه لم يغيب في فرح او حزن اهل منطقته شاركهم تفاصيل حياتهم كان عصى بيد ضعيفهم ولسان نصح في مجلس قويهم.
ياترى اين الحاج محمود سؤال طرق رأس احدهم في المقهى الذي اعتاد الحاج احتساء كأس الشاي عنده ذالك بعد مضي يومين من تغيبه لم يتفقدة من اخلص المشاعر معهم ولم يعكر صفو حياتهم بكلام يجرح مشاعرهم على صوت ذاك الطفل الذي يقدم الشاي في المقهى يا اهل الحارة يومين لم يأتي الحاج وكرسية يخلو من دفىء مجلسة الطيب لعل حصل له مكروه لن غيابه لم اعتد عليه حن قلب الطفل وفزع يتفقد الحاج ذاك الطفل الذي لم يتلوث قلبه بقساوة الدنيا
غاب عطره ولم يطرق احدهم بابه يتفقد حاله ولم يخطو جاره بقدم المعطي كرمًا لمن شاركة جداره سقط على أرض سكنه الذي افترشه الجوع وضل سقفه العفه وسطر برحيلة تعطل بئر التكافل الاجتماعي وهجران السؤال عن أهل الحاجة لم نطرق باب الاحبة ونكفيهم ذل الحاجة تعطل الطواف على بيوت تحزم بطونها العزة مات الحاج محمود وأخبرنا كم نحنو مفككون ذابلة انسانيتنا كم المرض متفشي في قلوب الرحمة لدينا موته كشف عورتنا واوضح زور ما ندعية من أواصل اجتماعية.

أحدث المقالات