أحداث الموصل الحبيبة العزيزة وما كان فيها ومازال من تداعيات، واسقاطات ، افرزت حالة من الوعي والإدراك لدى أخوتنا الموصلليين … حيث كشفت الأحداث عن سقوط أقنعة بعض المحسوبين عليها من تجّار السياسة ، ودلاليها ، وسماسرتها ووقوعهم في براثن الخيانة…. إنّ أشدّ ما وقع على الموصلليين هو خيانة أبنائها ..! وهذا مؤلم وقاسي جدّاً … أن يخونك الغريب فهذا متوقّع وممكن .. لكن أن يخونك أخوك أو أبنك أو أبوك فهذا أشدّ وقعاً من ضرب الحسام المهنّد … إنّ شيم العربيّ الأصيل، وثقافته وانتمائه، وإرثه الحضاريّ تأبى أن يتعدّى الغرباء ، وشذّاذّ الآفاق ،
والمهووسون جنسياَ ، والمنحرفون أخلاقيّاَ ، وعقائديّاَ ، وفكريّاَ عليه ويسومه سوء العذاب يقتلون أبنائهم ، ويستحييون نسائهم …. إذاَ لماذا سكت الموصلليين عن هذه الجريمة….!! هل لهذا الموقف تفسيراَ أوتبريراً؟
هل هو الخوف ؟ أم القناعة بصوابية أفعال الآخر ؟ أم هي المصلحة العليا لأهل هذه المدينة في ما جرى ويجري الآن!
أمّا الخوف فأنا لا أعتقد أنّ أهالي الموصل قد إعتراهم الخوف يوماً ولم يُسجلّ على أهل الموصل أنّهم جبناء ، بل العكس هو الصحيح… هل هي القناعة ..! إنّ 8000 آلآف سنة من الحضارة أي منذ تأسيسها وحتى عصرنا الحاضر أكسبت الموصلليين الإنفتاح، والتحرّر، ونبذ التخلّف ، والرجعيّة ، والأخذ بالوسطيّة ، والتسامح .. فلا أفكار الدّواعش ، ومنهاجهم ، وسطحيتهم ، وتخلّفهم، تتناغم وأفكار ومنهاج، وعمق، وتحضّر الموصلليين …
ليس من المعقول أنّ أهل الموصل الحبيبة لديهم قناعة بما يفعله أصحاب اللحى القذرة ، والنفوس المريضة ، والعقول الفارغة بأهلهم ، ونسائهم ، وبناتهم.
أليس منظراً مقززاً أن ترى هذا الخارج من نفايات التاريخ وأوساخها، وهو يستبيح النقاء، والجمال، والطهر الموصللي ؟َ!
ألا يحزّ بالنفس أن ترى صبياناً، مراهقين، حوّلتهم دولارات آل سعود إلى قتلة ومجرمين ، يعتلون منصَة القضاء ويحكمون باعراض، ودماء الناس بالباطل، وفي الموصل العزيزة خيرة رجال القضاء، وفقهاء الشريعة والدّين ؟
إلا تتمنى أن تبتلعك الأرض ولاترى صبيّاً ملتحياً قذراً ،وقد هوت يمناه على خدِّ ضابطٍ عسكريّ، موصلليًّ، عراقيّ ومن على شاشات التلفاز، وأمام العالم؟
ألم ينفطر قلبك لمنظر أطفالٍ، ونساءٍ، قطعت أوداجهم كما الأغنام ، وقد رميت جثثهم الطاهرة في نهر الفرات !!؟
هل هي المصلحة ؟ ما هي مصلحة أهل الموصل بما جرى ويجري إنّ أكثر الذَين تضرروا بالأحداث الأخيرة هم أهل الموصل … لقد سلبت أرضهم ، وأنتهك عرضهم ، وصودرت إرادتهم ، وكممت أفواههم ، وحكم فيهم الأفغانيّ ، والشيشانيّ ، والقوقازيّ ، والسعوديّ ، من الجهلة ، والمتخلفين الآتين من جحور الرذيلة ، والحقد ، والإرهاب الأعمى … لقد أنتهكت أعراض نسائهم ، مرّة بالأغتصاب ، ومرّة بأسم جهاد النكاح …. وقتل شيوخ عشائرهم لأنّهم أبوا أنّ يبايعوا هؤلاء القتلة وخفافيش الظلام … ونهبت بيوتهم وأملاكهم … وحوصر الأخيار من أبنائها … أنّ الخيانة من قبل آل النجيفي
( أسامة وأثيل) كانت صفقة أبرمت، واحكمت في دولة مجاورة للعراق … ونفذّت من قبلهم وكانوا أدواتها … وأنقلب عليهم الدواعش عندما أستباحوا الموصل،ففرّ أثيل إلى كردستان ( ملجأ الخونة ، ووكر المؤامرات) بأموال أهل الموصل ، ومازال مختبئاَ …وتبعه المسؤولين ، من الحكومة المحليّة ، وتركوا الموصل وأهلها لمصيرها وقدرها….
لنفرض جدلاَ أنّ الجيش طائفيّ ، وكلّ المسمّيات التي ألصقت بهذا الجيش العظيم .. قد ترك مواقعه وأنسحب من المواجهة … فأين الشرطة المحليّة والأتحاديّة وهي بعشرات الآلاف ولديها من الأسلحة ما يمكّنها من المقاومة والتصدّي لهؤلاء الارهابيين ؟ أين قوّات الطوارئ ؟ أين المخابرات ؟ أين الأمن الوطنيّ ؟ أين الأجهزة الأمنيّة الأخرى ؟ أليسوا من أهل الموصل ؟ لماذا لم يتصدّوا لهذه العصابات المجرمة ؟ من أمرهم بترك مواقعهم ؟ والإنسحاب من خطوط المواجهة ،إذا لم تكن هناك خطّة مرسومة ومعدّة من شهور إذا لم تكن من سنين!
إنّ الخيانة من أكثر صفات الرجال خسّة ودناءة ! وعارها باقٍ ما بقي الدهر ، وقد حدّثنا التاريخ وهو صادق… بأنّ أوّل الناسِ عقوبةً هم أصحاب الخيانة !
على ماذا حصل الموصللييون… لا كهرباء ، لاماء ، لا خدمات ، لا وقود ،المحاكم الصورية اللاشرعيّة للمهووسين جنسيّاّ..المحكومون بفكر آل سعود، وآل عبد الوهاب صهاينة العرب ، وخوارج العصر، وربما سيكون هناك حصاراً عسكريّاً ، أقتصاديّاَ خانقاً !
والقادم على أهلنا في الموصل أشدّ وأنكى إذا بقيت هذه العصابات فيها..!
أين هم الآن خونة الموصل ؟ لقد تركوا أهلها يواجهون أشدّ طوائف الأمّة جهلاً ، وتخلّفاً ، وتعصباً ، صبيان لا يحسنون شطف مؤخراتهم.. ولا يفقهون من الدّين إلاّ شرعيّة توسيع ثقب الدبر ، ونكاح النساء فتيات كنّ أو متزوجات كما أفتى قرن الشيطان، وشيخ الفتنة، وعرّابها حارث الضار…. ( احترت هل أضعها ياءً أم طاء)
لكم الله يا أهلنا في الموصل الحدباء العزيزة على قلوبنا ، لكم الله وأعانكم على همومكم ومصيبتكم ، وأنتم تدفعون ثمن خيانة أبنائكم ، الذين أئتمنتموهم على أرواحكم ، وأعراضكم ، وهربوا مع نسائهم وأولادهم ، يسكنون أرقى الفنادق والفيلات في عمّان ، وكردستان … لتكن ثقتكم بالله كبيرة بأنّ بئر الخيانة سيبتلع أصحابه بأسرع ممّا يتصوّرون … وأعلموا أنّ أهلكم في العراق قلوبهم معكم … وقد هبّوا لنجدتكم ، وتحريركم من دنس، ونجس الصهيووهابيّة . وأنّ الله ناصركم بعونه، وهمّة الغيارى من أبناء هذا الوطن … وللحديث صلة