23 نوفمبر، 2024 4:22 ص
Search
Close this search box.

بإنتظار معجزة عدم ترشح المالکي

بإنتظار معجزة عدم ترشح المالکي

هنالك تجاذب غريب في المشهد السياسي العراقي يدفع المتابع للإعتقاد والتصور بأن الايام القادمة يلفها نوع من الغموض و طابع من الضبابية، إذ أن المتطلع لنوري المالکي رئيس الوزراء العراقي و تحرکاته و تصريحاته، فإنها تدل و بصورة واضحة جدا على عزمه على خوض غمار الانتخابات و الترشح لولاية ثالثة بعد أن حصل على تطمينات معينة بفوزه، في حين أن رئيس کتلة الاحرار مشرق ناجي أکد من جانبه بأن جميع الکتل السياسية العراقية متفقة على عدم تولي نوري المالکي الحکومة المقبلة.
الاعتماد على عامل الدعم الخارجي و صيغة ترتيب المعادلة الايرانية ـ الامريکية، وإجراء بعض من التحرکات الداخلية المدعومة إيرانيا، مع إطلاق بالونات وعود و عهود بالرخاء و الامن، هو الخط العام الذي سيعتمد عليه المالکي في حملته لنيل الولاية الثالثة، والمشکلة انه شخصيا و أتباعه لايستطيعون تقبل فکرة عدم توليه لولاية ثالثة، وهذا بالتحديد اس البلاء في موضوع ترشح المالکي.
المشکلة الاساسية في موضوع حصول او عدم حصول المالکي على منصب رئاسة الوزراء لولاية ثالثة، تکمن في الشارع السياسي الشيعي، والذي يبدو منقسما على أنفسه بعض الشئ و الوحيد الذي قادر على جمعه و توجيهه هو النظام الايراني الذي تشير معظم تحرکاته و توجهاته حاليا الى نيته في دعم ترشيح المالکي لولاية ثالثة، ومن الواضح جدا أن الشارع الشيعي هو الذي يحدد هوية رئيس الوزراء وهناك تحرك خاص على هذا الشارع لإظهار المالکي کزعيم طائفي مستهدف من الاخرين بسبب من ذلك، وهذا ماسيمنح المالکي بطبيعة الحال المزيد من الامل الذي لم يفقده اساسا.
القادة السياسيون الذين إلتقوا بقاسم سليماني عشية زيارته السرية للعراق خلال الايام الماضية، تلقوا منه إجابة کان يجب أن يشموا من خلالها رائحة دعم المالکي بالنکهة الايرانية، ذلك أن أوضاع النظام الايراني المعقدة و المنطقة القلقة تدفع بهذا النظام للإبقاء على تحالفه الحالي و عدم إجراء أي تغيير عليه، وان المالکي الذي قدم خدمات مجزية جدا للنظام الايراني على عدة أصعدة بل وانه کان السبب الاساسي وراء صمود النظام الايراني بوجه العقوبات النفطية”القاصمة”، لأنه جعل من العراق ممرا و جسرا لوجستيا للإلتفاف على هذه العقوبات، کما انه کان أيضا سببا مهما و عاملا مؤثرا في سير الاوضاع بسوريا لصالح النظام الايراني إذ جعل من العراق جبهة خلفية”طائفية”لدعم النظام السوري، هذا إضافة الى الخدمات الاخرى التي قدمها بالمساعدة و المشارکة و التنسيق بشن 9 هجمات دموية ضد المعارضين الايرانيين المتواجدين في العراق و الذين قطعا هم جزء اساسي من إتفاق الشراکة و التحالف السياسي ـ الامني بين المالکي و النظام الايراني، وبنائا على هذا کله، فإن عدم ترشح المالکي او لنقل عدم حصوله على منصب رئاسة الوزراء لولاية ثالثة، هو أمر يحتاج الى شئ أشبه مايکون بالمعجزة، فهل ستتحقق المعجزة في وقت نعلم فيه أن زمن المعجزات قد إنتهى!
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات