التغريدات الاخيرة التي أطلقها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، يوم الاثنين الماضي، بشأن الوضع العراقي الذي لا يزال يراوح مكانه على صعيد تشكل الحكومة العراقية الجديدة. والتي تساءل فيها قائلا: متى يكون القرار عراقيا ولا ننتظر القرار من خارج الحدود شرقا أو غربا؟ وکذلك: متى يكون للشباب المثقف دور فاعل في رسم مصير العراق وفي بنائه؟ تجسد رأي الشارع العراقي و طموحاته لإبعاد کافة الايادي الاجنبية العابثة في أموره.
عندما يشير زعيم التيار الصدري في تغريداته الى تدخل من الشرق و الغرب وذلك واضح بأن المعنيان هما إيران وأمريکا، حيث إن أوضاع العراق قد وصلت الى أسوأ ماتکون بسبب منهما، فإنه من الواضح صار يدرك ويعي جيدا ماقد جناه الايرانيون والامريکيون معا على العراق، على الرغم من إن الدور الايراني قد تجاوز الدور الامريکي بفراسخ من حيث خبثه و مشبوهيته وتماديه في تدخلاته الى أبعد حد.
القرار العراقي الذي يتراوح شرقا وغربا مع ميلانه الواضح بإتجاه طهران، هو قرار لايعبر أبدا عن آمال وتطلعات الشعب العراقي ويجسد رغبات ومصالح معادية للعراق وشعبه، ولاغرو من إن العالم کله صار يعلم بأن الدور الاکثر تأثيرا في العراق والاسوأ تأثيرا عليه، کان وسيبقى هو دور النظام الايراني بالدرجة الاولى ولاسيما وإن معظم الاوضاع السيئة الجارية تتعلق بتدخلاته التي تجاوزت کل الحدود و المقاييس، وإن الذي يثير السخرية أکثر من أي شئ آخر هو إنه وفي الوقت الذي تسير في الاوضاع في داخل إيران بإتجاه نهاية هذا النظام الذي صار الشعب الايراني يرفضه بقوة ويتطلع الى إسقاطه وتغييره، فإن بقاء دوره ونفوذه في العراق وکونه القطب الاکثر تأثيرا، فإن ذلك يثير الکثير من التساٶلات، خصوصا وإن هذا النظام يراهن على نفوذه في العراق کورقة من أجل ضمان بقاءه وإستمراره في إيران على الضد من رغبة الشعب الايراني.
الاوضاع في إيران التي تسير من سئ الى الاسوأ بکثير وإن کل الادلة والمٶشرات تدل بصورة أو أخرى بأن النظام الحاکم في إيران قد وصل الى مرحلة العجز والتراجع الواضح من مختلف النواحي بل وإن زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، عندما تٶکد في خطابها الاخير أمام التجمع السنوي الاخير في باريس بأن:( الوضع الحالي ومؤشرات تطور المرض في جسد النظام إلى نقطة لا رجعة فيها.)، فإن هذا الکلام له مايدعمه على أرض الواقع، خصوصا بعد أن وصل الرفض الشعبي للنظام الى”بازار طهران”، الذي کان له الدور البارز في إسقاط النظام الملکي، بل وإنه يصير أکثر وضوحا بعد أن تعلن المخابرات البلجيکية و الالمانية عن کشف عملية إرهابية من أجل إستهداف التجمع العام للمقاومة الايرانية الذي تم إقامته في باريس مٶخرا. ومن هنا فإن من الاولى أن يتم الوقوف عراقيا بوجه التدخلات الايرانية خصوصا وإن النظام وصل الى أقصى درجات الضعف والاحباط وهو قاب قوسين أو أدنى من السقوط.