“ثمة شيء في الحاضر على غير ما يرام وهذا ليس كما يجب أن يكون”
جاك دريدا أطياف ماركس
بقي العالم العربي الإسلامي إلى حد الآن عالما تحكمه رؤية قروسطية متخلفة تتخللها نظرة ماورائية سحرية أسطورية إلى الوجود ومازال المرء ينتمي إلى ما قبل الأزمنة الحديثة يعيش وفق المعايير القديمة ويتصرف بطريقة لا تبعد كثيرا عن ردود أفعال السوائم، كما ظل الفكر جالسا على افتراضات صورية مستخدما حيل لغوية عقيمة وخائضا في مهاترات سفسطائية ونقاشات بيزنطية تحاصره الغيبيات من كل جهة وتهزه المغالطات من الداخل وتسيطر عليه النزعات الدغمائية والكليانية.الفلسفة نفسها التي دشنها الكندي وهذبها الفارابي وابن سينا وطورها ابن رشد وابن خلدون تبدو اليوم بائسة مهجرة إلى غير ديارها غريبة عن أهلها وهذا لا يعود إلى الموقع الذي تحتله بل إلى الوظيفة التي حادت عنها وكذلك يرجع إلى الدور الذي يؤديه السفسطائيون الجدد وا لمجادلون المتزلفون،فهم إن وجودوا يعيشون في حالة استقالة تامة وغياب فضيعة يجهلون ما يدور خارج قصورهم المعرفية ومفاهيمهم المجردة من استعباد للإنسان واستغلال للطبيعة وتهديد للبيئة ولقيمة الحياة على الأرض ولا يكترثون بصعوبة الحياة اليومية واستفحال الأمراض والبطالة والأمية وسطوة الدعاية والإشهار على العقل والذوق وتنامي مشاعر القلق والضياع،إنهم لم يخرجوا من نظامهم الشمسي ولم يتنحوا عن برجهم العاجي ولم يعزفوا عن وظائف التبرير والتسويغ ليكونوا مرآة عاكسة لمشاكل عصرهم شاهدين عليه وشهداء من أجل إنارة حقيقته.
عندئذ هناك تباعد فظيع بين ما يعلنه الفكر العربي اليوم من وصفات وما يعد به من مشاريع وبين ما يحدث في الواقع المعاش ويصير على الناس من نوائب الدهر وفواجع الزمان وما تظهر من تحديات. إن الثقافة برمتها وليس فقط الفكر متخاذلة ومهزومة والحضارة العالمية بأسرها مخترقة وملوثة بجرعات مسمومة فهجرة الأدمغة إلى الخارج وتخلف البحث العلمي وقلة استثمار الدول العربية في هذا المجال في مقابل الاعتمادات الكبيرة لقطاع الرياضة والفن والسياحة وتناقص عدد العلماء العرب الموسمين والحائزين على شهائد تقدير عالمية فكيف نفسر الغياب الكبير لل علماء العرب والمسلمين عن الجوائز لعالمية مثل جائزة نوبل؟ ربما سبب هذا الغياب هو العامل الخارجي وتنامي النزعة العنصرية والتمييز والتمركز على الذات التي تعاني منها الثقافة الغربية ولكن التطرق إلى العامل الداخلي مهم في تفسير هذا العجز ذلك أن التجديد صار عند العرب عبورا نحو الوقوع بين براثن التقليد والإصلاح أصبح مطية من أجل التخريب والتفويت ولفظة الثورة اكتفت أن تكون مؤنث ثور هائج ولم تحمل إلينا سوى الانقلابات العسكرية والمشانق والتصفيات ولم تكن مطية نحو بناء المشروع الحضاري المنتظر أو نقطة الوصل مع المستقبل والآخر العالمي.
إن هذه الفوضى المعاشة والعزوف عن الابتكار وعدم الاكتراث بقدرات الطاقات الشابة في ميدان التصنيع التكنولوجي والإفادة من علوم الحيل الميكانيكية والالكترونية يعبر عن إضاعة ربان السفينة لمقود القيادة وانفلات الحبل الرابط بين جميع الفئات والمكونات وفقدان الملة البوصلة عندما أصبحت محتارة في أمرها هل تعمل على تحضير الأرواح للحساب في الآخرة أم تعمل على استخدام الأجساد لصنع الحياة على الأرض؟
اللافت للنظر أن العالم كما ينظر إليه معاصروه لم يعد متساوقا ولا يحكمه منطق ولا يمكن اختزاله في قانون وذلك نتيجة عودة اللامعقول وانفلات المكبوت من الرقابة وتنامي العنف وتصاعد وتيرة النزاعات والصدامات وعولمة الحرب والقمع والاحتكار والاستغلال. وما يجدر ملاحظته أن هناك تناقض بين حقيقة الفكر الذي يزعم أنه امتص جميع أشكال اللامعقول عن طريق التنوير والتحضر والتثقف الذي مارسه تجاه ذاته وحالة الفكر في هذا الموقع الذي يتميز ببؤس مادي جماعي على صعيد الطبقات الرثة وبؤس روحي على صعيد الأفراد الذين أصبحوا مجرد هياكل عظمية منفصلة عن ذواتها تنعم بالسعادة الوهمية والمتعة المادية ولا تعي التعاسة الحقيقية والخواء الروحي،فكيف نستطيع إعادة المصالحة بين عالم الحقيقة وعالم الحياة؟
في الواقع تمثل الحياة لحظة الوصال بين الفكر والفرد وتمثل الحقيقة برزخ الالتقاء بين الفلسفة والواقع إذ لولا الفلسفة لما وجدت حقيقة لهذا العالم ولولا الواقع لفقدت الحقيقة الفلسفية كل مضمونها وكانت مجرد لغو وثرثرة لا فائدة منها.إن التفلسف الذي نبحث عنه في عصر العولمة هو خلق طريقة جديدة في التفكير والحياة وإيجاد نظرية عامة في الإبداع والتطور لكن قبل ذلك ألا يجدر بنا أن نعرف كيف يتطور الفكر الفلسفي وينتقل من وضع متأخر إلى حال متقدم؟
إن فهم حقيقة تشكل الأفكا ر وهرمها يتم عبر الكشف عن آيات التجدد والتطور التي يعرفها هذا المجال المميز بالنسبة للإنسان وكذلك عن طريق تحديد الأشكال التي تختلف بها المنظومات والأنساق عن بعضها البعض وتتميز ومن المعلوم بالنسبة لأصحاب الفطر الفائقة أن الفكر هو الذي يصنع نفسه من خلال الإنسان وليس الإنسان هو الذي يصنع الفكر لأن الوجود المطلق يقول ذاته من خلال الفكر وما الأفكار المتعاقبة سوى مقولات الوجود المتعددة وتاريخ الفكر بماهو تاريخ الوجود ليس من صنع الفلاسفة بل من صنع الوجود نفسه،لكن إذا كانت الفلسفة بنية أساسية للوجود وكان الفكر مجهول الاسم لا كاتب له فكيف نميز بين ماهو حقيقي وماهو زائف وبين ماهو قديم وماهو جديد فيهما؟
مهمة الفكر هي قول حقيقة الوجود بالمرور من تصور ماهو كائن إلى النفاذ إلى ماوراء الأشياء من أجل اكتشاف المعنى الأولي ومعانقة المطلق والكلي لأن الأفكار الفلسفية تتجلى فيها أجل طاقات الشعوب وأثمنها وخفاها كما يقول ماركس ولأن من يدير العالم هو هذه الأفكار المحمولة على أجنحة الحمام ومن يثير العاصفة هو الكلمات التي لا صوت لها كما يقول نيتشه. من هذا المنطلق يقوم تاريخ الفكر على صراع من أجل الهيمنة بين الأنساق في مستوى الفكرة والمفهوم والمنهج والنظرية أين يحاول كل نسق جديد أن ينقص أو يلغي جاهزية الأنساق القديمة في التأويل وقدراتها على إحداث التغيير.أما الفكر في حضارة اقرأ فهي يعاني من الرفض والإقصاء من طرف سلطة الرأي العام التي تعتبره غامض وصعب ويؤدي إلى الجنون وكذلك يعاني هذا الفكر من تحدي ومزاحمة السلطة الدينية التي لا يتردد معظم فقهائها في اتهامه بالتسبب في الانحلال وتكاثر موجة الإلحاد ومن جهة ثالثة يتعرض إلى توظيف السلطة السياسية التي تستغله في الصراع الاجتماعي من أجل تحويله إلى إيديولوجيا سلطوية تفرض سياسة الأمر الواقع وتكرس قيم السلم والأمن والنظام على حساب قيم الحرية والحق والعدل ولنا في ما يحدث لفكر ابن رشد وابن خلدون وجلال الدين الرومي من توظيف من طرف الأنظمة الحاكمة وبتوجيه من عرابي العولمة لمحاربة دعوات التطرف والإيديولوجيات التكفيرية خير أمثلة على هذا الاستخدام العنيف بل ربما يؤدي مثل هذا التوظيف السلطوي إلى تشويه لهذه الفلسفات وتحريف لمعانيها ومفاهيمها وأفكارها.
إن الفكر في الحضارة التي تخصنا إذا ما أراد أن ينهض من جديد وأن يكون له دور مستقبلي فانه مطالب بأن يحطم كل العقبات المنتصبة أمامه وأن يفكك حصون السلطة الت ي تحاصره وذلك بالتحالف مع الناس والتغلغل في الجماهير والتعبير عن حاجياتهم ومشاكلهم حتى يتكون رأي عام معه وليس ضده ولن يكون له ذلك إلا بالالتزام والوفاء للحقيقة،علاوة على ذلك فإن الفكر العربي ملزم بنقد الدين وعقلنة المجال الإيماني والعمل على تأويل رموزه ومجازه ومتشابهه بترجمتها في لغة مفهومة وينبغي كذلك أن يبذل جهده من أجل إعادة المصالحة بين الإنسان والمقدس لأن الحياة دون غائية ودون مقاصد هي حياة غير جديرة بأن تعاش، أما الشرط الثالث فهو الابتعاد عن إيديولوجيا السلطة والاحتراس من النزعات الشمولية والأفكار المحافظة والاصطفاف في خندق المعارضة والمجتمع المدني والتعبير عن طموح الطبقة الناشئة في التغيير والعمل على ترجمة أحلامها بحياة أفضل في نظريات علمية تكون سلاحها الفكري من أجل الثورة،وهذه الشروط لن يستوفيها الفكر العربي إلا بالانخراط في تجربة تفكير فلسفي جذرية تقلب الأحوال رأسا على عقب ولن يوفيها حق قدرها إلا إذا أنشئ النظرية وتوصل إلى الفكرة وخط المنهج الملائم وأبدع المفاهيم المناسبة لطرح مشاكله الأساسية وهنا قد يدرك الجميع أن ساعة التفلسف قد حانت،فما الجدوى من قدوم الفيلسوف في الوقت الراهن في حضارة اقرأ؟
رب وضع في حاجة إلى مفكرين حقيقيين ينيرون المسالك المنطمسة وينطقون الألسن الخرسة ويخرجون الحشود من المتاهات المندرسة يكونون قادرين على تحقيق مناط هذه المهمة من الدعاة الجدد وفقهاء التقليد وكهنة السوق ومحترفي حمل الحقائب السياسية، رب زمن بانت فيه البشرى بقدوم المتفلسف المنادي بأن ساعة التفلسف قد حانت وتحولت إلى مطلب مقضي وأفصح فيه الصبح عن أنواره وعن انبحاس عقلانية نقدية من وراء ظهر العولمة الاختراقية التنميطية.هاهي الملة تتعرض للنكبة تلو النكبة وهاهي العواصف تهب دون توقف وهاهي طبول الحرب تقرع بين الفينة والأخرى وهاهو الموت يزف مجانا وبغتة لكل انسي وهاهي الكرامة تمتهن والحرية تصادر ونظام الرق يعود منمقا، أليست مثل هذه الوضعية هي الشرط التوليدي للقول البرهاني،أليست هذه الحالة هي الحالة الضرورية لكي يولد الفيلسوف في حضارة اقرأ؟ ألم يعثر القوم بعد على الكبريت الأحمر والحلقة المفقودة بعد أن ملوا عناء البحث؟
كل الظروف توفرت وكل الشروط انعقدت وكل المناهج اتبعت وكل الطرق سلكت فلما لا يظهر الشيخ الحكيم مطلا برأسه من عمق كهفه هابط من قمة جبله؟ ماذا بقي غير وجه الحق ملقى على حافة الطريق وما على محب الحكمة إلا التقاطه؟< BR>إن جميع المشاريع جربت وجميع الشعارات استهلكت وكل المشاعل رفعت وهاهنا انطرحت وذهبت ذهاب الزبد في البحر والصوت في الريح ، أليس ما بقي منها ومكث في الأرض هو ما ينفع الناس ويطيح بقصر الشر الجذري؟
كثيرة هي الاحراجات التي اشتدت والمضيقات التي احتدت والصعوبات التي شخصت والإشكاليات التي أثيرت والأسئلة التي طرحت طرحا دقيق والأجوبة التي اجترت والآن نحن في انتظار القطرة التي تفيض خمرة الإبداع في العقول والقشة التي تقسم ظهر العجز والتواكل وتزلزل مائدة البغض وتحرق أشواك اللسان وتداهم روح الخذلان. لقد تغيرت الأوضاع منذ ردهة من الزمان ومرت الأزمنة فذهبنا يمنة ويسرة وسرنا في منتصف الطريق ولم يشفع لنا تساهلنا ولا تشددنا واستشرقنا واستغربنا وتحالفنا مع الجنوب وهاجرنا إلى الشمال ولم نتقدم قيد أنملة إلى الأمام ولم نبرح مكان تخلفنا، نظرنا إلى صورتنا عبر مرآة الآخر وعزفنا عن النظر إليه عبر مرآتنا وصدقنا مناهجه الموضوعية وحاولنا التجرد من انطباعاتنا الشخصية فابتلعتنا المقاربات الذاتية وعصفت بنا رياح المقاربات الصورية الباردة وقمنا بالإحصاء تلو الإحصاء وزدنا تمركزا على أنفسنا وضياعا في العالم، أليست هذه هي علامات إطلالة فلاسف ة آخرين أو نوع جديد من الكتاب لهم أذواق وتصرفات مختلفة عن عمال حقيقة هذا الزمان؟
عندئذ يبدو أن الوقت قد حان بالنسبة لكل شخص كي ينقطع عن اهتمام بمزاياه الخاصة ورغباته الضيقة وكي يمسك نفسه عن استشارة تفاهته وفراغه ويمنح نفسه للجميع ويهتم بشؤون غيره، ويبدو كذلك أن الميقات قد جاء بالنسبة لكل شعب لكي يكف عن التذبذب بين الخوف والرجاء والتردد بين الأمل واليأس والتأرجح بين النهوض والتقهقر ويحسم أمره دون رجعة ويقرر مصيره بنفسه، لقد هل الزمان الذي يهب فيه ذوي الخصال النبيلة لكي ينصروا قيم الحق والخير والجمال ويركزوا إراداتهم على القضايا العادلة ويتنازلوا عن تفاهات الحياة وحقارتها ويرتفعوا فوق هذه الظروف البائسة والمشاعر الأنانية ويطلبوا الكلي المشترك والصالح العام والحياة في مؤسسات عادلة مع الآخرين ومن أجلهم كما يقول بول ريكور.
أما أن يشعر الجميع بأن السماء ملبدة بالغيوم وأن الهواء خانق وأن الوضع لا يطاق وأن الجدار آهل للسقوط وأن العلاقات في المجتمع هي أوهن من بيوت العنكبوت ومع ذلك يلتزمون حالة السكون ويعتنقون عقيدة ضبط النفس والصمت ويكتفون بالأمل في حصول الكارثة وانهيار البنيان فإن ذلك قد يعرضهم إلى مهالك هذا ا لانهيار ومخاطر حدوث الانفجار,على هذا النحو فإن تخيل أزمنة أفضل وأكثر سدادا صار شعورا حيا في النفوس وان اللهفة على ظروف أكثر صفاء أصبحت تدغدغ كل وجدان وان الشوق إلى الارتفاع عن بؤس الواقع أضحى أكثر الانفعالات توزيعا بين الناس، وعندما نصل إلى الاقتناع الهادئ بضرورة حدوث شيء ما جديد في الفضاء العمومي الذي يخصنا فانه ينبغي على كل فرد ألا يخشى مصارحة نفسه والتحدث إلى غيره بهذه الحقيقة الدامغة التي لا مجمجة فيها وما ينقصه هو التسلح بالجرأة والجسارة والشجاعة لينجز ما طلبه ضميره منه وكل تأجيل أو تعطيل أو التفاف أو تراخي فإنها أمور لن تزيده إلا إصرارا فيأكل الشوق إلى التغيير قلوب الحشود على نحو أكثر وتستبد بهم الرغبة في رؤية ماهو أفضل .
لقد حصل إجماع اليوم بأن نسيج الواقع آيل للتمزق وساد قلق بخصوص تفككه بسرعة ولا أمل في إيقاف هذا التدحرج إلا بإصلاح نمط التفكير الذي لدينا وإطلاق حركة السؤال الفلسفي من عقالها والعدالة هي المعيار الوحيد الذي يسهل علينا البت في هذا المطلب والشجاعة هي القوة الوحيدة القادرة على إزالة هذا التردد. إنها الفلسفة تعانقنا وتريد أن تبدأ خدماتها لواقعنا،فهل نحن على هذا القدر من الجحود ونكران ال جميل بحيث ندير لها ظهورنا ونعاندها وندينها ونعزف عن استقبالها واستئناف مقالها؟ماذا ينقص هؤلاء القوم حتى لا يشرعوا في التفلسف؟
لقد جاء في المأثور:”لا يقوم الإنسان باكتشافات جديدة إلا تحت تأثير سلطان الحاجة والضرورة” والمقصود بهذا القول هو أن بؤس الموقع لا يتطلب التأمل والتأويل بقدر ما يتطلب الفعل والتغيير وما قيمة الفيلسوف إن لم يؤهل حياته لهاته الرسالة، فمن له الجرأة في عصر الشمولية الشبحية في الداخل والعولمة الاختراقية من الخارج أن يعيد للسؤال الفلسفي جرأته على النقد والقطع؟ وكيف نقدر على جعل الفلسفة في حضارة اقرأ تعود على بدء؟ لا ينبغي أن يجمع الفكر غدنا بين هرمينوطيقا الذات وابستيمولوجيا التفسير وايكولوجيا العقل واتيقا الفعل انتشالا للمعنى من اللامعنى وإنقاذا للقيمة من كل توظيف براغماتي؟ هل يكفي إنتاج فكر مستقبلي في ثوب العقلانية النقدية لكي ننجز الاستئناف الحضاري؟
كاتب فلسفي