9 أبريل، 2024 9:30 ص
Search
Close this search box.

بؤس العلمانين …يميناً ويساراً ..!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لابد أن كثيراًً من الكتاب والمثقفين من جيل ستينات القرن الماضي ‘ في منطقتنا الشرق اوسطية يتذكرون ‘ الخبر الزلزالي ‘ وبعد ذلك  مقالات وتعليقات ومواقف مختلفة حول الخبر والتقرير التفصيلي الذي نٌشر مع الخبر فحواه: أن جهات ثقافية وفكرية مرتبطة ‘ إرتباطا عمليا موثقا بالمخابرات المركزية الآمريكية ‘ هي التى تمول كل نشاطات وإصدارات رعيل المثقفين في بلدان هذه المنطقة الذين يَدعون للحداثَة والعصرنة الثقافية واللغة والفن وفتح الابواب لحرية التيارات العبثية و كل التيارات الأتيه من اي مكان في العالم بدون خوف أوتردد و إعتبار التراث و التأريخ، مراحل سابقة من الابداعات نوع من التخلف لامكان لها إلا المتاحف … في تلك المرحلة ‘ كنتَ تقراء للمتطرف الذي يٌكَفر كل مثقف ورد إسمه من خلال الحديث أو تحليلات تنشر حول الموضوع ‘ وتقراء لمَن يدافع بنفس النفس التطرف، لمن يٌكَفر ويهاجم القيم الاخلاقية والإجتماعية والثقافية لمجتمعات الشرق ويغنى لعصر الغرب الذهبى الذي يجب الا نمنعة من إكتساح تأريخنا وثقافتنا وإلا نبقى متخلفين وغارقين في دنيا الظلام والتخلف…الخ ‘ وحيث كانت هناك أراء الوسط تتكلم وتكتب برزانة وموضوعية عن ألاسس ودوافع وتأثيرات الحدث ‘ والغريب في الأمر ‘ أن الطرفين كانوا ينتقدون هذا الموقف الوسطى والبعض يتهمونهم بالإنتهازى والاموقف ‘ والاخر يصفهم بالخائفين من التغيير الجذرى لذا يختارون الوسطية ! في حين كان فقدان روح الإنتماء لكل شىء له علاقة بالاصالة في مجتمعاتنا ظاهراَ فيما يكتبة الحداثاويون كأن لسان حالهم يقول :(وإين العيب من  أخذ النقود والفكر من الغرب ‘ من أجل التقدم ؟) والطرف الأخر يهاجم كأن لسان حالة يقول : البقاء في الظلمة طريق لدخول الجنة..!!
تذكرتٌ هذا الحدث وأنا أطلع  على مقال إنفعالي ‘ يظهر لكل ذي بصيرة أن كاتبه فاقد التوازن من بعض النتائج المتحققة حتى الأن من خلال الإنتفاضات الشعبية التى سٌميت ب (ربيع ) الشعوب الشرق أو العربي عند البعض !ولم يترك كلمة ضدالاسلام لم يكتبها حتى أكاد أجزم أن الرجل لسببٍ ما تردد وإلا كان يقول وبصوت عال جداَ : أن مايقال عن فكر إسلام وثقافة وسياسة عند الإسلام صناعة غربية تروج لها المخابرات الأمريكية وأن قناعة مخابراتهم المركزية مصمم على نصرة الاسلام ولاأحد له القدرة على تفسير الرسالة (المحمدية) إلا المفكرين والخبراء العاملين في هذا الجهاز الغربي الرهيب ‘ وهو أي الكاتب خائف خوف المخلصين على نتأئج هذه الانتفاضات أن يحكم  الإسلام السياسي الذي يعتبره الكاتب (صناعة أمريكية في الأساس !) بمصيرالعباد ويؤدى نتيجة إلى إجهاض كل ما بنته الايدي العلمانية المناضلة من الرفاه والتقدم والعلم والعمران منذ عشرينات القرن الماضي . ويفلسف الكاتب ويقول 🙁 ضمن الآرشيف إلإستراتيجى الآمريكى مايؤكد أن الحركات الدينية اللاعقلانية يسهل أن تتحول وبسرعة قياسية أحياناً ‘ من موقف الخصام والعداء إلى موقف الوئام والولاء ‘ وهذا الرهان مطلوب أمريكياً ‘ طالما يمكنه أن يجعل التطبيع مع إسرائيل أكثر تجذراً في الوعي الإسلامي !! ) ويأتي بعد هذا على مقارنة لامنطقية للتأكيد على كلامه فيتعمق في التفلسف ويقول :(وهو رهان ممكن واقعياَ طالما أن الخبرة التأريخية تظهر كيف تحولت الحركات البروتستانتية الأمريكية في منتصف القرن الماضي من موقف العداء الشديد لإسرائيل إلى موقف الحليف الآكبر لإسرائيل ) ويأتي بعد ذلك إلى إطلاق التهم جزافا ً ويتوقع تخلي الإسلاميين عن الخطاب الدينى من موقف العداوة الدينية مع الدولة العبرية إلى إمكانية الصداقة الدينية معها !.
أن يراهن الغرب ‘ وفي المقدمة أمريكا على الاستفادة من كل التناقضات الموجوده بين شعوب منطقة الشرق الاوسط بمافيها التناقضات بين التيارات الإسلامية و الاقليات العرقية والوثنية ‘ مسالة طبيعة جداً ‘ ولكن ليس طبيعيا أن تستغل اقلام مايسمون أنفسهم ب(العلمانين) هذا الخبث الغربي لتشوية الإسلام بمجرد شعورهم بأن التيار الإسلامي الحقيقي يقترب من إمساك زمام المبادرة ليس عن طريق (السيف) و الارهاب المنظم الذي أسست بنيانه مخابرات الشر الأمريكى في سبعينات القرن الماضي من خلال تسخيراللوبي الإعلامي والصحافي وكتاب رأى في عدد من المنابرليشكل (خط العنف الإسلامي) على أمل أن تستغرق مئة عام على أقل لانه وكما   أشرنا في الأسبوع الماضي  : أن حلم المتنفذين للثوابت الأمريكية هو رؤية العالم الإسلامي غارقا في الفتن الداخلية ‘ وفي النزاعات الخارجية ولتحقيق هذه الحلم يعمل الأمريكون على تهيئة الأوضاع مع الدول بطريقة تضمن إستمرار دوي الإنفجارات في المنطقة وإبقاء نيران النزاعات مع الدول الاخرى مشتعلة ‘ نقول ‘ إستمراراً لهذا النهج أن يراهن الغرب على إجهاض إنتفاضات شعوب المنطقة عن طريق تخويف الناس بالنصر الاسلامي أو محاولة لآقتراب من التيارات الإسلامية وإعلان عن إستعداد التعاون معهم ‘ مسألة لاتدعو إلى الإستغراب ‘ أما أن يكلف (الرفاق من اليسار و اليمين من العلمانين ) في بلداننا  أقلامهم ومواقفهم  لتشوية التيار الاسلامي الناهض بطريقة مشروعة لنصرة التغيير لصالح اكثرية شعوب المنطقة فهذا والله يدعو للاستغراب ‘ ويدعون وبطريقة أكثر حماسة من الغرب وأمريكا أن  نصر تيار الإسلامي يضر بالحرية !! كأن شعوب المنطقة وطوال سنوات من عشرينات القرن الماضي وحتى العشرة الاولى من الدخول البشرية ألفية الثالثة يعيشون في نعيم الحرية والإستقلال و الامن القومى والوطنى مستغلة في ظل الحكومات العلمانية مؤسسة كل مفاصلها على هواء الغرب مدعية الحرية والتقدم !! ,ان هؤلاء من حيث يعلمون في حملتهم لتخويف الناس بصعود التيار الإسلامي يلتقون مع مخطط أمريكا والغرب حيث يعملون لاجهاض نهضة الاسلام الحقيقي ‘ كل طرف على طريقتة  ‘ أن الغرب والعلمانيين (اليمين واليسار ) عملوا نفس الشىء عندما فازت الجبهة الإسلامية في الجزائر وحماس في فلسطين ‘ حيث لم يعطوا مجال لجهتين بأن تعمل ولو لفتره وجيزة لاثبات سلامة نهجهم واهدافهم المعلنة رغم أنهم لم يصلوا إلى الفوز عن طريق السيف اوالانفجارات بل عن طريق إختيارهم الحرمن قبل القواعد الشعبية ‘ وأغرب شيء في تَصرف العلمانيين من أمثال كاتب البحث ‘ أنهم لا يشعرون بأي حرج  لأنفسهم عندما كانو في موقع السلطة أو من الداعمين لها وهم يتعاملون مع أمريكا وكل أجهزتها العدوانيه ‘ وكان مشاركة الشيوعيين العراقيين في مجلس الحكم الذي أسسة المحتل الأمريكي نموذج وتجربة صارخة على إنتهازية العلمانيين (يسارهم ويمينهم ) وكما إنتهى المطاف بأشرس يساري على طريقة جيفارا وأيضاً من العراق في حضن الطائفية  وكذبهم في الاداعاء دفاعهم عن حرية الإختيار والإستقلال .
 أن مفهوم الحرية التي  يتباها بها الغرب  بها ويتغنى بها العلمانيون (يميناً ويساراً) ومنذ عشرات من السنين  بطريقة توحي للمجتمعات المتخلفة بأنها (بدعة أبتدعها  الغرب ولاشعرت بها إلا من عاش على نهجهم وتربى على أفكارهم….!) وهجمات الغرب على الاسلام دائمآ تبدا ًبادعاء أن الاسلام لايحترم الحرية ؛ وهم يَدعون هذا الادعاء ؛ مع أن  الإسلام الحقيقي يفهم بصدق معنى الحرية التي تعني بناء الانسان وليس دفعه إلى الفوضى ؛ وعند الاسلام أن الحرية لاتعني رخصة للانسان لتحقيق مايريد وكيف ماكان ؛ بل تعني مجموعة أفكار التي تتعلق بحقوق الآخر من حرية الحياة ؛ حرية الفرد والملكية والاختيار وضرورة تاسيس نظام يكفل حماية هذه الحقوق
منذ عشرينات القرن الماضى عندما سيطرة الغرب الإستعماري على الشرق الإسلامي في أكثريتها ولم يرحب بهم إلا العلمانيون ‘ حيث ومنذ ذلك التأريخ ‘ وكل مرةَ (يمينهم ويسارهم )يتبادلون الآدوار في العلاقات مع الغرب ‘ كل الغرب أيضاً بيمينهم ويسارهم !مسيطرين على كل شىء ‘ حتى كانوا بارعين في المتاجرة بالدين ! ويصارعون ويتنافسون بينهم عندما يظهر تنافس وصراع المصالح في الغرب ويحاورون كل الغرب ‘ والأن بعد أن اسقطتهم إرادة الشعوب بكافة أشكالهم ‘ ينشرون الشك بالخط الإسلام الحقيقي المتصاعد وهم يفتون : أن الحوار مع الغرب حرام !!يا لتعاسة العلمانيين في الشرق ! أنهم من يشملهم المثل الشعبي الدارج : لا يرحمون ولا يدعون رحمة الله تنزل !!
لاخوف من الاجنبي وإدعاءاته  إذا لم نفتح له نحن  منفذا من خلال استجابة بعضنا لمايدعونه ؛ لاخوف من إدعأءت الغرب ضد الاسلام والانسان المسلم الحقيقي ؛ إذا لم يجد من يؤمن بما يقولونه ويعتبرونه من الحقائق المسلم به من داخلنا ‘ كلما أطلع على نموذج لكتابات من نوع الذي كتبها الكاتب العلماني المذكور أتسأل : لماذا لم نر كاتباً ومثقفاً في الغرب  لتأكيد إنتمائه للفكر العلماني والليبرالي تفرغ للكتابة ضد الكنسية ورجل الدين المسيحي في العالم الغربي او في بلدانهم التى تتمسك مجتمعاتهم باصول الدين في حياتهم اليومية ؟ هل أن كتابنا الاشاوس يعتقدون  أن عليهم و حتى ينالون شهادة الانتماء الى العلمانية والليبرالية يجب أن يبداءون بالكتابة  ضد دينهم اولآ….؟
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب