23 ديسمبر، 2024 6:32 ص

بؤرة العقارب و نافخة السموم

بؤرة العقارب و نافخة السموم

هجمات 13 نوفمبر2015 التي وقعت في باريس، هي رسالة بالغة الخطورة عن مدى الخطورة التي صار يشکلها ظاهرة التطرف الديني و الارهاب و کذلك ثمن الصمت و التجاهل الدولي ضد هذه الظاهرة، خصوصا و العالم يشهد إن تنظيم داعش الارهابي ليس فقط أعلن عن مسؤوليته عن تفجيرات باريس فقط وانما أيضا عن حادثة تفجير الطائرة الروسية و تفجيرات لبنان و الانکى من ذلك إنه يهدد و يهدد دونما توقف، فهل يجب أن يکون الرد کما هو الحال مع الرد غير العملي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريکية ضد داعش؟

تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الذي بدأ کعصابة محددة ثم إنتقلت الى سوريا ليکبر و يتوسع حتى وصل الى مصر و ليبيا ومن الممکن جدا أن يصل لغيرها فيما لو بقي حال مواجهة هذا التنظيم بشکل خاص و التطرف الديني بشکل عام، على السياق و المنوال المتميع الحالي، ذلك إن المواجهة الحالية هي مواجهة عسکريـة بحتة ولاتستند حتى على مقومات متکاملة کي تؤدي غرضها عسکريا، في حين إن مواجهة هذا التنظيم يستدعي مواجهة جذوره و الاسس التي يقف و يرتکز عليها أي التطرف الديني الذي هو منبع الارهاب و الشرور کلها.

المشکلة الاساسية کما أسلفنا ليست في داعش أو النصرة أو أحرار الشام و الميليشيات الشيعية المتطرفة و حزب الله اللبناني و الحرس الثوري الايراني، إنما هي في التطرف الديني الذي صار بفضل التعامل الاقليمي و الدولي غير الصحيحين معه بمثابة ظاهرة تفرض نفسها على المجتمع الدولي، ذلك إن التطرف الديني الذي بدأ النظام الديني المتطرف في إيران بتصديره بصورة مبرمجة لدول المنطقة و العالم و العمل على توفير أرضية مناسبة له تؤهله کي يشمل کل بلدان المنطقة، وهذا لم يکن ممکنا من دون إثارة النعرات و الاحقاد الطائفية و الذي رکز عليه هذا النظام و جعله واحدة من الاهداف التي يسعى لتحقيقها کي يتسنى له فرض التطرف الديني على دول المنطقة بأسرها، وعندئذ وبعد أن يصبح أمرا واقعا، يخرج هذا النظام بدور الناصح الراشد و المنقذ کما يحدث الان تماما!

العمليات الارهابية المستندة على قاعدة التطرف الديني و التي بدأت بالانطلاق بعد إن إستتب الامر للنظام الديني المتطرف، کانت في البداية تشمل أهدافا محددة في الکويت او لبنان مثلا، لکن ومع حالة الصمت و التجاهل فإنها إتسعت و بدأت تطول مختلف نقاط العالم و تشکل خطرا على السلام و الامن و الاستقرار في العالم، ولعل إجراء عملية إستقراء دقيقة لرد الفعل و الموقف من جانب النظام الديني المتطرف في طهران على تفجيرات باريس، نجد إنه يسعى کعادته للتصيد بالمياه العکرة و الظهور بدور الناصح الراشد رغم إنه بؤرة العقارب و نافخ السموم، ولاسيما عندما حاول مسؤولوا هذا النظام المشبوه جملة و تفصيلا إلقاء اللوم على فرنسا و الزعم بإنها هي المقصرة والذي يثير السخرية أکثر هو مطالبته فرنسا بأن تتراجع بعد مذابح 13 نوفمبر عن موقفها الحاسم ضد دکتاتورية الاسد و تتجه للتنسيق مع الدول الاسلامية أي معهم من أجل مواجهة التطرف الديني!!

زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، والمعروفة بتأريخها في مواجهة التطرف الديني و الارهاب، علقت على موقف النظام هذا في کلمتها المتلفزة الموجهة للعالم بمناسبة هجمات باريس الدامية قائلة:’ في ظروف كهذه، فان الاصرار والصرامة والتاكيد على اسقاط بشار الاسد وحل الأزمة السورية التي كانت فرنسا تطالب بها دائما، يصبح ضروريا اكثر من ذي قبل. وقد اثبتت التجربة بان لغة الحسم حيال الإرهابيين هو انجع الطرق، والطريقة الوحيدة القويمة والمبدئية.’، وقد أشارت قبل ذلك الى الدور الذي لعبه کلا من النظام السوري و نظام الملالي في إيران في إذکاء ظاهرة التطرف الديني عندما أکدت:’ إن نظام بشارالأسد وسنده الرئيسي النظام الحاكم في إيران بارتكابهما المذابح بحق 300 ألف من المواطنين السوريين وتشريد اكثرمن نصف سكان سوريا، يشكلان المصدر الرئيسي في ايصال العون والمعون لداعش سياسيا واجتماعيا. وكلما تستمرالدكتاتورية المدعومة من قبل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران بالحكم في دمشق، كلما يستمر داعش بحياته ويتواصل تصديرحمامات الدم من الشرق الاوسط إلى اوروبا.’