23 ديسمبر، 2024 7:00 ص

بأي وضع مأساوي تحتفل بيومها العالمي أيها السيداوي ؟!

بأي وضع مأساوي تحتفل بيومها العالمي أيها السيداوي ؟!

إحتفل محرك البحث العالمي غوغل في الثامن من آذار وعلى خطى المنظمات النسوية ذات الأجندات – السيداوية – والتي يرأسها في العادة مسترجلات من أشباه فريدة الشوباشي، ونظيرات نوال السيداوي …عفوا – السعداوي – قد غادرن بإرادتهن َّ عالم الأنوثة ومنذ أمد بعيد نكاية بكل الرجال من حولهنَّ ،ومع أنهن َّقد ولدنَّ إناثا الا أنهن ما لبثنَّ أن صرنَّ رجالا شكلا ومضمونا ،قولا وفعلا، مخبرا وجوهرا ، في عالم بات يضج بالمخنثين والذكور وأشباه الرجال ممن بـ” بالعصا تنساكِ ” وذلك بعد إنحسار وتضاؤل ، حتى بت أخشى من إنقراض عصر” رجال الحامض السماكِ ” إما بعمليات تحول جندري ، أو بعمليات مسخ مجتمعي ونفسي وفكري ، أو بإنسلاخ أخلاقي وتراثي وثقافي ، ففي الثامن من آذار من كل عام تمر على العالم الذكرى السنوية لعيد المرأة العالمي ،هذا العيد الذي اخترعته اميركا عام 1856 وصدرته الى العالم فيما بعد بالتدريج ، يوم خرجت فيه آلاف النسوة للاحتجاج في شوارع نيويورك على الظروف اللاإنسانية القاسية التي كن يجبرن على العمل في ظلها ، ليعتمد هذا اليوم عيدا عام 1977 في أروقة الأمم المتحدة في 8 آذار..ويبقى السؤال المهم والملح هاهنا ” ترى هل حصلت المرأة في كل انحاء العالم وبعد كل هذا الصخب والضجيج الاعلامي الدولي على إنسانيتها وقيمتها وحقوقها واقعا ؟!
الجواب الحاسم : مؤكد لا لأن ما يسمى بحقوق المرأة من وجهة نظر المنظمات النسوية – السيداوية – نسبة الى اتفاق سيداو ومن يقف خلفها من الذكور،هي ليست حقوقها الحقيقية والشرعية والطبيعية والأنسانية كما يتوهم المتوهمون، وكما يزعم الزاعمون ، فهذه المنظمات ليست معنية بحقوقها كأم ، كزوجة ، كابنة ، كعمة ، كخالة ، كجدة ، كأخت ، كجارة ، كمربية أجيال ..لالالالا ..هذه المنظمات ديدنها هو حث المرأة الدائب للتمرد على واقعها وأسرتها ومجتمعها وأعرافها وتقاليدها ومثلها وقيمها ولأخلاقها ..بل ودينها وحجابها ايضا ولاشيء بعد ذلك البتة !!
– مؤكد أن “تسواهن “الارملة العراقية النازحة التي تعيل بناتها الصغار وأمها العجوز لم تشارك في احتفالات ولا كرنفالات هذا العام كسابقاته لأنها مشغولة حاليا بتثبيت أوتاد وعمود خيمتها الجديدة التي حصلت عليها – صدقة مدفوعة الثمن – من مساعدات المنظمات ” اللاانسانية الدولية” بدلا من خيمتها الأولى التي إحترقت أسوة بخمسين خيمة أخرى مجاورة داخل المخيم قبل ثلاثة أعوام ، وفي أعقاب خيمتها الثانية التي أطارتها وحلقت بها عاليا العواصف الترابية قبل عامين ،وخيمتها الثالثة التي عبثت بها الرياح والعواصف الثلجية قبل عام ، وفي أعقاب وعد قطعه تجار المأسي والحروب بتزويدها ببيت كرفاني بديل عن خيمتها البائسة التي نظم فيها شعراء اللجوء والمخيمات قصائدهم ،البيت الكرفاني الذي سمعت به كثيرا في نشرات الاخبار ومن خلال المؤتمرات النسوية والصحفية التي تعقد على مدار العام الا انها لم تره بأم عينيها ولم تسكن فيه يوما قط بإنتظار الفرج وإعادتها وابنائها الى مدينتها التي تركتها رغما عن أنفها مجددا بعد أن يعاد إعمارها – في أحلام اليقظة – وفي كتب تفسير الاحلام ، ببرامج الطبخ ، وقراءة الابراج والحظ والطالع ،وبرامج التوك شو ، اضافة الى بيانات وزارة الهجرة والمهجرين ومنظمات – عقوق الانسان – عفوا – حقوق الانسان – ولسان حالها يردد ما قاله ابو المثل قديما ” دخانكم عمانا …وطبيخكم ما اجانا ” !
– ولاشك ان “فريال” اليتيمة السورية اللاجئة بعد غرق والدها وامها وسط البحر اثناء عملية العبور بالقوارب المطاطية فرارا من أتون الحرب الاهلية بدورها لم تحتفل بعيد المرأة العالمي هذا العام لأنها مشغولة بنفسها وبأسرتها حاليا وهي تقبع في كامبات اللجوء الاجنبية البشعة بإنتظار إما توقف الحرب والدمار وانجلاء الغبار ، وإما بزوال سيء الذكر والصيت بشار ، أي الاجلين اقرب ، وإما إعادة الاعمار للعودة ثانية الى الديار ،او بالسماح لها للعيش في ديار اجنبية غير الديار ، حيث لا اذان ولا قرأن ولا قريب ولا جار ، وما همها بعد ذلك إحتفل العالم بالمرأة في الثامن من آذار، أم لم يحتفل ، وهي تردد المثل الشعبي السوري ” النذل يلي متعود عالوخامة ، مابتناسبو بنت الشرف والشهامة” !
– ولاريب أن “زينب” اليمانية التي تقف حائرة وخائفة على خط النار في إحدى المدن الشمالية او الجنوبية اليمنية حيث يتبادل الاشقاء اليمانيون منذ سنين فيما بينهم اضافة الى القات ،القصف الجوي والصاروخي والمدفعي العنيف اضافة الى المسيرات والقناصات بمساعدة دول اقليمية تقدم دعمها العسكري واللوجستي الهذا الطرف أو ذاك وتحرض بعضهم ضد بعض لتحقيق اجنداتهم ومصالحهم الخاصة والكل يدعي وصلا بليلى ،وليلى لاتقر لهم بذاكا ، وقد اجتهد اليمانيون وتفانوا وتفننوا بقطع أرحامهم ،وتيتيم أطفالهم ،وترميل نسائهم ،واهانة شيوخهم ،وتخريب بيوتهم بأيدهم كذلك فعلوا بمساجدهم ومصانعهم ومزارعهم وتراثهم وتأريخهم مشفوعا بمنع المساعدات الطبية والانسانية عن بعضهم والكل يتهم الكل واضعا القات في فمه بأنه هو المسؤول عن الكارثة التي حلت بالبلاد والعباد ، ومؤكد ان زينب اليمانية لم تحتفل بعيد المرأة العالمي ولسان مقالها يردد بيت المتنبي :
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ .. بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ ؟!
– وحتما ان “خديجة” الليبية بدورها لم تحتفل بعيد المرأة العالمي وقد ضاعت بين ميليشيات ليبية متناحرة ومتحاربة بسلاح مؤدلج ومنفلت ومواز تصدره وتجهزه لهم دول بعيدة وقريبة ليقتل الشعب الليبي بعضه بعضا وينشغل الى ما لا نهاية بهذا الاحتراب الدامي ، فيما تتفرغ هي وقد خلا لها الجو لتبيض وتصفر ، وتستولي بعد ان تتقاسم الكعكعة مع بقية المتأمرين تحت شعار ” انا هص ،وانت هص ..ونقسم بالنص !” اللاهثين خلف خيرات ليبيا وثرواتها ومواردها النفطية والغازية الهائلة بعيدا عن الشعب الليبي المشغول حاليا بالحرب عن البناء والاعمار والاستثمار ولسان خديجة التي قتل زوحها في اعقاب فقدان نجلها ، يردد المثل الشعبي الليبي ” بيت رجال ولا بيت مال ..والمال السايب يعلم السرقة” .
– وحتما ان الاخت “نضال” الغزاوية المحاصرة مع اهلها وأبناء مدينتها منذ سنين طويلة من دون ان يلتفت اليها احد ، لم تحتفل بعيد المرأة العالمي وقد هدمت شقتها بعد تفجير عمارتها السكنية بالقضف الصهيوني الأخير…كذلك صديقتها فاطمة لم تحتفل في الضفة الغربية بعيد المرأة لأن اشقائها واعمامها واخوالها جلهم في سجون الاحتلال البغيض يقبعون ، وهم للضمائر الحية يستصرخون ، على عشاق القدس والأقصى ينادون ،بالمنظمات الانسانية والاغاثية والحقوقية يهيبون ، ولكن من دون جدوى لأن – القطيع – الا ما رحم ربك سائر الى التطبيع ، الى التخنيع ، الى التركيع خلف الكبش المرياع بجرسه القرقاع ، السائر بدوره خلف الحمار المنصاع ، يسوقه من الخلف كلب الراعي المخضاع والكل يصيح وبصوت واحد وعذرا للعندليب ” ماااااع ياحبيبي ماااع ” .
واقولها وبصراحة ولست مضطرا للمجاملة أو اللف والدوران حول قطب الحقيقة من دون ان اقتحمها ،لقد خدعوك اختاه وغمطوا حقوقك كاملة وأذلوك وقهروك وإستعبدوك وفي سوق النخاسة عرضوك وباعوك واشتروك ثم اخترعوا لك عيدا – يضحكون به عليك- ويوما عالميا سموه بعيد المرأة لوهموك بأنهم مدافعون عن حقوقك فيما رسول الحق وحبيب الخلق قد أرسى دعائم تلكم الحقوق وثبت ركائزها الى يوم الدين ، يوم قال ﷺ” استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا …” وهو القائل ﷺ” خيرُكم خيرُكم لأهلِه ،وأنا خيرُكم لأهلي” ،وقوله ﷺ” اللَّهمَّ إنِّي أحرِّجُ حقَّ الضَّعيفينِ : اليتيمِ،والمرأَةِ” ، ومعنى أحرج “أي ألحق الإثم بمن ضيع حقهما” .
وأسأل كل من خطب والقى كلمات وعلق ملصقات وطبع لافتات وبوسترات ونظم قصائد او تفلسف بهذه المناسبة ماذا صنعتم بعيد المرأة لـمليونين ونصف المليون ارملة في العراق وحده ولن اتحدث عن المرأة السورية والليبية والمصرية والتونسية واليمنية والصومالية والفلسطينية والسودانية ووووو ، أم إن الأرملة ليست المراة المناسبة للاحتفال بنظركم ؟ ماذا صنعتم بالمناسبة لـ 3 ملايين مطلقة في العراق لم تأخذ الكثير منهن حقوقهن من المقدم ومؤخر الصداق والنفقة وانا على اطلاع بما يجري للنساء من ظلم تخر له الجبال هدا داخل اروقة محاكم الأحوال الشخصية ؟ ماذا صنعوا لـ 4 ملايين عانس غير متزوجة حتى الان وقد شارفت على سن اليأس وربما اجتازته بعقد او يزيد – في العراق – ؟ ماذا صنعوا لعرف العشائر والسنينة والمتمثل بالنهوة والكصة بكصة وبنت العم لأبن العم ولو كان – حثالة – او زواج الشغار والمتعة والعرفي والمسيار والمسفار والفريندز ووووالرقيق الأبيض وارغام الصغيرات للزواج برجل عجوز – سكراب – لأجل ماله ووجاهته فقط ؟ ، ماذا صنعوا لمئات الألوف من النساء النازحات في المخيمات ..الاف النساء اللاجئات …الاف النساء المهجرات ..…الاف النساء المتسولات ..الاف النساء المشردات ..الاف النساء ممن يتم شراء اولادهن ، بخمسة ملايين دينار مستغلين فقرهن المدقع …ماذا صنعوا لنساء يؤجرن ارحامهن بسبب الفقر ؟ كيف تصرفوا حيال قابلات مأذونات يمتهن بيع الأطفال غير الشرعيين بدلا من اجهاض النساء الحوامل حملا غير شرعي كما كان يحدث سابقا او وضعه امام الكنيسة او المسجد او مراكز الشرطة ليمنح اسم اب واحد مقابل ملايين دينار ، ماذا صنعوا للنساء المسنات بعد ان انهكهن الهم والحزن والعجز واقعدهن المرض والزهايمر والباركنسون اوتخلي عنهن َّ الأبناء والأحفاد ؟ ماذا صنعوا للنساء من ذوي الاحتياجات الخاصة ، متلازمة داون ، التوحد ، الكفيفات ، الصم والبكم ؟!
الجواب لا شيء يذكر بإستثناء ساعة خصصت لهن تم إدراجها على عجل برغم إعتراض نساء عرفن بمناصرة اليوم العالمي للمرأة مقابل عقوقهن لأمهاتهن وجداتهن وقطيعتهن لشقيقاتهن وأشقائهن َّوقريباتهن منذ الصغر ضمن جدول أعمال الاحتفال المركزي بيوم المرأة – الحالمي – جدا !! .
انهم وباختصار لم يصنعوا لهن شيئا يذكر مكتفين بعيد سنوي شكلي كرنفالي لمدة 12 ساعة يبدأ في تمام الساعة السابعة صباحا وينتهي في السابعة مساء عبارة عن خطب مستهلكة تلقيها نساء ثريات يتولين رئاسة المنظمات النسوية ويضحكن على الفقيرات ويتاجرن بمأساة المعدمات بالكيك والعصير فيما يتمتعن وصديقاتهن وازواجهن بالمخشلات الذهبية والسيارات الرباعية وبالسفر على مدار العام الى الدول الاجنبية والاقليمية لحضور المؤتمرات والندوات الدولية خارج العراق وداخله ، علما ان الكلمات التي يلقينها هناك عادة ما يكتبها لهم ذكور من خلف الكواليس وفحواها ” ان المرأة هي ام واخت وزوجة وخالة وعمة وكنة يجب ان تنال حقوقها كاملة في المصارعة والملاكمة ورفع الاثقال وخلع الحجاب وتعدد الازواج وفي الحل والترحال ويتحتم مساواتها بالرجل في كل مناحي الحياة بصرف النظر عن الفروقات الفسيولوجية والسايكولوجية ” والسلام عليكم لتبدأ الاغاني الهابطة ” خاله وياخالة ” المصحوبة بالتصفيق والهلاهل والرقص الشعبي = ضحك على ذقون اجمل وأرق وألطف وأحن مخلوق على وجه الأرض ..المرأة المسكينة .
ورحم الله حافظ ابراهيم القائل:
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها….أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا …بالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى …شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
اودعناكم اغاتي