18 ديسمبر، 2024 8:15 م

بأي معايير نقيم السياسة الدولية

بأي معايير نقيم السياسة الدولية

بأي معايير نقيم السياسة الدولية .. سؤال يوجه للسياسيين والنخبة المثقفة في وطننا العربي .. هل يكفي التقيم وفق العلاقات الثنائية والمصالح المشتركة، ام وفق مقولة عدو عدوي صديقي، في الوقت الذي كان المعيار بالنسبة للعرب قائم على اساس الموقف من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية لكن اليوم هناك قضايا اصبحت لا تقل اهمية من القضية الفلسطينية نظراً لتشعب التحديات التي تواجه الامة بمعنى ليس فقط من يعادي اسرائيل وربيبتها امريكا يفترض ان يكون صديق للعرب، ومثال على ذلك موقف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من الولايات المتحدة الامريكية وهذا لا يعني انه يصلح ان يكون حليف للعرب بمجرد وقوفه ضد امريكا لان المشكلة بينه وبين امريكا ليست مشكلة من اجل العرب وقضيتهم المركزية بل هي مشكلة لا تعنينا لان امريكا لاتريد نظام سياسي قريب من حدودها موالي لأعدائها المفترضين مثل روسيا التي تدعم بقوة نظام الرئيس مادورو وكذلك ايران وحزب الله وامريكا لا تريد تكرار مشكلة صواريخ خليج الخنازير القريبة من حدودها التي حصلت مع كوبا الموالية للاتحاد السوفيتي في حينه في ستينات القرن الماضي نتيجة نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ نووية في خليج الخنازير وكاد العالم ان ينفجر لولا تهديد الرئيس الامريكي كندي بحرب نووية ما لم يرفع السوفييت صواريخهم .. بمعنى ان المشكلة بين فنزويلا وامريكا لا تعنينا كعرب لا من قريب ولا من بعيد لانه ليس كل من يعادي امريكا صديق للعرب، والرئيس الفنزويلي صحيح عدو لأمريكا لكنه ايضا صديق حميم لايران وحزب الله وايران لا تقل خطورتها عن اسرائيل اذا ما اردننا ان نحدد علاقاتنا مع الآخرين وفق قضايانا المركزية وتهديد ايران اصبح قضية مركزية اخرى لان اطماعها لا تقل عن اطماع اسرائيل في الوقت الذي نشاهد من السذاجة قيام البعض بالدفاع عن الرئيس الفنزويلي لمجرد معاداته لامريكا دون التمحيص هل عدائه نابع من اجل العرب وفلسطين ام من اجل مصالح اخرى لا تعنينا .. نعم بالتأكيد من اجل قضايا لا تعنينا لذلك ليس من الحكمة ان نحشر أنفسنا فيما لا يعنينا .. اذن محصلة القول ليس كل من هو عدو عدوي صديقي حيث نجد ايران تدعي عدوة لإسرائيل لكنها تتبجح باحتلال اربعة عواصم عربية .. والعاقل يفهم ..