23 ديسمبر، 2024 3:17 م

بأي ذنب , عراقي يقتل عراقي , ومن وراء هذا العمل !

بأي ذنب , عراقي يقتل عراقي , ومن وراء هذا العمل !

أثبتت سنوات الاحتلال البغيض أن العراقيين فقدوا تعاطف العالم بأسره ، وظهروا بمـظهر ينطوي على الكثير من الهمجية والحديث عن الجرائم الإيرانية والموضوعية التي كانوا يتحدثون بها قبل هذه الأحداث الوحشية والمؤسفة , فلم يخطر في بالنا أن نرى العراقيين يقذفون بآخر من الطائفتين حتى يلقي حتفه ، ولم نتصور في أي يوم من الأيام أن نشاهد أناسا ينقضون على مواطن من الطرف الآخر بالكواتم والاسلحة الحديثة ويقتلونه حيا ثم يسحلون جثته في الشوارع ويرمونه على قارعة الطرق وفي مكب النفايات , أخلاق الإسلام وتعاليمه السمحاء لا تبيح ذلك ولا تبيح اقتحام بيوت الطرف الآخر ونهبها ثم إحراقها ،  واقتحام دور العراقيين والقتل على الهوية الطائفية ، وتصفية الخصوم جسديا ، وتجريد بعضهم من ملابسهم وأمرهم بالخروج عرايا ألا من ملابسهم الداخلية ، تماما مثلما فعل , نعم هناك فئة فاسدة مرتبطة بالمشروعين الأمريكي والإيراني دخلت مع المحتل عام 2003 وسيطرة على بعض الأجهزة الأمنية في بغداد وبقية مدن المحافظات الأخرى ، وارتكبت جرائم قتل ، ومارست الفساد المالي والأخلاقي في أبشع صوره ، ولكن هذا لا يعني ارتكاب جرائم وتجاوزات تفوق ما فعله هؤلاء وفي وضح النهار , في زمن هذه الغمة الفاسدة ظلت فضائيات وإذاعات فصائل الخبث الطائفي تمارس عملها دون إي انقطاع وكذلك محطات التلفزة أو معظمها ، وظهور المظاهرات والاعتصام وفي عدد من المحافظات العراقية , لكن مع الآسف لم يتحقق لهؤلاء المتظاهرين أية حقوق ، ولكن الآن في زمن الشرعية الديمقراطية لم يتحقق شيء للعراقيين , وممارسة أبشع أنواع الإرهاب عبر شبكات الانترنت ضد كل من يختلف حتى في الهوامش مع الحكام الجدد فالشيء الوحيد المسموح به هو مباركة كل هذه التجاوزات ، ومدح أصحابها لأنهم خلصوا من الزمرة الفاسدة , من حقنا ، نحن الذين وقفنا مع الحق ، وتصدينا لحكومة الفساد وبلطجيات القادة الجدد ، ورموز المشروعين الأمريكي والإيراني والتفريط بالحقوق والثوابت العراقية ، ولكن ما حدث هو عكس ذلك تماما ، رغم إيماننا القاطع بأنه لا شرعية لأي حكومة أو حكم تحت الاحتلال ، ورغم قناعتنا الراسخة بان حكومة ارتكبت خطأ تاريخيا بدخولها عملية سياسية تحت الاحتلال ، فلا ديمقراطية في ظل حراب المحتلين الأمريكي أولا والإيراني ثانيا . ما زالت هناك فرصة كبيرة للحوار لتطويق الموقف ، وتقليص الخسائر، وتخلف سياسي ، وسيطرة الأحقاد ، وغياب الحكمة , بغداد يجب أن تكون ممتنة لما جرى في العاصمة لأنه فضح أكذوبة بعض الأجهزة الأمنية وقياداتها ،