9 مارس، 2024 6:56 م
Search
Close this search box.

بأيَ حال عدت يا نوروز؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لكل أمة طقوس وعادات يعتزون ويفتخرون بها ويمارسونها كتقليد سنوي بإعتبارها مرآة تعكس من خلالها حضارة وتأريخ تلك الأمة ليتعرف العالم على تفاصيلها والأمة الكوردية كغيرها من الأمم الحية التي تعتزبتراثها الزاخر , لكن أحياناَ تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن , وتحدث أموراَ لم يحسب لها نتيجة لظروف خارجة عن الإرادة , ونوروز الذي يصادف الحادي والعشرون من شهر آذار من كل سنة كونه رأس الكوردية يطرق الأبواب على غير عادته وليس كما عهدناه حيث يمثل عيداَ قومياَ للأمة ورمزاَ للإنتصارعلى كل أشكال الظلم وتعفير أنوف الطغاة بالتراب إنطلاقاَ من المثل القائل إذا الشعب يوماَ أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر , حيث إعتدنا الإحتفاء بعيد نوروز سنوياَ على جميع المستويات الرسمية والشعبية , وعدت يا نوروز ونحن بأي حال ؟ وشعبك حبيس المنازل وطبيعة كوردستان الخلابة بجبالها الشامخة وسهولها الخضراء ووديانها الجارية تنتظر خروج ناسها وأهلها ليحتفوا بها ويجددوا العهد والوفاء لكاوة الحداد على المضي على ما رسم لأحفاده من العيش بحرية مرفوعي الرأس بعيداَ عن جبروت الطغاة وتبقى كوردستان أيقونة الأمن والأمان والتعايش السلمي بين جميع أطياف المجتمع الكوردستاني دون تمييز .
يا كاوة الحداد نم قرير العين وتيقن بأن أحفادك باقون وسائرون على الدرب النضالي الذي رسمته لهم بمحاربة كل أشكال الظلم وعدم الرضوخ لفرض الإرادات التي من شأنها المساس بالحقوق الشرعية للكورد التي ناضل من أجلها لسنوات خلت وقدم خلالها قوافل من الشهداء وأنهاراَ من الدماء الزكية لخيرة شبابه , والعمل على ترسيخ مفهوم العدالة الإجتماعية وإفشاء المحبة والسلام بين أفراد المجتمع الكوردستاني بالتعاون مع حكومة إقليم كوردستان التي نذرت نفسها لخدمة الكورد والكوردستانيين لأنهم من أحفاد اولئك المناضلين الذين تخرجوا من مدرسة الفداء والنضال التي أرسى قواعدها الأب الروحي للكورد الملا مصطفى البارزاني .
لا عليك يا نوروز نحن شعبك المعروف بالوفاء ولا نخذلك بما أنت عليه الآن والدموع محبوسة في مقل العيون والقلوب معتصرة نتيجة فرض حظر التجوال في عموم كوردستان الحبيبة وسنكون على العهد الذي قطعناه على أنفسنا وسنحتفي بك على أسطح المنازل بدلاَ من قمم الجبال ونرتدي الزي القومي رجالاَ ونساءَ وشيوخاَ وأطفالاَ ونستمتع بسفراتنا الى فناء بيوتنا بعد تحضيرأشهى الأطباق من الأكلات الكوردية ونوقد الشموع إستذكاراَ بمقدمك ونقيم الدبكات الشعبية مصحوبة بالإغاني التراثية لنثبت للعالم أجمع بأن الكورد أمة حية رغم كل الظروف , فمرحباَ بك يا نوروز وأنت في أجمل حلة بعد أن إرتدت جبال كوردستان الشماء ثوباَ أخضراَ متزيناَ بأزهى الورود والزهور في إستقبالك , ونقول كل حال الى زوال وسنعود كما كنا بإذن الله وسنجعل من عيد نوروز يوماَ للتآخي والتعايش السلمي في كوردستان خاصة والعراق عامة , فمبارك عيدك يا نوروز على كل حال .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب