من بعد ان انتهت انتخابات البرلمان لسنة 2014 مرت البلاد بايام طويلة جديدة. فمن بعد ان الف العراقيون القدماء وجود ايام طويلة واحدة “تسحن” ارواحهم باعادة استذكار بطولات فارغة لديكتاتور مجرم يدعى صدام حسين، فقد الف العراقيون الجدد ايام طويلة متكررة ومعادة يفصل بينها تفجير للقاعدة وهجوم لمليشيات العصائب وهذه اﻻيام الطويلة تسمى حسب اﻻزمة التي تفتعل خلالها فهناك ايام اقرار الموازنة وايام مفاوضات المركز واﻻقليم وايام عدم اكتمال نصاب البرلمان. كل هذه اﻻيام كانت مكررة بحيث صار اﻻستماع لتفاصيل اخبارها نوع من العقوبات والتعذيب يوازي ما يجري في السجون العراقية ليلا ونهار. ولكن وحدها ايام فرز اﻻصوات ما بعد اﻻنتخابات البرلمانية كل اربعة سنوات تحضى باهتمام العراقيين فهي تشبه مباراة للمنتخب ويونس محمود تمكن من اﻻنفراد بالحارس.. والعراق محتاج لهدف كي يعبر لكأس العالم وفجأة.. تنقطع الكهرباء.. وتنتظر الجماهير في ظلام دامس ان “تشيل” الغيرة ابو المولدة.. كي يرجع “الجوزة” لكي نعرف النتيجة، والنتيجة…
ولاننا نعيش اﻻيام الطويلة هذه اﻻيام فان توقع ما سيتمخض عنه جبل اﻻنتخابات اضحى شغل الناس وخبزهم اليومي فما بين متفائل حد السذاجة ومتشائم حد الرعب (سيناريو الكارثة لتولي نوري المالكي الولاية الثالثة كما ورد في مقالة للاستاذ سمير الكتبي) فان الضغط يزداد على اﻻعصاب والكل يسأل هل سينتهي العد والفرز ليبدأ اللكم والخبز (من خبزه خبزا في اللغة العراقية بمعنى ضربه ضربا مبرحا).
انا عن نفسي رغم اني لا امتلك اي مهارة في التحليل اﻻستراتيجي فقد قررت ان ادلو بدلوي في التوقعات فتخيلت ان النتائج اعلنت مقاربة للتسريبات من “منخل” التكتم اﻻعلامي للمفوضية وهاج من هاج من الكتل فرحا بالنتيجة او سخطا عليها وتبين للجميع ان ابا اسراء قد استبعده الغرماء وانهم يرتبون للولاية اﻻولى لاحدهم كما رتب هو للثالثة فقام المذكور آنفا بمحاولة اﻻتصال بجميع الجهات عله ينصف او حتى يمكن من استرجاع فلوس الكيكة التي اعدها لاحتفال تولي الثالثة ولكن حنين عاد بخفيه والمالكي عاد صفرا يديه..!!
فقام المالكي بترتيب محاولة اغتيال للرئيس الجديد وكون فريق تنفيذ محترف مكون من اعتى المجرمين وهم كل من حسن السنيد المعروف بابي شوارب بيضاء ومحمود الحسن الشهير بالقاضي موزع اﻻراضي وصالح المطلك الشهير بصالح النعلان واخيرا كمال الساعدي الشهير بذي الوجه المتخشب..!! وقد تضمنت الخطة قيام المالكي بدور تأمين مجموعة اﻻغتيال وهو دور قام به وبشكل متكرر منذ سبعينيات القرن الماضي وكان اﻻتفاق ان يتم التنفيذ وسط شارع الرشيد.. وبعد ذلك.. طاخ طيخ.. فشل الهجوم.. وجرح المالكي في ساقه واخرج الرصاصة بنفسه.. وذهب الى سوريا وجلس مع بشار على تل من جثث السوريين ليستمتعا بوجبة افطار.. ثم سافر الى مصر وقابل رئيسها الجديد “العرص” السيسي الذي اخبر ابنه عند خروج المالكي من عنده بان المالكي سيكون ملك العراق القادم..!! وعاد المالكي الى العراق ليجد الشركاء قد تفرقت كلمتهم واختلفوا فاعلنوا عن انتخابات مبكرة وشارك المالكي بدولته وقانونه من جديد وانتخب الناس وعاد الترقب والتخوف وهكذا.. عادت اﻻيام الطويلة من جديد..