23 ديسمبر، 2024 1:23 ص

اﻻمام علي عليه السلام….والدولة العادلة!‎

اﻻمام علي عليه السلام….والدولة العادلة!‎

في ذكرى شهادة قائد الغر المحجلين اﻻمام علي عليه السلام،تنعى العدالة نفسها والتي قامت عليها سيرته المقدسة،كفرد منذ ان آمن باﻻسلام وصدق الرسول اﻻعظم صلى لله عليه وآله،وكان عمره انذاك ست سنوات، او كحاكم اراد ان يصلح شأن اﻻمة ويعيدها الى المحجة البيضاء التي كانت عليها في حياة الرسول اﻻعظم صلى لله عليه وآله.
اﻻمام علي عليه السلام كان نموذجا للحاكم الزاهد عمليا وليس على مستوى الشعارات،  وقد ذكر عبد لله بن عباس،اذ يقول دخلت على اميرالمؤمنين عليه السلام في ذي قار وهو يخصف نعله،فقال لي:ما قيمة هذه النعل؟فقلت:ﻻقيمة لها،فقال عليه السلام:والله لهي احب ألي من إمرتكم،إﻻ   ان اقيم حقا او ادفع باطلا.
لكننا في واقعنا نرى ان المسؤولية تشترى بملايين الدوﻻرات،ليجعل منها من يتبؤونها وسيلة للنهب والسلب من اموال الشعب العراقي المغلوب على امره.
لقد اغتالت يد اشقى اﻵخرين عبدالرحمن بن ملجم المرادي الخارجي التكفيري،عليا عليه السلام في محراب الصلاة بإعتباره كافرا وتحت شعار(ﻻحكم اﻻ لله)وهذه الضربة انتهت بها الدولة العادلة مفهوما ومصداقا،ووئد العدل في الحكم،اذ تسلط الطلقاء وابناء الطلقاء على مقاليد الحكم،واستمرخط اﻻنحراف عن العدل منذ ذلك الوقت والى يومنا هذا.
روى الكلبي مرفوعا الى ابي صالح عن ابن عباس،ان عليا عليه السلام خطب ثاني يوم من بيعته في المدينة فقال:أﻻ ان كل قطيعة اقطها عثمان وكل ما اعطاه من مال الله فهو مردود الى بيت المال،فإن الحق القديم ﻻيبطله شيء،ولو وجدته قد تزوج به النساء وملك به اﻻماء لرددته،فان في العدل سعة،ومن ضاق عليه العدل،فالجور عليه اضيق.
وفي بيان سبب طلبه للحكم  والهدف من وراء ذلك،قال عليه السلام:
اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان،وﻻ إلتماس شيء من فضول الحطام،ولكن لنرد المعالم من دينك،ونظهر اﻻصلاح في بلادك،فيأمن المظلوم من عبادك، وتقام المعطلة من حدودك….لم يسبقني اﻻ رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة.
وعن زهده واهتمامه بالرعية،قال عليه السلام:
ان الله فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره.
أأقنع ان يقال هذا امير المؤمنين وﻻأشاركهم في جشوبة العيش ومكاره الدهر.

واقعنا المظلم الذي كان يتأمل الشعب ان يحل فيه نور العدالة،هذا الواقع بعيد كل البعد عن سيرة اﻻمام علي عليه السلام،وﻻيلتقي معها بحرف واحد،فالمسؤولون في واد الترف والبذخ وقد نسي الله اكثرهم فأنساهم انفسهم ،والفقراء في واد اخر.
اللهم وفقنا للاقتداء بموﻻنا وامامنا واميرنا علي عليه السلام.