25 نوفمبر، 2024 9:26 م
Search
Close this search box.

اّمرلي مدينة الصمود الحسيني

اّمرلي مدينة الصمود الحسيني

اّمرلي هذه المدينة الصغيرة التي تقع ضمن حدود قضاء طوز خورماتو في محافظة تكريت وذات الاربعون الف نسمة تقريبا ، والتي شكل صمود هذه الناحية  بوجه الهجمة الهمجية لعصابات داعش وحلفائها من الطائفين والخونة ، علامة مشرقة ومشرفة في جبين التاريخ العراقي الحديث ، فهذه المدينة البطلة التي صمدت منذ احداث 9 حزيران ولغاية الان وبأمكانياتها العسكرية واللوجستية البسيطة ، والتي كانت عبارة عن حشد شعبي لابنائها الابطال من القومية التركمانية الموالين لال البيت عليهم السلام ..من رجال وشيوخ ونساء اثروا على انفسهم الموت في سبيل الحفاظ على مدينتهم وصون اعراضهم ومقدساتهم  من دنس التطرف الاعمى الذي استباح الحرمات ودنس الاعراض باسم الاسلام وهو منه براء،مستحضرين صمود الامام الحسين (ع) وأباءه وصرخته المدوية بين ثنايا التاريخ الانساني (والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل والا افر فرار العبيد )..نعم ان هؤلاء الثلة من المؤمنين الابطال قد اعادوا للانسان العراقي الثقة بالنفس ، بعدما هزتها النكسة التي حصلت في الموصل وتكريت وسقوطها بيد الارهاب بالطريقة والسرعة التي حدثتا فيها ،وكسرت اسطورة داعش التي طبلت وزمرت لها وسائل الاعلام العالمية والعربية المغرضة وصفق لهمجيتها ووحشيتها المتطرفون و الطائفيون ممن يحسبون على الاسلام  ..حتى اصبحت اليوم استالين غراد العراق ،والتي اعتبرها التاريخ العالمي الحديث وليومنا هذا  رمزا عالميا للصمود والتحدي بوجه العدوان.. لكن الفرق هو ان امرلي صمدت بعزيمة وبسالة ابنائها وبجهودها الذاتية ..وبذلك ما أبقت بموقفها هذا لابن حرة عذر ..كما لم يبقي الحسين (ع) من قبل بموقفه البطولي الذي جسده على ارض كربلاء لابن حرة عذر ..نعم ان استحضارنا لثورة الحسين منذ اربعة عشر قرن وبكائنا عليه وذكر موقفه الخالد التي اذهل الانسانية جمعاء وأنحت امامه صاغرة عروش الجبابرة والطغاة على مر الدهور حتى اصبح اسمه مدعاة خوف ورعب لهم حين ضحى بنفسه الزكية واهل بيته وجعلهم اضاحي تنحر في سبيل الاسلام والقيم الانسانية  النبيلة وترك نساء بيت النبوة عرضة للسبي ، ليوقظ بهذا الموقف  ظمير الامة الغائب قسرا  خوفا من بطش الامويين الطغاة..لذلك كان لابد له من استحضار في هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق ، واصبح من الضرورة التاريخية تجسيده على ارض الواقع كجزء من رد الدين لهذا الثائر العظيم ..وهاهي ارض العراق كلها اليوم قد اصبحت كربلاء ثانية بعدما استباح الامويون الجدد كل الحرمات والمقدسات واهلكوا الحرث والنسل ..فلا عذر اليوم للمتخاذلين والمترددين والمتصيدين بالماء العكر ، والمتخلفين عن ركب الاباء ..فهاهم اهل امرلي صامدون بوجه الارهاب ، وقبائلنا العربية السنية تقاتل الارهاب نفسه  في الانبار والموصل وتكريت ومن خلفها يقف ابطال الجيش العراقي ورجال المقاومة الاسلامية ورجال الحشد الشعبي وكتائب الحزب الشيوعي العراقي التي تقاتل التطرف في سهل نينوى..فسلاما على امرلي وسلاما على اهل امرلي البواسل وسلاما على كل المرابطين على ارض الجهاد المقدس دفاعا عن وجود العراق.     

أحدث المقالات

أحدث المقالات