تبديل النظام الحكم من الحزب الواحد إلى التعددية ليس بالشيء السهل، والمشكلة أننا بدل الاستثمار الأمثل وقعنا في مطب ألتعددية، الذي من المفروض أن يكون مصحح للمسار، فقد تحول إلى عقبة من بعض الكتل السياسية، والتي همها المصالح الضيقة، والتي تخدم الشخوص ولا تخدم المواطن العراقي، الذي أوقعه حظه السيئ وسط هؤلاء .
ومن المعلوم أن المضحين في سبيل التخلص من النظام البائد، يجب أن يكونوا أول الذين يتم تكريمهم من قبل الحكومة، لاسيما الكثير منهم قد تم تصفيتهم، ولا يوجد احد من عائلاتهم ليطالب بحقوقهم، وهؤلاء يجب تكريمهم بعمل النصب التذكارية لهم، ونبذة عن حياتهم ونضالهم ضد الدكتاتورية المقيتة.
لكن الذي يجري الآن وبالضبط عند تسلم دولة القانون زمام الأمور في الحكومة المنتخبة ولدورتين متتاليتين، التي عولنا عليها كثيرا أنها نسيت نفسها، وأوهمتها الكراسي أنها ستدوم أبدا، حيث تراهم يعملون بعكس ما كان مرجوا منهم، فقد أعادو أكثر البعثيين إن لم نقل كلهم، والى مناصب لا يحلمون بها في يوم من الأيام، والمشكلة الأخرى فان هيئة المسائلة والعدالة أثبتت أنهم متورطين بدماء العراقيين، ودولة القانون برأتهم بل ودافعت عنهم، ليتصدروا قائمة أصحاب القرار، مثال صالح المطلك الذي كثر حوله اللغط ، وبالأخير فقد استلم مركزا في الرئاسة ،وغيره الكثيرين الذي يعملون بوزارة الدفاع وهم متورطين أيضا بدماء العراقيين .
وكان من المفترض أن يتسلم تلك المناصب التي أعطيت لهؤلاء الذين تم إعفائهم، لأولئك الذين ذاقوا الأمرين من النظام البائد، والمشكلة الأخرى أنهم لم يستلموا حقوقهم جراء بيع أملاكهم بالمزاد العلني أو أموالهم التي صادرتها الحكومة وجنسياتهم آنذاك، أو الذين أعدمتهم ولا يعلم أهلهم مصيرهم لحد الآن .
فهل الحكومة الحالية واعية لما يجري في الساحة العراقية!، أنها جراء تصرفها الغير مسؤول قد همشت الأشخاص الذين جاهدوا اعتى نظام على وجه الكرة الأرضية، وأنهم بعملهم هذا قد اجتثوا المواطن العراقي الذي كان يحلم في يوم من الأيام أن ينعم بحكومة عادلة، تعطيه حقه وان تنصفه لا أن تهمشه، سيما والعراق ينعم بثروات يحسدها عليه الكثير من الدول المتقدمة، وميزانية انفجارية كما يصفها رئيس الوزراء، لم يشهد لها التاريخ المعاصر ولا أي دولة عربية قد وصلت لهذا السقف التي يتمتع بها العراق.
الاجتثاث يجب أن يكون لمن كان متورطا بدماء العراقيين، والذين كانوا اليد اليمنى للنظام الذي قهر العراقيين ولسنين طويلة، ولا يجب على الذين يتصدرون المراكز المهمة في الحكومة، أن يدافعوا عن الذين تَطالهُم يَدُ العدالةِ لأنهم ظلموا الشعب العراقي يوما ….. سلام