اُقصوصَة الأديب الرُّوسي Ivan Krylov عضو الأكاديميَّة الرُّوسية للعلوم
وأكاديميَّة Saint Petersburg للعلوم المولود في موسكو لأبٍ ضابط في 14 شباط 1769م، بعُنوان «الأفعى والمُلَفق»، روى أنْ كانَ اُفعُواناً مُتوحِداً مُنتَبذاً جانِبَاً تتجَنَّبُه الفِطرَة البهيمِيَّة تجَّنُّب السَّليقة الإنسيَّة السَّليمَة لخنازير خليج الخنازير (المُقارَبَة مِنْ عنديّاتي وليسَت مِن كريلوف)، استنتجَ الاُفعُوان أنَّ سِرّ خشيَة سائِر جنس الحَيَوان، مِنْ خبث فحيحه القبيح المُزعِج، فتضرَّع إلى الإله Jupiter في الميثولوجيا الرَّومانيَّة القديمَة؛ بأن يمنحه صوت عندليب، فاستجاب لصِدق اعتقادِه وإيمانِهِ بهِ، فتسلَّق الاُفعُوانُ بكُلِّ عُنفوان إحدى الأشجار على طَريقة تسلّق ماعز شَجَرَة زيت الأرگان Argania spinosa النّادرة للغاية (شَجَرَة تتواجد فقط جنوبي المغرب الأقصى خاصَّةً في مِنطقة سوس وبعض مناطق الجَّزائر في تندوف وجهات مِنْ مستغانم وفلسطين المُحتلة بصحراء النَّقب ووادي عَرَبَة وتشتهر بزيتِها أندر الزُّيوت في العالَم لكثرة فوائده المُماثِلَة لـ«عسل مانوكا بحسب مناطق إنتاجه في نيوزيلندا»)، وطفق الاُفعُوانُ يُغرّد بأعذب الألحان. لم يمض وقت طويل حتى تجمَّع شتى جنس طير الغاب حوله مبهوراً بتغريدِه. لكن دون أنْ يجرؤ أحد مِنَ الطَّير الدُّنوَّ مِنه!، فقالَ الاُفعُوانُ المِسكين: هل قبيحٌ صوتي؟ فأجابه القـُبَّرَة المُتكامِنة: «لا، فأنتَ جميل الأداء. لكن الرُّعب يستبدّ بنا عندما نرى نابكَ وأنتَ تُغني. ابعِد عَنّا وغـَنِّ!». والتقى الاُفعُوانُ والإنسان المُلَفِق الدَّجّال يوماً وتجادلا؛ أيُّهُما أشد خطراً ويستحق الأولويَّة على الآخر في السَّير والمُرور؟!، عرضا الإلتِباس على إبليس فنظر في الأمر ثم قال للاُفعُوان: «بَلى إنَّ في لدغتِكَ العَطَب والبَلى، بيدَ أنَّ نابكَ لا يستطيع أن يؤذي أحداً عن بُعد، أمّا الإنسان المُلفِق فلسانه أفتك مِن نابكَ عابر الحُدود وأعالي البحار والمُحيطات والجّبال والمحميّات والأقطار والأمصار والثغور والعُصور يُصيب الآخرين بشروره. وهكذا فعليك أن تقرّ بالأولوية له وتفسح لهُ كي يمرّ قبلكَ كُلّما صادفك. ومنذ ذلك الحين أصبحت منزلة الإفتئات تفوق منزلة الأفاعي في كوميديا الجَّحيم العِراقي مِنْ مَنبَع الرّافِدين واُمّ الرَّبيعَين الخربَة حتى خليج اُختها البصرَة الخربَة.
مدينة القدّيس بُطرس Saint Petersburg رابضة في الاتحاد الرّوسي، في العَصر السُّوفييتي سُمِّيَتْ على مدى عقد 1914- 1924م بيتروغراد ثمَّ سُمِّيَتْ مُؤقتاً لينينغراد، تقع شَمال غربي روسيا في دلتا نهر نيفا، شرق خليج فنلندا، في بحر البلطيق، أحد أكبر مراكز أُوربا الثقافيَّة.
كونيغسبرغ Königsberg رابضة في الاتحاد الرّوسي مُستحاطة ببحرالبلطيق وبولندا وليتوانيا، كانت عاصمة لبروسيا الشَّرقية أواخر العُصور الوسطى في أُوربا الشَّرقية، عاصمة دولة الفرسان التوتونيّين، دوقيَّة بروسيا، ومُقاطعة بروسيا الشَّرقيَّة الألمانيَّة. الفرسان التوتونيّين، Deutscher Orden ميليشيا عسكريَّة طائفيَّة مَسيحيّة ألمانية تأسست سنة 1190م كمُنظَّمَة تمريضيَّة لكنها تحوَّلت إلى نمط فرسان المَعبد وفرسان الإسبتاريَّة (فرسان الإسبتاريَّة ميليشيا القدّيس يوحَنّا Sovereign Military Order of Malta أو Knights Hospitaller)، فرقة عسكرت في جزيرة رودوس، ثم احتلت طرابلس ليبيا وشاركت في الحُروب الصَّليبية مِثلهم كان مقرّها في عكّا بفلسطين. اعترف بها البابا سنة 1191م وفي سنة 1198م أقاموها نظاماً عسكريَّاً. أهم مراكزهم كانت في الشّام في أنطاكيا وطرابلس لَبنان. سنة 1210م قُتل مُعظم فرسانهم وقوّادهم فعزلوا على عكّا ودخلوا في منافسه مع فرسان المُعبد والاسبتاريه الذين كانت مكانتهم أعلى. كان فرسان التيوتن يلبسون أزياء بيضاء عليها صليب لاتيني، غزوا بروسيا سنة 1226م وأبادوا سُكانها بحجَّة تحويلهم للمسيحيه وأقاموا فيها مُستعمرات يسكنها ألمان. مقرهم كان في مارينبورغ ثم في كونيغسبرغ. عام 1242م تمرَّدَت القبائل البروسيَّة عليهم فشنت حملة صليبيَّة عديدها 60 ألف ألماني وبوهيمي لإنقاذ التيوتونيّين الَّذين سيطروا من جديد سنة 1260م. تحوَّلوا للمذهب الـبروتستانتي سنة 1525 لكن الطّائفة استمرت على مذهبها الكاثوليكي في ألمانيا حتى عام 1805م. كانت أراضيهم على بحر البلطيق تحت سيادة بابا الكاثوليك الإسميَّة. استولت بولندا على أجزاء من أقاليمهم سنة 1466م. تغيَّر اسم Königsberg إلى كالينينغراد عام 1946م تيمناً باسم ميخائيل كالينين Mikhail Kalinin، الرَّئيس التشريفي للاتحاد السُّوفيتي بين عامي 1919- 1946م عضو المكتب السِّياسي للحِزب الشُّيوعي السُّوفيتي ومُقرَّب مِن الدكتاتور ستالين. أُسِّسَت مَدينة Königsberg عام 1255م ، وأستمر الحكم التابع للإمبراطوريَّة الألمانيَّة ومن ثم حكم الزَّعيم النّازي أدولف هتلر حتى سقوطها سنة 1945م. عام 1946م، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا وطرد الروس سكانها الألمان غيَّرَت تسمية كونيغسبرغ إلى كالينينغراد، لقيام الجَّيش السُّوفيتي بتدمير كُلّ البُنى التحتية وهجرة غالبية الشَّعب الألماني مِنْ مدينة كونيغسبرغ بشكل نهائي وأزيلت بشكل نهائي وتحوَّلت إلى بيئةٍ روسيَّة.
زورتان وثلاث ولايات للرَّئيس بوتين
عاصِمَةُ أوَّل أقطار الاتحاد الاُوربي شَرقاً فنلندا Helsinki؛ اتفاق L’accord de Helsinki وثيقةٌ صَدَرَت عن مُؤتمر Helsinki المُنعقد عام 1975م نظَّمَت أُسُسَاً جديدة للأمن والتعاون بين الأقطار الأُوربيَّة. مُذ نحو مُنتصف القَرن الماضي تبلوَرَت فكرة عقد مُؤتمر عام للأمن والتعاون في القارة الأُوربيَّة العجوز لإيجاد حلول للمُشكلات القائمة بين المُعسكرين الشَّرقي والغربي، وتطويق الأزمات، وترسيخ الأمن والاستقرار، وتغيير نوع العلاقات الدُّولية القائمة. وقد اشتركت مجموعة مِن العوامل المُختلفة داخل القارة الأوربيَّة وخارجها في تطوير هذه الفكرة ونقلها من الإطار النَّظري إلى الواقع العمَلي، كاتساع العلاقات السّياسيَّة الاقتصاديَّة بين الكُتلَتين الشَّرقية والغربية، والتوصّل إلى حلول لبعض القضايا الهامَّة اللّامَة للقارة الأُوربيَّة. وتحقيق توازن التسليح السّتراتيجي يضمن عدم قدرة أي طرف على تحقيق انتصار في أيّ حرب مُحتَمَلَة، والخسائر الكبيرة التي تحدثها هذه الأسلحة، وبروز فكرة إمكان التَّعايش السّلمي بين الأنظمة السّياسيَّة الاجتماعيَّة الاقتصاديَّة المُختلفة، ودور الأُمم المُتحدة وحركة عدم الانحياز في العمل على ترسيخ مظاهر الأمن والاستقرار في العالم، وتعاظم دور الرَّأي العام العالَمي المُناهض للحرب. كان للعوامل السابقة أثر كبير في دفع دول الكتلتين الشَّرقيَّة والغربيَّة إلى البحث عن سُبُل وصيَغ عملِيَّة لعقد مؤتمر عام للأمن والتّعاون الأُوربيّين. أخذت فكرة عقد مِثل هذا المُؤتمر تتطور وتتخذ صيغاً وأشكالاً مُختلفة مِن المُقترحات اُحادية الجّانب التي أُعلنت مِن قِبَل الفسطاطين شرق وغرب، مِثل خطة وزير الخارجية السُّوفييتي ڤياچسلاڤ مولوتوڤ عام 1954م، وخطة أنطوني إيدن وزير الخارجية البريطاني في العام ذاته، ومشروع بولغانين رئيس وزراء الاتحاد السُّوفييتي عام 1955م، ومشروع رابانسكي وزير الخارجية البولوني عام 1957م، ومشروع كرستيان هرتر الأميركي عام 1959م. ثمّ انتقلت الفكرة إلى الأُمم المُتحدة في ستينات القَرن الفارط بمُقترحات رابانسكي وزير الخارجية البولوني، وأقرت الجَّمعيَّة العامة في دورتها 20 ضرورة بذل الجُّهود لتقوية السَّلام والأمن في القارة الأُوربيَّة عن طريق اتفاقات جماعية. وبعد ذلك انتقلت الفكرة لتدرس في الهيئات الرَّسميَّة المُختصة لحلف وارسو وحلف الأطلسي (NATO). عُصبة Helsinki موسكو مُنظمة غير حكومية ذات نفوذ لمُراقبة حقوق الإنسان، تأسّست في العصر السوڤيتي وما زال نشاطها مُستمرًا في الاتحاد الرُّوسي. رئيس الاتحاد الرُّوسي المُؤمِن المُتَدَيِّن فلاديمير بوتين لثلاث دورات رئاسيَّة حتى الآن؛ بفضل مسلَكيَّتِهِ خلفيَّتِهِ المُخابراتيَّة حِيال نشاط عُصبة Helsinki. زار بوتين زورَتين، الاُولى إلى النّاشطة الحقوقية «لودميلا أليكسيفا»؛ لتهنئتها بعيد ميلادها الـ90 وهي أكثر المُعارضين الذين تحدوا النّظام الشُّيوعي السُّوفيتي والسُّلطات المُلحِدَة المُبادَة آنَ كانَ طُغيانها على أشُده مُنتَصَف القَرن الماضي، مِن أجل الدَّعوة إلى الدّيمقراطية والمُطالبة بالعدالة للسُّجناء السّياسيين، وتعد المُناضِلَة أليكسيفا؛ أيقونة المُعارضة الوَطنيَّة الرُّوسيَّة التي حاربت عار العَصَبيَّة اليسارويَّة على مدى عُقود. ومازالت الأكثر انتقاداً؛ إلى حَدّ أن أنصار بوتين؛ يعتبرونها عميلة أجنبيَّة ترغب في تقويض مصالح الدَّولة العُليا القائِمَة بفضل نضال الأحرار ضدّ إقطاعيَّة القطيع. أليكسيفا؛ مِن مُؤسسي عُصبة Helsinki موسكو، أقدم منظمات حقوق الإنسان في روسيا؛ أسَّستها عام 1976م، كما أنها من أشد المعارضين للقوانين التي تسستهدف المُنظمات غير الحكوميَّة التي تتلقى تمويلات من الخارج.
https://www.youtube.com/watch?v=LPganJmVoyc بوتين يزور مديره السابق في الـ كي جي بي في عيد ميلاده الـ90www.youtube.comقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بزيارة إلى لازار ماتفييف الممثل السابق لهيئة الاستخبارات …
المُناضل الشُّيوعي !! الفرنسي اُستاذ الرّياضِيّات في الجَّزائِر ورمز التعذيب الفرنسي Maurice Audin، في مُذكراتِهِ: «شهادات حول التّعذيب: مصالح خاصة 1955/1957» بأنّه غير نادم على ما ارتكبه في الجزائر إبّان الفترة الاستعمارية من تعذيب لأنه كان يقوم بواجب وطني، لكن الصَّحافي Charles Deneau في كتابه: «حقيقة موت Maurice Audin» يروي أن powell Ossares أسَرَّ إليه على فراش الموت: «لا Maurice Audin لم يتبخّر هكذا مِن الطَّبيعة بعد هروبه مِن السّجن في حزيران 1957 لكنه أُعدم بقبول ورضا تامّيْن من السُّلطات السِّياسِيَّة».
الفيلم الفرنسي «الوهم العظيم Grand Illusion» (1937) إخراج Jean Renoir، المولود مُنتصف أيلول 1894م – 12 شباط 1979م) كان كاتب سيناريو وممثلاً ومنتجًا ومؤلفًا فرنسيًا. كمخرج وممثل، قام بعمل أكثر من 40 فيلم من حقبة السِّينما الصّامتة حتى أواخر ستينيات القرن الماضي. يعتبر النُّقاد أفلامه؛ الوهم العظيم و(قواعد اللُّعبة The Rules of the Game) (1939) بين أفضل الأفلام على الإطلاق. كتب سيرة والده الرّسام بيير أوغست رينوار، بعنوان رينوار، والدي (Renoir, My Father) (1962). وتم تصنيف رينوار من خلال اقتراع أجراه نقاد معهد السينما البريطاني (BFI) بعنوان (Sight & Sound) كأفضل رابع مخرج على الإطلاق. ثيمَة الفيلم (La Grande Illusion) أن رغم الحرب يتبادل المُتحاربون مشاعر إنسانية، بين الضّابطين (وإن كانت المشاعر مصالحَ مُشتركة)، بطل الفيلم (جان غابان)، طيار من عائلة فقيرة وليس ابن مصرفيّ يهودي كالآخر، وبين سيدة ألمانيَّة لَجأ وأحد السُّجناء الفرنسيين الفقراء إلى بيتها للاختباء من الجُّنود الألمان، هربا مِن المُعسكر. آوتهما وأطعمتهما وتعلَّمت مِنهما بعض لُغتهما الفرنسية، وساعداها في أمور البيت، وقبل أن يكملا طريقهما إلى فرنسا وعدها الطيّار بالعودة والزَّواج منها حال انتهاء الحرب.