10 أبريل، 2024 5:16 م
Search
Close this search box.

اي فضاءات للحرية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

 اشارات التحذير والتنبيه التي اطلقها في مناسبات مختلفة عدد من ائمة وخطباء الجمعة ونخب وشرائح اجتماعية وثقافية حيال بعض الظواهر والمظاهر اللاخلاقية التي برزت-او تنامت-في الشارع العراقي خلال الاعوام القلائل الماضية تستحق الكثير من الاهتمام، وينبغي ان تجد اذانا صاغية من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية، فضلا عن النخب والفاعليات السياسية والثقافية والفكرية في المجتمع العراقي.

   والحملة التي تعرضت لها عشرات النوادي الليلية ومحلات بيع وتعاطي المشروبات الكحولية في بعض مناطق العاصمة بغداد مساء يوم الثلاثاء الماضي،  اعادت هذا الموضوع الى الواجهة، واوجدت سجالا وجدلا بين فريقين ، فريق يدعو الى ترسيخ مبدأ الحريات الشخصية دون ان يتوقف عند الضوابط والمحددات الدينية والاجتماعية والثقافية لتلك الحرية، وفريق اخر يطالب بالتقيد بالقيم والمباديء الدينية والاخلاقية، وعدم استعارة واستنساخ قيم ومباديء وسلوكيات المجتمعات الغربية على علاتها.   

   ولايختلف اثنان في ايجابيات النظام الديمقراطي، وفي حسنات الحرية بمختلف جوانبها وعناوينها، وفي اهمية ثورة الاعلام والاتصالات في تنمية الوعي والثقافة وتوسيع دائرة الاطلاع على تجارب وخبرات الشعوب والامم والمجتمعات الاخرى، وفي التقدم والنهوض والارتقاء بالبلد في شتى الجوانب والمجالات.

  بيد ان الامر الخطير هو ان يساء استخدام وتوظيف تلك المفاهيم والادوات، لاسيما وانها تمثل سيف ذي حدين.

   اذا لم تتحرك الديمقراطية والحرية ضمن فضاء القيم الاخلاقية والدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية فأنها تصبح بمثابة معول هدم وتدمير وتخريب، واذا لم تقنن عملية الاستفادة من ادوات ووسائل ثورة المعلومات والاتصالات فأنها ستكون عبارة عن اسلحة فتاكة تفوق في خطورتها الطائرات والمدافع والدبابات.

   من الخطأ جدا ان نقلد مجتمعات اخرى تختلف عن مجتمعاتنا في قيمها الدينية ومنظوماتها الثقافية وضوابطها الاجتماعية، تقليدا اعمى تحت يافطة الديمقراطية والحرية والانفتاح، لنستعير منها التحلل والابتذال والتفسخ الاخلاقي،

   لاينبغي ان تقوض الديمقراطية والحرية ومايتعلق بهما من مفاهيم وممارسات وسلوكيات الاسس والقواعد الاخلاقية والقيمية السليمة، ولابد من وجود ضوابط وقيود في الشارع وفي الجامعات والمدراس والاماكن العامة وعلى وسائل الاعلام ان لاتقوم بمصادرة الحريات العامة بقدر تنظيمها وتوجيهها بالاتجاه الصحيح الذي يعود بالنفع على المجتمع ويجنبه الانزلاق الى مهاوي التحلل والفساد والرذيلة.
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب