23 ديسمبر، 2024 9:55 ص

اي شعب هذا الذي يستجدي حريته من خلف الاسوار ؟!!…

اي شعب هذا الذي يستجدي حريته من خلف الاسوار ؟!!…

كلمة مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري امام جمهور المتظاهرين على ابواب المنطقة الخضراء يوم الاثنين المصاف ٢٧-٣-٢٠١٦.
يمكن قراءتها وتبعا لفقراتها، كما يلي :
١ – فقرة ( مشروع الاصلاح مهم جدا، بل هو الاهم حاليا … ).
تعهد ضمني من مقتدى الصدر الى لصوص الخضراء بعدم المساس بامتيازاتهم، غاية ما في الامر، ضرورة ان يعيد السادة اللصوص المحترمين هؤلاء متفضلين، النظر قليلا في فسادهم، وسرقاتهم التي ازكمت رائحتها الانوف.
والا، فالاجدر به ان يطالب بالتغيير بدل الاصلاح.
وذلك لبداهة ان الاصلاح انما يكون من الداخل الفاسد اساسا، فلا ثمرة ترتجى. 
اما التغيير فيكون من الخارج، كما يفهم من لغة الضاد، حيث يعني الغاء دور اللصوص والى الابد.
وللتاكيد على تعهده الذي قدمه للصوص اعلاه، ولتبديد مخاوفهم من احتمال نفاذ صبر المتظاهرين، واللجوء الى القوة داخل المنطقة الخضراء. 
اردف مقتدى الصدر بالقول لاحقا، وكانه يخاطب هؤلاء الصوص :
(  اكو جم واحد بيناتكم العنف بعقلهم وبس، ما كو احنا مظاهرة سلمية والى النهاية سلمية والى النهاية ).
وذلك طبعا من باب : ( اياك اعني، واسمعي يا جارة ).
٢ – فقرة ( المراهنات الثلاثة ).
اما بخصوص المراهنتين الاولى والثانية، المتعلقتين بالفقر والفساد، فمقتدى الصدر لم يات بجديد.
فكانه، وكما يقول المثل : ( فسر الماء بالماء بعد جهد جهيد ).
فالشعب العراقي هو الذي اكتوى بنيران الفقر والفساد قبل اكثر من عقد من الزمن ولا زال، وما هذه التظاهرات، الا الدليل الساطع على ذلك.
اما الرهان الثالث، المتعلق بعدم انضباط وتنظيم المتظاهرين.
فهو الذي اكد عليه مقتدى الصدر، باعتباره بيت القصيد.
ليثبت من خلاله ملكيته لجموع المتظاهرين، وان جميع حقوق الطبع والنشر المتعلقة بالتظاهرات محفوظة له.
حيث قال وبالحرف الواحد : 
( وراهنتهم على انكم مطيعون ومنظمون، وسوف تكملون المشروع معي …انا ممثل لكم ايها المعتصمون الاحبة ).
وبهذا، وضع مقتدى الصدر المتظاهرين تحت عباءته ورهن امره، فجعلهم مصداقا للاية ( ٢٧ من سورة الانبياء )، حيث يقول تعالى :
( لا يعصون ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ).
بل اعتبر نفسه الوكيل الحصري عن الشعب العراقي كله، وذلك حينما قال :
( الان انا اقول انا ممثل الشعب ان شاء الله ).  
ومن يعلم، فلعله يمهد لما هو ابعد واخطر من ذلك، الا وهو مشروع  ( ولاية الفقيه )، الذي قد يراوده في احلام اليقظة.
٣ – فقرة ( لحد يقول حرف واحد يخرب المشروع، والا يكون خائن لي وللعراق، … ما اشك واحد بالمئة انه تعوفون المنطقة وتعوفوني وتعوفون العراق، … لا تتحركون كل واحد بخيمته، والا لا تعتبرون روحكم منا ال الصدر ولا من العراق  ).
حيث ان مقتدى الصدر ساوى هنا نفسه وال الصدر، بالعراق كله من حيث الاهمية جملة وتفصيلا، وانه المخلص والمنقذ الوحيد.
هذه وقفة قصيرة على اهم ما ورد في خطاب مقتدى الصدر.
لكن اكثر فقرة في كلامه تبعث على الحزن، والشعور بالضياع، هي قوله :
( انا اعتصم داخل الخضراء، وانتم ستعتصمون على ابوابها ).
فكان لسان حال هذه الفقرة يصور مقتدى الصدر بمثابة سفير الرحمة والنوايا الحسنة. 
بين شعب منبوذ يرجو لقاء سيده، طالبا منه العفو والصفح والرحمة.
وبين سادة الخضراء، الذين تفضلوا بطلعتهم البهية على ذلك الشعب الناكر للجميل.