منذ عدة عقود من الزمان بدأت البحوث في العالم (خاصة الغرب)، فيجاد الطاقة البديلة لمصادر الطاقة الأخرى وفي مقدمتها النفط وكان الدافع وراء هذا التوجيه: -الحصول على بيئة نظيفة. -و.. عدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للطاقة. وإذا ركزنا على الهدف الثاني (وهو الأهم) ، فأننا نلاحظ أن تجهيز النفط من المنتجين إلى المستهلكين (خاصة الصناعيين) لم يكن مستقراً. فمن حين لآخر كان المنتجون (العرب خاصة) يقطعون النفط، كما حدث ذلك أثناء حرب عام 1967، و 1973، بوضوح كان المستهلك الصناعي يشعر أن إمدادات النفط الخام غير مستقرة. ومن جهة أخرى، كانت اسعار النفط الخام غير مستقرة أيضاً. فبعد حرب تشرين عام 1973، تصاعدت هذه الاسعار بشكل متسارع .
الشاه والقذافي
وكان الطرفان الفاعلان والمتحمسان لهذه الزيادة، هما: النظام الليبي (القذافي)، والنظام الإيراني (الشاه) وترددت الشكوك حول سلوك هذين النظامين في المجال النفطي. هذه العوامل: -النفط مصدر ينضب عاجلاً أم آجلاً. – امدادات النفط غير مستقرة. – الاسعار متذبذبة، وخطها البياني يُشير الى صعود مستمر. -الحصول على بيئة نظيفة. هذه العوامل، بررت وشجعت التوجه نحو إيجاد مصادر طاقة بديلة للنفط، إلاّ أن العامل المهم الذي يقرر الاستمرار في هذا التوجه، أو عدم الاستمرار، هو: ماهي كلفة الحصول على برميل النفط البديل؟ فأن كان أعلى من سعر مثيله المستخرج من الأرض ، فأن الجدوى الاقتصادية لهذا البديل غير متوفرة وحققت البحوث بعض النجاحات، لكن مساحتها قليلة. استخرجوا النفط من الذرة (كما حصل في البرازيل)، لكن ذلك المصدر طال حقلاً زراعياً غذائياً مهماً، وتوجهوا نحو الغاز الصخري وحققوا نجاحا غير محدود لكنهم مستمرون بأبحاثهم..
الطاقة الشمسية
لكن النجاح المهم والفعال ، هو ما تحقق بالحصول على طاقة بديلة من الطاقة الشمسية فهي طاقة نفطية ومتوفرة (في البلدان الحارة والتي توجد فيها صحاري:كالسعودية ومصر وليبيا والجزائر مثلاً)، وقطعت (اسرائيل) شوطاً مهماً في هذا المجال إلاّ أن هذه الطاقة بالنسبة لأوربا، هي طاقة مستوردة وتتوفر في العراق مقومات الحصول على هذه الطاقة في المدى المتوسط تشكل هذه الطاقة منافساً مهماً إن لم نقل خطراً على الطاقة المستخلصة من النفط. ونجحت التجربة المثيرة.. ومنذ أيام أقلعت طائرة من مطار أبو ظبي وهبطت في مسقط، في رحلة حول العالم تهبط فيها في الهند والصين ونيويورك لتعود إلى ابو ظبي وتستغرق خمسة أشهر من الطيران وستقطع الطائرة التي يقودها طياران سويسريان (35000) خمسة وثلاثين ألف كيلو متراً في رحلتها حول العالم طول جناحي الطائرة (72) متراً، وسرعتها خمسون الى مائة كيلو متراً بالساعة هذه الرحلة توجت بحوثاً استغرقت(12) عاماً، والمهم في هذه الرحلة:أن الطائرة لم تستخدم قطرة قطرة وقود واحدة. هذا النجاح الأولي سيقود الى نجاحات أخرى في ميدان استخدام الطاقة البديلة:(الطاقة الشمسية) خاصة. وسواء طال الزمن أو قصر فأن (بدائل الطاقة النفطية) ستصبح أمراً تجارياً واقعاً. عندها سيقف المستهلكون الصناعيون، ليقولوا بصوتٍ عال:أيها المنتجون والمصدرون للنفط الخام، إشربوا نفطكم أو ابقوه حيث هو في باطن الأرض، فلسنا بحاجة له .!