23 ديسمبر، 2024 12:34 م

ايها المسؤولون كثفوا عنايتكم بالمواطنين

ايها المسؤولون كثفوا عنايتكم بالمواطنين

-1-
في دول العالم الثالث :

يُسارع صغار الموظفين الى خدمة المواطنين وتقع عليهم الأعباء الكبيرة..

اما كبار الموظفين فانهم يُخْدَمُون ويحصدون المكاسب والامتيازات… وكأنهم من طينة اخرى ..!!

-2-

أما في ” العراق الجديد” فان الصغار والكبار معنيّون بأنفسهم لا بالاخرين ..!!

والاستثناءات ليست كثيرةً في هذا الباب …

-3-

أما في الدول المتقدمة ، فان أصحاب المناصب الكبيرة يبتكرون الوسائل والطرائق التي تُمكّنهم من تقديم المزيد من الخدمات للمواطنين .

أسمِعتُم بوزير الصحة البلجيكي ماذا صنع ؟

لقد وضع ” جوهان فان دورزن ” – وزير الصحة البلجيكي – رقم هاتِفِه الشخصي في غرف المستشفيات ، وَتَوّجه الى مرافقي المرضى برجاء خاص، ناشدهم فيه الاتصال به فوراً عندما يواجهون مشكلةً في الخدمة الطبيّة .

وهنا لابد ان نقف قليلاً لنقول :

1 – حينما يكبر المنصب ويعلو ، تكبر المسؤولية وتعظم، وفقا لتناسبها الطردي مع الموقع الذي يحتله المسؤول .

وتترتب على ذلك استحقاقات كثيرة أهمها :

استفراغ الوسع في خدمة المواطنين – الذين هم رأس المال الحقيقي للمسؤولين جميعا – ، والسعي الحثيث الجاد لدفع عجلة الاستقرار والازدهار في البلد الى الامام .

2 – وحين تمتد وتتسع شبكات الاتصال بين المسؤولين والمواطنين، فالمحصلة النهائية تكون ايجابية للغاية، وتصب في مصلحة الدولة والمسؤولين والمواطنين .

ولا – يُتاح للمسؤولين انتزاع الثقة من المواطنين مجاناً ، دون أنْ يكونوا السباقيّن في مضامير الخدمة .

ما قيمة الحراّس والحمايات والرواتب الضخمة والقصور الفخمة، مع الافلاس من تحقيق الانجازات النافعة، والفواصل النفسية الكبيرة بينهم وبين أهلهم وناسهم ؟

انهم حينئذ يعيشون الغربة في أوطانهم ..!!

ويخسرون مودة إخوانهم ..!!

3 – انّ الاحتجاب الكامل عن المواطنين ، يحجب المسؤولين عن الوقوف على الحقائق ويجعل البطانة تتحكم بايصال ماتريد من الاخبار …

وكل ذلك يُضعف المسؤول ويضيّق عليه هامش المناورة – كما يقولون-

إنّ الاحاطة بالوقائع تمكنه من معالجة الخلل قبل أنْ يستفحل وتقرّبه من النجاحات العملية في مهامه .

4 – ان الحركة الميدانية للمسؤولين وانتقالهم المباشر الى مواقع الأحداث، وَتَفَقُد الدوائر التابعة لهم فيه الكثير من البركة .

ويتيح لهم الوقوف على الحقائق من جانب، كما يتيح لموظفيهم والمواطنين المراجعين لتلك الدوائر ، فرصة ايصال صوتهم اليهم من جانب آخر .

5 – من المؤلم حقا أنْ يقال :

ان هناك اعداداً لايستهان بها من الموظفين لاتعمل خلال الدوام الرسمي الذي يستغرق ساعات عديدة الاّ ” عشرة دقائق ” فقط ..

والأنكى من ذلك أنْ يكون الى جانبهم من لا يلتزم بدوام أصلاً ، وانما يصل اليه ” نصف الراتب في كل شهر ، أما النصف الآخر فهو لمن دبّر جريمة الاحتيال والنصب ..!!

6 – ومن المؤلم حقا :

ان يمنع المواطنون من الدخول الى معظم وزارات الدولة لمراجعة قضاياهم …

ويدخل فقط اولئك الذين يحملون توصيات (الكبار) بالسماح لهم بالدخول وفقا لمواعيد معلومة مقررة .

مَنْ للفقير الذي لا يحمل توصية من السلطويين الكبار ؟

انه مبعد ،مطرود ، لايُعنى به أحد ..!!

7 – وقد علت صرخات ذوي الشهداء والضحايا في مجزرة سبايكر الذين امطروا بوابل من وعود المسؤولين ، ولكنهم رغم مرور شهور عديدة مازالوا في أشدّ حالات القلق والتوثب لمعرفة ما حلّ بأبنائهم ويقول بعضهم :

اننا قلنا للمسؤول التنفيذي المباشر السابق إن اولادنا موجودون في “الشعبة الخامسة” فقال لنا :

انكم تكذبون ..!!

أين هم اذن ؟

ولماذا تتهربون من مسؤولية ايضاح الحقيقة ..؟

لقد عقد أخيراً في فندق الرشيد مؤتمر لتوزيع شهادات الوفاة على ذوي المفقودين مما سبّب انزعاجهم ممن دعت الى ذلك المؤتمر لأنها كانت في نظرهم (نائبة) وليست (نائبا) .

ان جريمة احراق الشهيد (معاذ الكساسبة) حيّا ، جعل الاردن الشقيق حكومة وشعباً ينتفض على الأوباش من “داعش” ويتحفز لأنزال أفدح الأضرار بالأشرار ، فلماذا يكون التعاطي مع دماء العراقيين الأبرياء بمثل هذا البرود ؟!!

8 – ان معظم المسؤولين الذين يعطون أرقام هواتفهم للمواطنين لا يتاح للمتصلين بهم التحدث اليهم ..!!

فكأنها احدى مفردات الضحك على الذقون …

انا لله وانا اليه راجعون .

[email protected]