عشر سنوات مضت على سقوط النظام ولا زال المواطن العراقي يعاني ازمة الامن المستعصية ، نعم اعتقد انها مستعصية ، كيف لا والشعور بالحزن والرعب ينتابنا كل لحظة ونحن نحمل شهادات الوفاة بجيوبنا ننتظر من يبصم عليها ليحيل صاحبها من قبر متحرك الى قبر ساكن ابدي ، هي ليست نظرة تشاؤم واحباط بقدر ما تشبعت به نفوسنا وعيوننا بمناظر الدماء التي تسيل كل يوم ولا أمل يرتجى في ان نقلب تلك الصفحة السوداء من صفحات حياتنا وما اكثر الصفحات السود في حياة كل منا نحن العراقيين . ان أم المشاكل بعد عام 2003 هو آلة القتل اليومي التي تستمد وقودها من بعض الخطابات الدينية المنفلتة والتي تحرض على الاستمرار بحصد ارواح الابرياء من ابناء الوطن الواحد فالتطرف والارهاب اليومي الذي يشهده العراق يأتي مصحوباً بدعوات وفتاوى بعيدة كل البعد عن كل ما هو مقدس .
فالاطفال والنساء باتوا رهينة وهدفاً لتلك الجماعات واصبح الجميع مستهدفاً فلا يكاد يدعي او يزعم احد انه بمأمن عن هذا الاستهداف .المهم ان ما يجري هو ليس تعبيراً عن رأي سياسي معارض بل هو ممارسة شنيعة تشير الى حجم الخطر الحقيقي الذي يهدد وحدة وامن واستقرار بلدنا ، فهذه الجماعات المتطرفة التي تتبنى فكر الجهاد تقتل بأسم الله وعزاؤنا في ذلك انه بعين الله ، وهم لا يجدون حرجا في تبرير مصالحهم القذرة هذه وتنفيذ مشروعاتهم اللا أنسانية . وعلى المجتمع الدولي ان يدرك ان الجماعات المتطرفة والمنظمات الارهابية تمثل خطراً داهما ًعلى الجميع ، وان مواجهة هذه الجماعات بات امراً ملحاً فهم كالفيروسات المعدية التي لا يؤتمن انتقالها من منطقة لاخرى وان كانت هنا اليوم فلربما تكون في مكان اخر غدا وقد ثبت ذلك عمليا من خلال الازمة السورية .فعلى المجتمع الدولي و دول المنطقة تكثيف الجهود الامنية مع العراق لمكافحة هذا الفيروس والقضاء عليه ونقول لهم كفاكم قتلاً بأسم الدفاع عن الله ايها المراؤون ودافعوا عن الانسان الذي هو محور الحياة كي يتمكن من معرفة الله .