23 ديسمبر، 2024 11:49 ص

ايها المثقف والمفكر.. والاكاديمي والاعلامي..

ايها المثقف والمفكر.. والاكاديمي والاعلامي..

يبدو ان للنخبة دورا لا يستهان به في صناعة الراي.. والتغيير .. والاصلاح..
الا ان النخبة قد تكون من العمال والفلاحين.. وليس اولئك الذين يمتلكون ادوات التعبير والاعلام ويمارسون عملية التخدير..
ويمكن القول: ان النخبة تكون اعلى من الواقع بفكرها الذي يشخص الخلل.. ويحركها للتغيير والاصلاح .. او الثورة..!

وتبقى المشكلة قائمة في العراق.. ان –الثوار- قد لا يمتلكون الا حناجرهم.. بينما يغرد اصحاب (الادوات) في سرب السلطة ..

اتذكر جيدا.. عندما ضرب احد الاعلاميين رئيسا بارزا بحذاءه.. قد نظمت تظاهرة للمطالبة بالافراج عنه، مع اخواني المهنيين والفنانين.. وحاولنا مع نقابة الصحفيين لمساندتنا .. لكنهم اعتذروا ورفضوا المشاركة معنا..بحجة ان الاعلامي المعتقل، لم يصدر هوية من النقابة..!

ويبقى السؤال :

ما الذي يجعلنا نخاف..؟ او نكون من الجبناء..!

حسب فهمي – ولكل انسان فهمه – ان المثقف العراقي عموما .. هو جزء من المشكلة..

لاسباب محتملة اهمها:

اولا: وقوعه تحت ضغط الخوف والجبن .. وهما من الامراض النفسية والاخلاقية التي تلغي دور الانسان وتصادر قيمته..

ومن علاجات ذلك ان يرمي الانسان نفسه في التحديات تدريجيا ليربي في نفسه الشجاعة.. وذلك مطلب عقلي ، يفترض بالمرء –العاقل- ان يرفع مستوى شجاعته.. ضمن جدول تدريبي.. بشرط ان يكون ذلك مرضيا للخالق تعالى لينصره ويقويه..

أي ان يدخل المثقف –نفسه- في التحديات لاجل الاصلاح المجتمعي .. ومن ذلك التظاهرات ضد الحكومة..

ثانيا: الشعور باحتقار الذات.. بسبب الضغوط الحزبية والسلطوية سابقا وحاليا..

لذلك نلاحظ –البعض- يلجأ الى الانتماء غالبا الى احزاب السلطة .. ليمارس دوره.. وهذا خطأ.. بل سقوط وجيه..

لان اغلب الاحزاب العراقية قد اسستها مخابرات شرقية وغربية..

وعلاج ذلك (الشعور بالنقص) ..هو.. العودة الى الذات.. وفيه تفصيل.

ثالثا: الانانية..

وهو شعور غالب.. بسبب (وهم) مفاده ان الانسان يمكن ان يحقق (مصالحه) في مجتمع يسير نحو الهاوية..

الا.. ان العاقل يدرك ان الجزء لا يسلم مع هلاك الكل..

لا يمكن لك ايها العراقي ان تنعم بالامان في عراق لا امان له..

لا يمكن لك ايها العراقي ان تنعم بالخدمات في عراق لا خدمات به..

لا يمكن لك ايها العراقي ان تنعم مع اسرتك في عراق تقوده هذه الطبقة السياسية الفاسدة..

هذا الوهم ..هو الذي سيطر على الطبقة السياسية .. فصنعت المنطقة (الخرباء).. التي ستهدم على رؤوسهم قريبا.. جدا جدا..!

الحديث يطول.. ولكن زبدة الكلام.. ايها المتعلم او المثقف.. لو كنت مفكرا.. لكنت ممن شخص الخلل والخطر.. ولكنت في مقدمة الثوار ضد هذه الطغمة الفاسدة .. والكابوس الجاثم على صدر العراق..

ولخرجنا من حالة (الببغاوية).. لنكون ممن يفهم واقع الوطن وسلبياته وايجابياته.. ولكنا مع المشاريع الاصلاحية..

خاصة تلك المشاريع التي طرحها من لا يطمع بالسلطة والكرسي.. بل كان دوما معارضا للديكتاتورية ولصدام وللمالكي..

واللبيب تكفيه الاشارة..