23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

ايها المتظاهرون في ساحات التحرير.. لاتغييرمن دون ثمن؟

ايها المتظاهرون في ساحات التحرير.. لاتغييرمن دون ثمن؟

ليست دعوة للعنف, ولارغبة في المواجهة, لكنها الحقيقة التي لا ادعيها, شعوب وامم خاضت غمارمعارك التغييرونجحت فيها, انتزعت ما ارادت بالتضحيات وليس بالتمنيات.من يريد التغيير, عليه ان يدفع الثمن, الحاكمون, اي حاكمين, لن يسلموا, ولن يستسلموا طائعين مختارين, والا كانوا نصف مجانين, ؟
تجارب الشعوب علمتنا بان نيل المطالب ليس بالتجمع ساعة اوساعتين في الاسبوع وترديد هتافات, وتفريغ شحنات جاثمة على الصدور, ثم الانصراف,
ماهكذا تؤخذ الحقوق ؟ ,وماهكذا تنال المطالب ؟ تجارب التاريخ علمتنا بان نيل المطالب ليس بالتمني, المسؤول, اي مسؤول لن يتنازل عن /بغلته/ الاعندما تتحول التظاهرات الى /فوبيا/ تقض مضجعه,/فوبيا /تحرمه المنام والطعام, /فوبيا/ تجعله يدمن على /الفاليوم/ ؟ /فوبيا/ تجعله يهيم على وجهه, يقلب
الامورليل نهار كجمرة في كفيه, ويحسب للقادم الف الف حساب,
بخلاف ذلك فسيبقى يتابع التظاهرات عبرشاشة التلفاز, وكانه يتابع مسلسلا /كوميديا /, وما ان ينفض الجمع, حتى يطلق ضحكة كبرى , ولسان حاله يقول /ستتعبون, وتنصرفون, وتذرون وراء ظهوركم مارددته حناجركم , اما انا فسابقى هنا شامخا, فهل من مبارز ؟/.
كل الحكام لديهم/ ترمومتر/ يقيسون به نبض الشارع و/فولتية/ احتجاجاته,فان كانت عارمة مهددة لكراسيهم ,تلبسهم القلق وغادرجفونهم الكرى,واذا كانت العكس , ناموا نومة العافية ؟ .
دلوني على حاكم اعطى شعبه مايريد طواعية وعن طيب خاطر, دلوني على حاكم تنازل عن كرسيه مختارا,دلوني على حاكم اعاد لخزينة دولته ماسرقه من مال عام, , لكنهم سرعان مايتراجعون, يتنازلون , وربما يعتذرون ,بعدما تهز التظاهرات كراسيهم وتحيلها الى ريشة في مهب الريح.
في ثمانينات القرن الماضي, كنت في تونس عندما انفجرت ثورة الخبز,اوماسمي ب/ثورة الجياع/على اثرقرارالحكومة برفع سعرالخبز/ الباكيت/,
شاهدت بعيني كيف نزل الفقراء الى الشارع,وكيف سارعت الحكومة الى اعلان حظرالتجوال, وزجت بقوات مكافحة الشغب , والجيش, , كان سلاح الفقراء بطون خاوية وحجارة اقتلعوها من الارصفه , لاشيء غير ذلك , لعبة /الكروالفرر/ اولعبة/ القط والفار/استمرت ثلاثة ايام, اجادها المتظاهرون, سقط ضحايا, وبعدما شارفت الامورعلى الانفلات اضطرالرئيس الراحل بورقيبه الى الظهورعلى شاشة التلفازمعتذرا للشعب,لاعنا امين العاصمة, ,واصفا اياه بالكذاب, لانه خدعه ,بان الشعب التونسي يرمي نصف الخبزالمدعوم في حاويات النفايات.
هذه الحكاية ليست الاولى ولا الاخيره, ثورة 25 ينايرفي مصر,وقبلها ثورة الياسمين,ثورة بوعزيزي في تونس, وبعدهما ثورة ليبيا ,ثورات ناعمة لكنها عارمة, تظاهرات سلمية لكنها صارمه, اجبرت الحاكمين على التنازل,بعدما دفعت الجماهيرالثمن ,ونجحت في لعبة المطاولة وعض الاصابع.
نعم من يريد الحريه عليه ان يدفع الثمن ,من يريد الكرامه والتغييرعليه ان يدفع الثمن, لا شئ ايها الساده مجاني في هذه الدنيا لاشيء .
ايها المتظاهرون لقد دفعتم القسط الاول وكان غاليا / الشهيد هادي المهدي/ والمغيب/ جلال الشحماني/ وعشرات الجرحى والمعتقلين, والقائمة قد تطول ,ومن يظن غيرذلك عليه مغادرة الصفوف, وياصبرايوب