19 ديسمبر، 2024 12:57 ص

ايها العراقيون متى تتوقف شلالات الدم من الجريان

ايها العراقيون متى تتوقف شلالات الدم من الجريان

مع استمرار نزيف الدم العراقي اليومي، منذ الاحتلال الغاشم عام 2003  الذي طال جميع شرائح المجتمع العراقي ومن بينها ابناء تركمان العراق ، القومية الثالثة المسالمة والمخلصة لهذا الوطن العزيز وترابه المفدى. تستهدفتهم الجماعات الارهابية والشوفينية الحاقدة، بالقتل والتشريد والتهجير، ابتدأً من تلعفرالصامدة مرورا بكركوك الجريحة الى البلدات ذات الغالبية التركمانية راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى من الشباب والشيوخ والنساء والاطفال الابرياء، وآخرها الهجمة الارهابية الجبانة يوم الاحد 23 حزيران 2013 بسيارتين مفخختين مركونتين في وسط مدينة طوزخورماتو ذات الغالبية التركمانية أسفرت عن استشهاد 19 مدنيا واصابة 31 أخرين بجروح مختلفة بالاضافة الى تدمير عشرات المنازل القريبة من مكان الانفجارين.
لقد أراد التركمان، ابناء العراق الأصلاء، في طوز خورماتو ان يقولوا كلمتهم في يوم 23 / حزيران معلنين عن رفض القتل والإرهاب و الظلم والانفلات الامني . قررشباب التركمان الاعتصام سلميا مطالبين بحقوقهم المشروعة للعيش بأمان وطمأنينة وتوفير الخدمات الضرورية وأحترام حقوقهم الانسانية. و لكن الإرهاب الأعمى و بكل ازدراء قرّر تدمير هذا المدنية العزيزة على كل عراقي حر أبي. كررالمجرمون فعلهم الجبان يوم الثلاثاء 25 حزيران 2013 بقيام انتحاريين ارهابيين تنفيذ تفجيرين بواسطة حزامين ناسفين وسط جموع المعتصمين السلميين، راح ضحيته أكثر من 100 مدنيا تركمانيا بين قتيل وجريح من بينهم نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية الشهيد علي هاشم ومعاون محافظ صلاح الدين الشهيد أحمد قوجة ونجله..
لم يكن هذين التفجرين الاولى من نوعها. لقد شهدت قضاء طوز خورماتو المسالمة ستة تفجيرات مروعة خلال هذا العام (2013) وجميعها في الاحياء التركمانية ، راح ضحيتها أكثر من 200 بريء، بين شهيد وجريح من بينهم عدد من النساء والاطفال. نحن نعرف الاسباب وكذلك الشعب العراقي.
ان هذه التفجيرات ما هي الا محاولات يائسة لسحب تركمان العراق نحو فخ الطائفية المقيتة و المناطقية الشوفينية، وترهيبهم لكي يتركوا مدنهم وقراهم و اراضيهم والرحيل عنها، عقابا لهم لموقفهم المبدئي من وحدة العراق ورفضهم لمحاولات تقسيمه وتفتيته. وفي مؤتمر صلاح الدين عندما عارض التركمان المساس بوحدة الاراضي العراقية، قال لهم زلماي خليل زادة ” أنتم التركمان ستدفعون ثمنا عاليا لموقفكم هذا”!!!!!
اذا الثمن الذي يدفعه التركمان هو بسبب موقفهم المبدئي  ورفضهم تقسيم العراق. والهدف الان هو تهجيرهم وفي هذا السياق اكد وزير الدولة لشؤون المحافظات طورهان المفتي، ان 40 الف نسمة من ‏القومية التركمانية وهم الغالبية في قضاء الطوز قد هجروا القضاء الى جنوب العراق وشماله ‏مع بدء الاحداث الدامية.
لقد طال الظلم وامتد الى مديات مرعبة، ان ما يحدث في العراق المنكوب اليوم هو مخطط اجرامي اقليمي انفصالي يهدف الى تفريغه من سكانه الاصلاء من التركمان و المسيحيين والصابئة المندائيين والايزيديين.
إن هذا العمل الاجرامي الجبان يتحمل تبعاتها ومسؤليتها حكومة المالكي الطائفية، التي ثبت بشكل قاطع فشلها وفسادها وقد اصبح واضحا للجميع بانها لاتستطيع حماية ارواح شعبها والمحافظة على ممتلكاته. وسقطت هيبة الدولة في دولة تدعي بانها دولة القانون.
ايها العرقيون النجباء حافظوا على اخوانكم التركمان فانهم صمام آمان وحدة العراق ارضا وسماءص ومياها.
لقد وضعت الحكومة العميلة التركمان المسالمين الذين يحملون هموم هذا الوطن المنكوب المخلصين لترابه وسمائه ووحدته امام خيار واحد لاغيره بان يلجأؤا الى حماية انفسهم بانفسهم طالما ان السلطة غير قادرة على حمايتهم. لقد طفح كيل الظلم  واستبيحت الارواح مجانا. ولم يبقى للسيف من منزع. لقد فاضت انهار العراق دماءً وخيم على سمائه ظلاما حالكا يجره ظلاما ولم يبقى في مآقي امهتنا دموعا ولا في اثدائهن لبنا. يوارى الناس الثرى اشلاءً ممزقة دون كفن.
التركمان سيظلون اوفياء لهذا الوطن،مهما حاول الحاقدون ثنيهم عن حب العراق. لقد عاشوا على اديمه وضحوا من اجله، شاركوا في بنائه، قاتلوا في حروبه دفاعا عنه ، لم يبخلوا ولن يبخلوا من أجل رفعته ووحدة أراضيه مهما كانت التضحيات جسيمة. لن يتركوا كركوك ولا تلعفر ولا طوزخورماتو ولا قزراباط والسعدية وقره غان فالتركمان جزء اصيل من هذا الوطن، باقون مع بقاء العراق الى يوم الدين ولن يبخلوا عن تقديم قوافل الشهداء. فمن اجلك ياعراق يهون كل شيء .
ايها العراقيون الاصلاء، عرف عنكم رفض الضيم والظلم فالى متى وانتم ساكتون، يذبح أولادكم وتتطاير اجسادهم اشلاء صباح مساء وانتم لاتنطقون. لفكم السواد والحزن كظلام الليل البهيم. ازدحمت المقابر وانتم قابعون في خيم العزاء. ألم يحن الاوان ان توقفوا شلالات الدم التي اصبحت بحارا. ايها العراقيون لقد تعبت امهاتنا بكائا وعويلا على فلذات اكبادها وجفت مآقيهن واليوم يبكين دما بدلا من الدموع. تخرجون في مظاهرات وتعتصمون من أجل الماء والكهراء والصرف الصحي ولا تنتخون من أجل دماء فلذات أكبادكم ونسائكم وبناتكم؟ أعتصموا مثلما اعتصم اخوانكم التركمان في كركوك وطوزخورماتو يوم الاربعاء الماضي. أجبروا هذه الحكومة الفاشلة ان يحمي ارواح فلذات اكبادكم.فهل انتم فاعلون؟؟؟
 صبرا يا أمي التركمانية العراقية في طوزخورماتو، صبرا يأختاه في كركوك والانبار وذي قار وبغداد الاسيرة المكبلة بالسلاسل والمرعوبة بالسجون السرية والاقصاء والتهميش والتعذيب. صبرا ياعراق فان موعدك الانعتاق والتحرر من ظلم الظالمين وكيد المنافقين وتجار الدين. الرحمة والمغفرة لشهداء التركمان والعراق والشفاء العاجل للجرحى والصبر لأمهاتنا الثكالى. اللهم احفظ العراق وأهل العراق.