19 ديسمبر، 2024 2:02 ص

ايها العراقيون .. بلعتم طعم الساسة في محاولتهم نشر فكر الإنفصال

ايها العراقيون .. بلعتم طعم الساسة في محاولتهم نشر فكر الإنفصال

منذ عشر سنوات والقتل اليومي مستمر للعراقيين حصرا..
القاعده والتكفيريون وميليشيات طائفيه واخرى مجنده تنفذ اجندات دول العداء كإيران وتركيا والسعوديه..وكل هؤلاء يقودون ساسة العراق اليوم المتمثلون بالحكومه والبرلمان واللذان لم نشهد في عهدهما لعشر سنوات سوى نشر الفتنه والكراهيه والإقصاء والخوف والقتل والفساد بأسوأ اشكاله..
حين استقل الشمال الكردي في فيدراليه سميت لاحقا بفيدراليه كردستان وحسب اتفاق الاطراف السياسيه جميعا شيعيه وسنيه في مؤتمر صلاح الدين ولندن اتفق الجميع على فيدراليه كرديه بصلاحيات واسعه دون تحديد وقبل الجميع بذلك طمعا في سقوط نظام صدام لتصيد المكاسب والمناصب وهذا الذي حصل فعلا..

واليوم وبعد عشر سنوات خاض العراق فيها المخاض العسير نجد ان افكارا قد روج لها السياسيون شيعه وسنه محورها ان الشيعه والسنه لايمكن لهما ان يستمرا في العيش سويه لما حصل بينهما من فتنه وقتل حيث سيكون الحل الأفضل هو فيدراليه شيعيه واخرى سنيه للتخلص من شر الفتنه وليحكم كل نفسه بنفسه..
ولكن لم يبين لنا الساسه الشيعه ولا السنه ان المسؤول عن القتل والإرهاب هي ميليشيات الشيعه والسنه على السواء.. تلك الميليشيات التابعه للأحزاب الحاكمه حصرا او التي لها نفوذ سواء في الحكومه والبرلمان..
فطالما حدثت مشاكل عديده على مر السنوات العشر حصل فيها القتل والتفجير بعد خلاف في البرلمان بين اثنين من النواب الشيعه والسنه..
ولطالما حصل خلاف بين مسؤول شيعي وسني ليترجم ذلك الى تفجير وقتل وارهاب..
ولطالما كانت تلك الخلافات على امور شخصيه نفعيه ليس لها علاقه بمصلحه العراقيين..فكل خلافات الساسه انما هي لتمرير قرارات او قوانين تخصهم لتثبيت حكمهم في نهب العراق ..

وبعد كل الذي حصل من قتل وتهجير وارهاب كان الضحايا في كل ذلك هم الشعب العراقي نفسه من شيعه وسنه وكل القوميات والأديان, ظهر علينا الساسه في فكره جديده هي ان الشعب لايمكن له ان يستمر في التعايش بسبب  الفكر الإقصائي من الطرف الآخر.. فالمسؤول الشيعي يدعي بإقصاء السنه له..والمسؤول السني يدعي بإقصاء الشيعي له.. وقد نجح الساسه في نقل هذه الفكره الى الشارع العراقي ليتبنى البعض فكره الإنفصال او الفيدراليه المذهبيه كحل اخير للخلاص من هيمنه وسطوه الآخر..

ولكن المتتبع للأحداث منذ 2003 ولغاية الساعه انما يقرأ الموضوع على هذه الصوره..
الساسه الشيعه والسنه كلاهما قد خاضا في دماء العراقيين من خلال نشرهم الفتنه في اتهام بعضهم البعض علنا في البرلمان وعلى الفضائيات في ان المسؤول الفلاني عميل ايراني والآخر عميل سعودي او تركي وهذا يتلقى الأموال من هذه الدوله والآخر يتلقى السلاح من تلك الدوله.. وبعد ان يتوتر الشارع العراقي تنزل الميليشيات الى الشارع لتقتل من هذا الطرف او ذاك ليعتقد الشعب العراقي ان القاتل انما هو اخ له من المذهب الآخر….وهكذا انتشرت تلقائيا فكره قتل الأخر له عبر غسل الدماغ الذي تعرض له العراقي عبر عشر سنوات في ترويج فكره العداء الشيعي السني الذي لم نسمع عنه لا في التاريخ القديم ولا الحديث ولا المعاصر الا في ايام العراق الأخيره لما بعد الإحتلال..

ولكن قد يسأل سائل عن هدف المطالبين في فيدراليه شيعيه او سنيه؟؟
الهدف واضح ..فقد قال عبد العزيز الحكيم اول من طالب في فيدراليه شيعيه وقبل حتى من اندلاع الفتنه بأن الشيعه لهم الحق في اقامه فيدراليه شيعيه من سامراء الى البصره..وبعد ان فقد الأمل في ذلك قال يجب ان تكون الفيدراليه من بغداد الى البصره… ولم يلق ندائه اي صدى فطالب حينها بفيدراليه الجنوب المتمثله بمحافظات الجنوب والفرات والأوسط.. وفشل ايضا فطالب بفيدراليه الفرات الأوسط..وقبلها فيدراليه العماره والناصريه والبصره..
وقد فشل حينها فشلا ذريعا في تقلبه في الرأي حيث ان كان المبدأ واحدا في توحيد الشيعه فلماذا هذا التخبط في الرأي؟؟

التخبط كان سمه القيادات الشيعيه في تبني الفيدراليه الشيعيه .. حيث اتضح من هذا التخبط هو انهم يريدون وبأي شكل من الأشكال ان يحصلوا على فيدراليه شيعيه وبأي منطقه كانت .. لأنهم خبروا عن قرب فيدراليه كردستان التي قال عنها عبد العزيز الحكيم انها تجربه فريده بينما كانت في ذلك الوقت من اكثر مناطق العراق فسادا وسرقة للمال العام.. حيث اغتنى المسؤولون هناك بشكل لم يشهده التاريخ في اعظم سرقات ونهب للمال العام يمكن ان تحدث في العالم.. وهذا الأمر هو الذي سال له لعاب الساسه الشيعه والسنه من بعدهم في مطالبتهم بفيدراليات في مناطقهم لتكون طريقا للأغتناء ونهب المال لااكثر..

ايها العراقيون الم تعلموا بعد ان سبب دمار العراق هم ساستكم المسؤولون عنكم؟؟
هل تعلمون ان فيدراليه كردستان استلمت هذه السنه من الموازنه الماليه اكثر من 20 مليار دولار اي اكثر من موازنه الإمارات بثمان مليارات..؟؟ فأين تذهب تلك الأموال حتى لو كان هناك اعمار وبناء في الإقليم.. خصوصا اذا ماعلمنا ان الاخبار تؤكد على تنامي ثروات المسؤولين هناك بشكل غير مسبوق في التاريخ..
ان الساسه الشيعه والسنه اليوم يطالبون بفيدراليه ليس لأجل عيونكم.. فهم السبب في القتل والفوضى والإرهاب .. انظروا الى الواقع بتجرد وستعرفون ان قادتكم من الشيعه والسنه انما هم سبب خراب العراق.. وما مطالبتهم بالفيدراليه المذهبيه الا لتكون طريقا مختصرا للغنى ونهب العراق بشكل رسمي دون حسيب ولا رقيب كما يحدث في اقليم كردستان..
فهم يريدون حكومه وبرلمان في كل فيدراليه اسوة بإقليم كردستان .. اي سيكون هناك جيوشا من الوزراء والبرلمانيين وحاشياتهم وحماياتهم وخدمهم وحشمهم.. اي مصاريف كارثيه غير مسبوقه في التاريخ لكل هؤلاء .. اي ان الفقر سيزداد والهوه ستكون اكبر بين الحاكم والمحكوم.. وليس من تحسن في الحال مهما وعدوا وعاهدوا…

ثم ان اراد المسؤول العراقي ان يخدم العراق والعراقيين فهناك الف سبيل لذلك وليس يقتصر الامر على المطالبه بالفيدراليه لخدمه العراق..
فمثلا.. الم نرى السيد علي دواي محافظ ميسان وهو يجد ويعمل لخدمة ابناء المحافظه؟؟ اي ان المسؤول ان اراد ان يخدم اهله فليس الامر بحاجه الى فيدراليه ولاهم يحزنون..وليس الامر بحاجه الى تقسيم العراق ولا انفصال جزء عن اخر.. الأمر بحاجه الى تكاتف الاخوه والى ضمير حي واخلاص في العمل وحب العراق والعراقيين لااكثر.. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات