يامعشر الصحفيين(بعضهم او اغلبهم لايهم) نحن قوم لاتقل قساوة قلوبنا عن اي دفان في مقبرة وادي السلام او محمد سكران او حضرموت او اي مقبرة في العالم الثالث الذي اسرع شيء ينتشر فيه هو الموت، الانفجار مجرد لديكم ارقام ، عويل النساء والايتام وراء جنائز الشهداء ماهي مشاهدلتوثيق العهد، اقلامنا مستعدة ان تكتب حتى شهادات وفاة محبينا مادام ذلك يساعدنا على الحصول على السبق ويجعلنا في صدارة الاهتمام.
لايهم ان تكون صحفي بلا مشاعر و الاهم ان تدفن عواطفك خلف كيبورد الحاسبة، لتتحدث بلغة العنف ان تفجيرا وقع وقتل عددا من الابرياء في النهروان واخر في السيدية واخر بعيد في السماوة .اقلامنا بورصة دولارات مثل ضمائرنا لايهم ان يكون هذا التفجير قد قتل مئة او مئتين المهم ان اكون انا اول “صحفي دفان” قد ذكره.
صحافة الدم هي الاقرب الى قلوبنا، عليك ايها الصحفي ان تكون مهنيا لتقل انهم مجرد قتلى لاشهداء ولا ابرياء ولاهم يحزنون حتى يرضى عنك الممول ويقول صدق ظني، فهذا الصحفي مهني يفجر الموت كل من حوله وهو متمسك بمهنيته العالية.
بعض الاقلام بنات شوارع تحتضن من تريد مقابل المال، فعلا المال وحده زينة حياة الدنيا حتى وان كان مغمسا بدماء الابرياء، الصحافة الشوارعية هي تلك التي تتحجب امامها الضمائر وتتحول الى قبعة للذين ينشغلون في بيع الانسان.
الصحفيون الذين لايبكون وهم يكتبون اخبار التفجيرات هولاء صحفيون بلا مشاعر وماهم سوى رجال لبيع الموت وترويج سلعته.
الصحفي الذي تثقل على جانبيه الاحقاد الطائفية الذي يقول” حيل هولاء شيعة يستحقون الموت او هولاء سنة يستحقون الموت “.هذا صحفي مبتور الضمير يستدير براسه الكأس الاحمر، الترويج للموت بنكهة المهني لديه لايتعدى اي ممارسة يوميه يقوم بها .
يركض الصحفيون وراء الاخبار الامنية كركض الطفل وراء امه اذكر ان صحفيا مختصا بالاخبار الامنية زميل لي نشر خبرا عن انفجار باب الشرقي قبل عام ونيف وكان مبتسما سعيدا وماهي الا لحظات حتى انهال بالعويل والبكاء وخرمشة الخدود لقد كان ابنه احد شهداء ذلك التفجير.
ايها الصحفيون حتى لاتكون قلوبكم بقساوة الدفانة ابكوا كثيرا وانتم تتحدثون عن اخبار التفجيرات لان داعش وحاضنتهم تريد قتلكم ومن حولكم ومن بعدكم ومن قبلكم تريد قتل كل شيء ينبض بالحياة فلا صديق لها ولا حليف ولا اعلامي مهني ولاهم يحزنون.