لطالما تعامل الحكام الطغاة في كل العالم مع شعوبهم على انهم اغنام تتبع راعيها اينما ذهب، ولربما كانت الشعوب معذورة في كثير من الاحيان، فقبل ان تنتشر التكنولوجيا الحديثة والانترنيت والفضائيات، كان الحاكم لايسمح للشعوب ان ترى وتعرف الا ما يريد، فتبقى الشعوب حبيسة افكار القائد الضرورة.
اما اليوم؛ وبعد كل هذا الانفتاح الاعلامي، ومكانية الوصول الى المعلومات من قبل المواطن وهو في بيته، لا اجد عذرا لهذه الشعوب ان تكون اغناما، الا اذا كانت هي فعلا اغنام.
لقد انتشر في الايام القليلة الماضية مصطلح النظام الرئاسي، وتولت بعض الجهات السياسية والشعبية والاعلامية الترويج لهذا الامر. انا لم استغرب ان يطالب اي فريق سياسي او جهة حزبية ان تروج لمثل هكذا مشروع، فهي تبحث لها عن اي وسيلة تعيد من خلالها انتاج نفسها داخل الشارع، والحصول على مكاسب فقدتها بسبب سياسات غبية، وانشغالها بالسرقة والفساد والعبث بمصير البلد، لكن ما اثارني فعلا، هو ترديد العوام لهذا المصطلح، دون ان يعرفوا اصلا معناه الحقيقي ولماذا اثير في هذه المرحلة بالذات. والحقيقة انهم فعلا اغنام !!
ان السبب الحقيق لاثارة هذا الامر؛ يكمن في ان هذا الفريق اصبح مهددا بشكل حقيقي، بعد ان اتجهت بوصلة الاتهام في سقوط الموصل اليه، وبدات المخاوف تزداد لديهم انهم ربما يجدون انفسهم في قفص الاتهام، وامام الشعب العراقي الذي سيرميهم في مزبلة التاريخ، لذلك عملوا على استباق الامور، ومحاولة سحب الشارع لجانبهم، ليكون الشارع في خندق المتهمين، وبالتالي يتولى الشارع الدفاع عنهم وتبرير خيانتهم.
لقد اختلقوا قصة النظام الرئاسي، وهم يعلمون تماما ان هذا الامر استحالة ان يتحقق، لانه سيحتاج الى تعديل دستوري، وإستفتاء على الدستور، ثم ان بإستطاعة محافظتين اسقاط التعديل، اي ان الامر لن يمر حتى يلج الجمل في سم الخياط.
انها محاولة يائسة لجر الشارع اليهم قبل ان ينقلب ضدهم..!!
والسؤال الاهم في كل هذا…
لماذا ينجر الشارع العراقي بسهولة وراء هكذا مشاريع؟
ان الشعب الذي لا يقرأ ولا يتعب نفسه بالتفكير، ويعطل دماغه ويفعل حواسه يصبح كالاغنام، عندما تجوع تتبع الراعي الذي عودها على ان تتبعه الى المرعى، ولكن هذه الاغنام لا تعلم ان هذا الراعي ربما يستغل جوعها في يوم من الايام، فتجد نفسها في قبضة الجزار، وحينها لا ينفع الندم، فالراعي قد قبض الثمن ومضى فرحا بما غنم.