تفاقمت في الاونة الاخيرة ظاهرة ولوج الدخلاء في كافة مجالات الحياة داخل المجتمع العراقي، لينذر بكارثة حقيقية تصيب المرافق الحيوية بالشلل والموت، ما يتطلب معالجة حقيقية وجذرية سريعة لأيقاف هذا الانهيار. هذه الظاهرة تداعياتها شملت الجانب الثقافي والانساني والمؤسساتي للدولة ومنظمات المجتمع المدني التي تشكل واحدة من ابرز الاعمدة الرئيسية للخيمة العراقية التي تمتد باتجاهات مختلفة للحفاظ على كافة شرائحه.
رب سائل يسأل هل عملية التخريب مقصودة… ام انها نتاج الظروف التي مر بها البلد…؟ واياً كان السبب يجب علينا الوقوف بحزم تجاهها، فهناك الدخلاء على المهنة، وعلوم الحياة الانسانية والعلمية من حملة الشهادات المزورة ومنظمات المجتمع المدني التي جاوزت ارقامها في العراق ما سجل في مجموعة غينيس، فاصبحت ملاذا آمن ووسيلة للابداع والتفنن في النصب والاحتيال، ناهيك عن الثقافة التي باتت هي الاخرى في خطر، خاصة اذ رجعنا الى ما ذكرته الكتب السماوية ان احدى العلامات الكبرى لنهاية الخليقة، هي انقياد الناس للسفهاء من القوم… لقد بدأوا هؤلاء بنحر مؤسساتنا الثقافية والاعلامية … الخ بتواجدهم الكثيف، واعتلاء المنابر لتفسيد الذوق العام وتسميم وتشويه مفاهيم الثقافة والحضارة بافكارهم وتوجهاتهم وارائهم السياسية والعرقية والدينية. نحن بحاجة للوقوف امام انتشار هذه الطفيليات التي تغزو اركان بيتنا الحضاري والانساني بالابقاء على وحدة البيت والمجتمع والخيمة العراقية وتكاتفها وتماسكها وقوتها… قوتنا في وحدتنا لا بالتفرقة وتبني اراء غريبة وبعيدة عن قيمنا ومفاهيمنا وارثنا الحضاري والاجتماعي. علينا اقتلاع هؤلاء من جذورهم وطردهم والحد من مشاركتهم تحت أي مسمى والضرب بقوة وحزم على الايدي المتهالكة من المتواطئين معها والمساهمين من خلال وضع قواعد وقوانين للانضباط تحت اي مسمى.
