23 ديسمبر، 2024 2:45 م

ايها الزائرون ..أحملوا اغصان الزيتون

ايها الزائرون ..أحملوا اغصان الزيتون

نعيش هذه الايام ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام، ولابد الوقوف امام مسألة في غاية الاهمية وهي أن الامام  لايريدنا أن نمشي قاصدين مرقده بلا فكر وفائدة وتعلم،يريدنا ان نكون سفراء سلام وانسانية في هذا المجتمع وأن نحمل اغصان الزيتون دليلاً على الرغبة بنشر الامن احتواء الاخر.

كذلك فهو لايريدنا أن نضغ اهتماماً كبيرا للنهج الاسطوري والحكايات الا معقولة.
ويفترض أن تتحول الزيارة الكاظمية إلى ظاهرة سلام تنفر كل اجراء أو تصرف يتقاطع مع الانسانية وأن تكون بداية تبني خطابا ً معتدلا ً ومتوازناً  مستفيدين من السير الذاتية لائمة عليهم السلام وان لاننتهج الاقصاء والتهميش وسيلة للوصول إلى غايتنا.

وان لانتعامل مع كل من يطرح فكرة مختلفة بانه فاسق وزنديق كما تفعل داعش والجماعات المتطرفة الاخرى.

ومن الضروري أن نراجع مراسيم كل زيارة، مراجعة دقيقة بعيدا عن العاطفة، فالنقد الاصلاحي اصبح ضرورة من ضرورات النجاح وهذه بعض الامنيات التي بالتاكيد الغاية منها السعي للحفاظ على هيبة هذه الزيارة ومكانتها وتعزيز دورها في إصلاح المجتمع، منها على سبيل المثال أن لانرى تشابيه تشبه الامام الكاظم عليه السلام ووضعه في قفص امام المارة بشكل يربك صورة الامام وصبره وتحديه للنظام السياسي انذاك.
وأن لانرى اطفالاً صغارا وهم نيام في عربات(الحجلات)يصليهم لهيب الشمس.
وأن لاترمى الاطعمه وقناني المياه في الشوارع والطرقات.
وأن لانرى الشباب يدخنون “النراكيل” في المواكب ولا مواكبا فارغة من المعلومات المهمة أو من وصايا إصلاح المجتمع وتوعيته .
وان لايترك الموظف وظيفته بحجة الزيارة ولاسيما المدراء العامون وأن تمول المواكب من المال الحلال الصرف من دون الاسراف والتبذير ولاضرر لو ان هذه المواكب جمعت صندوقا للاطفال الشهداء الذين سقطوا جراء الهجمات الرعناء لداعش واخواتها.

ويوصي بعضنا الاخربالعلم والتعلم وأن لانعتمد على المعلومات الدينية التي نسمعها بل علينا ان نتوجه للبحث وملاحقة المعلومات التأريخية ملاحقة متأنية تستند إلى الرغبة في البحث عن الحقيقة وأن يسبق العقلُ العاطفة.
وأن تسهم الزيارة الكاظمية شهيتنا على الانفتاح والحوار الجاد مع الاخر المختلف بالفكر وأن تكون منطلقا لبداية جادة لتصفير التطرف.. إنها امنيات لا اكثرفهل سيتحقق جزء منها ؟.