23 ديسمبر، 2024 6:02 م

نعم انت كذلك رافضي ، وستبقى رافضيا حتى قيام الساعة ، ولا احد يستطيع ان يغير من قناعاتك وعقيدتك وولائك لاهل البيت (ع) .. هكذا انت بنيت قناعاتك منذ اللحظة الاولى التي دخل فيها الاسلام الى قلبك ، ومنذ اتى الرسول الكريم بأول اية نزلت عليه .. “أقرأ” ، لقد قرأت الاسلام من تعاليم الرسول (ص) وماجاء في القران الكريم .. فأنت رافض لكل ما يخالف ذلك ، وغادرت الجاهلية بعد سماعك الاذان الاول ، وقطعت صلتك بها ، وماعدت تعبد الاصنام ليلاً وتظهر الاسلام نهارا ، كما فعلت عرب الجاهلية التي خلفت فيما بعد افغان القاعدة وجرذان داعش.

انت يا سيدي ايها الرافضي النبيل ومن معك رافضون لكل ماهو مزيف في التاريخ ، ورافضون لكل مايشوه الاسلام الحقيقي ، ورافضون لكل اعوجاج اراد به البعض لهذا الخط الذي جاء به رسول الله (ص) رحمة للعالمين.. ورافضون للظلم والاضطهاد الذين تعرض لهما الرافضيون الاوائل ، عمار بن ياسر ، وابو ذر الغفاري ، وميثم التمار من قبل عتاة قريش وجهالها الذين اتبعهم الغاوون فيما بعد واخذوا الاسلام عنهم .

لقد رفضتم تكالب الناس على رسول الله في حياته الشريفة ، وشخصتم (من) هم الذين تضرروا من انتشار الاسلام في ايامه الاولى في مكة والمدينة ، ومن خسروا تجارتهم .. فانتم رافضون للنتائج التي خرجت بها الجدلية السياسية التي حدثت بعد وفاة الرسول عليه وعلى اله الصلاة والسلام عام (11هـ) .. واستمر الرفض عندكم لما حصل بعد ذلك من انحراف في صفين والجمل والنهروان ، وماسعى اليه معاوية ومروان ابن الحكم وغيرهما في شق صفوف المسلمين والتمرد على الخلافة الراشدة ، وادعاء الباطل .. ورفضتم تهمة قميص عثمان بصفتها احدى المكائد السياسية التي ادت الى انهيار ركن من اركان الاسلام وهو الوحدة والتآلف.

الرافضة رفضوا اغتيال الخليفة عثمان بن عفان عام (35هـ) مع ملاحظاتهم على طريقته في ادارة دولة الخلافة ، ولم يسهم احد منهم في ارتكاب الجريمة ، بل انهم تحملوا نتائجها دون ان يكون لهم فيها اي دور ، انهم اتباع الرافضي الاول علي بن ابي طالب (ع) الذي اغتاله الطائفي الاول واشقى الاشقياء وعميل قاعدة الجهاد عبد الشيطان بن ملجم عليه لعنة الله ومن اتبعه الى يوم الدين.

وهم رافضون للدولة الاموية التي بنيت على اسس كسروية بعيدة عن تعاليم الاسلام ، بصفتهم مغتصبين للسلطة ومتسلطين على رقاب الناس ، وهكذا الامر في رفضهم لخلافة بني العباس (132ـ656 هـ) الذين احدثوا انقلابا على مفاهيم الاسلام وتعاليمه ، وما كان الاسلام الذي جاء به محمد (ع) من اجل بناء دولة على شاكلة دولة بني اميه ودولة بني العباس ، وبسبب رفضهم لفساد دولة بني امية استشهد الرافضي الكبير الحسين بن علي بن ابي طالب سيد شباب اهل الجنة وريحانة رسول الله (ص) هو وصحبه الكرام (ع) في واقعة الطف بارض كربلاء عام(61هـ) وهم رافضون لجرائم الحجاج بن يوسف الثقفي واساليبه القمعية في ادارة الحكم ، ورافضون للاحتلالات التي مرت بالعراق بدءا من الاحتلال البويهي ، والسلجوقي ، والمغولي ، والعثماني ، والانكليزي والامريكي والصهيوني .. وهم رافضون لكل الحكام الطائفيين كعبد السلام محمد عارف ، والطاغية صدام ومن مال الى الطائفية في الحكومة الملكية  ومابعدها ، بل انهم رافضون لكل ماهو طائفي ومفرق وعنصري حتى وان كان منهم .. فهم الاكثر تقبلا للاخر من اي اخر ، وهم الاكثر تعايشا وسلما مع الاقوام ومتبعي الاديان والطوائف ، وهم مصدقون لقول الله عز وجل ” انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ” ..الرافضة رفضوا حكم الفرد الواحد والحزب الواحد والطيف الواحد وسعوا الى التغيير.. ورفضوا العنف حلا للاشكالات وللتغيير ، الا ما اضطروا اليه دفاعا عن النفس وحرية المعتقدات لا شررا ولا بطرا ، وحملوا قضيتهم في قلوبهم واختاروا طريقا سلميا  في الحياة ، فرفضهم نابع من وقوفهم ضد امتهان الانسان وعبوديته،  التي حاولت الانظمة المتعاقبة ان تسلبه حرياته وقوته وتضيق عليه في معتقداته وممارسة طقوسه ، وهم رافضون للحروب التي سميت حينها بحروب الردة لان فيها ظلما وبهتانا كبيران ، ورافضون لكل الحروب التي خرج فيها المحاربون عن تعاليم الاسلام ، واهانوا الشعوب واستولوا على اموالهم وسبوا نساءهم .. وهم اليوم الرافضون لجرائم القاعدة وجرائم داعش في قتلهم الناس على الهوية وسبيهم النساء وقتلهم للاطفال ، وتهجير المسلمين وغيرهم من ديارهم والاعتداء عليهم ، ورافضون لكل من اصطف معهم وقاتل الى جانبهم وحمل السلاح ولاءً لهم ووفر لهم المأوى وقدم لهم المال والسلاح ووافقهم على افكارهم ودعا لهم ولنهجهم ، انهم الرافضة ، كانوا ومازالوا وسيبقون رافضين للظلم الذي يقع على بني البشر اينما كانوا.. ورافضين لتجزئة العراق وضياع ثرواته وتهجير ابنائه من اية قومية كانوا او دين ، ورافضين للقتل على الهوية ، ورافضين للدعم المشبوه للتنظيمات الاجرامية ، والامدادات التي تاتيهم من قطر والسعودية وتركيا وبلاد المغرب العربي ، ورافضين لاضطهاد الناس في سورية وليبيا واليمن والبحرين وفلسطين. فما ضركم في كل هذا ..؟!!.. وهل تتراجع عن الرفض سيدي ايها الرافضي النبيل..؟!!