18 ديسمبر، 2024 8:01 م

ايها الحاكم بماذا تؤمن ؟

ايها الحاكم بماذا تؤمن ؟

الايمان بالله عز وجل اصبح موضوع قابل للجدل بتفشي الالحاد عندما يتنكر الانسان للفطرة السليمة يدعي الالحاد ونكران الفطرة السليمة تاتي من الجو الملوث ثقافيا واخلاقيا واقتصاديا ، لنترك هذا الموضوع لربما الحاكم ملحد ، المعاد والحساب والعقاب هو الاخر اصبح موضوع قابل للجدل ولان اثباته يكون معنويا فقط ولا يمكن اثباته ماديا فالفكر المادي يميل لذلك ، لنقل ان الحاكم لا يؤمن بالمعاد .

لنقف هنا عند الموت فهل هنالك من يجرؤ  وينكر الموت ؟ هذا الذي تفرون منه فهو ملاقيكم ، انت ايها الحاكم انظر الى الموت وتخيل ماذا سيكتب التاريخ عنك وكيف سيذكرك مجتمعك ؟ انظر الى اسلافك الذي غادروا المناصب ، وان كان بعضهم غادر المنصب باهانة وقتل وسحل لكن لنفترض انك مت موتة طبيعية ، ومن المؤكد تسال نفسك ماهي غايتك من الحياة ؟ الغاية تتناسب ما يتوفر لديك من مستلزمات الحياة ، فكيف اذا كنت الحاكم فالمستلزمات المادية متوفرة .

في السياسية اي عمل تقدم عليه له غاية ولان السياسة خارج الضوابط الدينية والاخلاقية فانها لا تلتفت الى شرعية الوسيلة او الغاية ، وهنا نسالك ايها الحاكم ماهي غايتك من السلطة ؟

هنا الحاكم العربي المسلم يختلف عن الحاكم لدول الغرب ، اي ان للحاكم ثقافة مجتمعية اي من مجتمعه الذي يعيش فيه ولانه دنيوي وليس اخروي فتراه يسعى جاهدا لوضع بصمة له في الدنيا لياخذ مكانة اجتماعية او مكاسب مادية او كلاهما ، وهنا تراه يسعى الى عمل ما يخدم المجتمع هذا في التفكير السليم وكم من حاكم اوربي محل ثناء في العالم وفي بلده ، بل حتى من اخترع المتفجرات لم يكن بحسابه ان تكون صناعته بيد اوباش اليوم في قتل البشرية .

انت ايها الحاكم العربي كن حرا في قرارك ولا اقول لك ليكن الحسين عليه لاسلام قدوتك عندما خاطب شيعة ابي سفيان وقال لهم ” ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون يوم المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون” انظروا الى ما يجري حولكم من ماسي وازمات ، فالموقف الصحيح الذي تتخذه فاعلم انك ستكسب دنيويا وان كنت لا تؤمن بالاخرة بالرغم من ذلك فان الله سيعطيك الاجر على هذا الموقف .

قبل سنة وقف نتن ياهو في جمعية الامم المتحدة وهو يعرض خريطة للدول الخاضعة له ولم يذكر او يحدد دولة فلسطين وهي ممهدة لخارطة تعلمناها ايام الدراسة افعى من تلف من النيل الى الفرات تمثل الكيان الصهيوني او ما يسعى له تيودور هرتزل الصهيوني، والعالم راى ولم يندد ، فانت ايها الحاكم العربي هل تضمن وتؤمن بان الكيان سوف لا يجتاحك ؟ الان تتحدث وسائل الاعلام بان مصر وسوريا والاردن ستكون هدفا للكيان ، هل تعلمون ايها الحكام لماذا ؟ لان شعوبكم شعوب حية ، لان شعوبكم متمسكة بعقيدتها وتاريخها ، هي كلمة هو موقف يجعلك اما في الحظوظ العليا او حضيض الدنيا ، انظروا الى مواطن لم ولن يعرفه العالم العربي خصوصا والعالمي عموما انه المواطن الاردني ماهر الجازي ، ومثله ابطال من مصر كيف اصبح حدبث الاحرار، اما ابطال غزة ولبنان فحدث بلا حرج

انظروا الى اليمن لو طأطأ اليماني قليلا راسه لحصل على اكثر مما يحصل عليه الحاكم الساكت لكن كلمته فوق كل شيء ، الدول التي وقفت وبكلمة مع فلسطين اصبحت حديث الشرفاء ونقمة عند الجبناء .

سترحل ايها الحاكم رغما عن انفك وسيبقى عملك الذي تاخذ نسخة طبق الاصل منه معك ان كان كما تعتقد لا معاد ولا الله والعياذ بالله فانك اما ستكون محل فخر او محل سخط في مجتمعك ، فكيف اذا وجدت نفسك بين يدي الله يوم المعاد فلا ينفعك الا العمل الصالح .