بلادي وان جارت علي عزيزة، لا يشعر بتلك المعزة الكبيرة إلا من شارف على فقدان بلده في ظلام أبدي. لكن للرجال الصناديد رأي آخر، وقول فصل وتصدي حقيقي، فكيف يسود الظلام في الأرض وهناك رجال أبطال وجوههم كالشمس أصغرهم قمر.
بينما أصبح الظلام قاب قوسين من إخفاء الوطن تحت عبائته، و قد أصبح ثلثه في تلك الظلمة، تشرد آلاف واختفى تحت الثرى أطفال ونساء، وبعضهن اصبحن سبايا تباع في أسواق الإرهاب.
هب رجال أبطال بصدور مؤمنة وعزيمة عالية وهمة كالجبال يذودون ويدعسون خفافيش الظلام تحت أقدامهم، غير مبالين بالإعلام الممنهج الذي حاربهم بكل أدواته، وتنجلي الظلمة وتزهر الأرض بمختلف الزهور المتراقصة نحو نور الشمس الذي عاد من جديد.
لكن كلها حمراء لأنها تروت بدماء الشهداء، ويسجد ذلك الإعلام أمام تلك الانتصارات ليس لشيء سوى أنه اعلام تقبل يد القوي خوفا، كما يفعل بيد من يضخ له المال.
أما الآن اصبح الشهداء يزاحمون أصدقائهم في مسيرتهم نحو قبلة الأحرار وطريق الحقيقة، إنهم يسيرون نحو الحسين عليه السلام في زيارة الأربعين المليونية.
الأنفاس مزدحمة تتراكض قبل الصدور كما حدث في السنة الماضية عندما كان الشهداء مع بعض أصدقائهم، اما اليوم غير كل عام لأن الطريق ليس موحشا ولايوجد فيه خوف كما كان سائدا فيما مضى من أعوام حيث كان الظلام يخطف الزائرين بسياراته المفخخة و احزمته الناسفة، فلم يعد موجود ولم يعد الطريق موحشا لأنه مملؤء بالاشباح.
اشباح الشهداء تزاحم الزائرين وتجعل طريقهم يتنفس حياة.