22 ديسمبر، 2024 11:46 م

(لا تطرق الباب كل هذا الطرق..فأني لم اعد هنا)
مالك حداد
السيئات والحسنات, الاسود والابيض, الباطل والحق, الظلام والنور, الخيانة والوفاء, البغض الوحب, كل ما ذكرت واكثر هنَ رهان التأريخ وكُتابهُ وسيوف البتر التي تقطع رؤوس وتحمي اخرين. فسجلات التأريخ انشغلت بالحبر العربي ونهري دجلة والفرات مُلِأتا بالدماء.
لم يعد الموت وحده هو من يخيف المواطن العراقي, فثمة اشياء هي اعظم من الموت, فالكرامة – لدى البعض- هي غاية في الحياة ولا يسمحوا حتى للموت ان يهين من كبريائهم ورؤوسهم الشامخة كالجبال الشاهقة. اولئك هم الرجال القادرون على مجابهة الموت بلا خوفٍ ولا قلق.
لمحات تأريخ العراق تراجيدية, مأساوية, مبكية ومضحكة ايضاَ, فلولا الشعب لما كانت هناك دولة كما العائلة لا تقوم الا على عددِ من الافراد يجمعهم سقفٌ واحد. سقف العراق
الذي طالما خر علينا بالخير والشر معاً, فالخير صنيعة شعبهَ العربي الكريم, والشر صنيعة ساستهَ المتلهفين على الخبز المعفن بالخيانة, هو سقفٌ يحتاج لشجاعة الشجعان ورجولة الرجال وشرف الشرفاء للحافظ على وحدته الممزقة بسياساتٍ خائنةٍ.
الخامس والعشرون من ايلول لعامنا الدامي بالنصر 2017, هو يومٌ سيسجله التأريخ بأقلامٍ من حزنٍ وربما ستكتبه بعض الاقلام -المأجورة- بالدم. الشعب الكردي شعبٌ عظيم واخوي اما ساستهُ فهم كحال ساسة عرب العراق المتفرقين بالخيانة والعمالة.
ليس ذنباً على الشعوب ساستها, وانما الذنب اولئك المصفقون للساسة الخائنين من الفهم حتى يائهم, من المتلذذين بخضار الدولار الى المحتسين الفودكا مروراً بالجالسين في المراقد المقدسة كذباً ورياءاً.
من يدعي الوطنية, من يشعر بالشرف, من تهزه الغيرة والنخوة العربية هم من سيساوون الاشكال الاخوي بين الشعبين الكردي- العربي الذي خُلق من بطون الخائنين وافواه المتملقين واقلام المرتشين.