18 ديسمبر، 2024 11:17 م

ايها البنك ليكن رصيدك رغيف الخبز

ايها البنك ليكن رصيدك رغيف الخبز

لو رايت غريق ورميت له لوحين لوح من خشب ولوح من ذهب فبايهما سيتمسك ؟ وعند المحنة يجب ان يكون عندك ما يمكنك من اجتيازها ، وليس من المنطق والعقل ان تتبنى حلولا من مصدر تمويل الازمة ، وبمعنى ادق وان كان ما ساطرحه قد يكون بعيد عن الواقع لكنه من صلب العقل والمنطق ، اقول للبنك المركزي لماذا تحرص على ان تحتفظ بالعملة الامريكية وجعلها مصدر قوة مالية للبلد ؟ فهل تعتقد او يعتقد من هو المسؤول عن هذا الملف لو اندلعت حربا عالمية او اصبحت هنالك ازمة عالمية اقتصادية او غذائية فمن يضمن للعراق بان امريكا والصهيونية لم تملي على العراق ارادتها اذا ما فكر بان يتخذ قرارا لمصلحة العراق بخلاف مصلحتهم ؟ لماذا لا يكون رصيد العراق من الحنطة والمواد الغذائية والتمويل الذاتي لمستحقات الحياة بدلا من الدولارات التي ليس لها اي رصيد من الذهب ، وقصة الدولار عندما تبين بعد حرب فيتنام انه لا يساوي ورقة تنظيف في الحمامات ، الا ان المخدوعين من الحكام العرب الذين اعتمدوه في اوابك هم من رد الروح له ، لماذا لا يكون بيع النفط بالحبوب ، بالمصانع الانتاجية المهمة بدلا من الدولار الذي يخزن بلا فائدة عند الازمة التي تفتعلها امريكا . الى الان يدعي البنك المركزي سعرا معينا للدولار بينما السوق العراقية تبيع بسعر اعلى وتحاول سلطات الحكومة الاعتقال والمصادرة بلا جدوى ويكفي ان اسعار البضائع الاجنبية تحتسب على سعر السوق وليس سعر البنك .

هل العراق اول دولة دخلت حروبا وخسرت ، فهاهي اليابان والمانيا خير مثال على الاقتصاد المتين ، لماذا لا يكون في حسابات الحكومة ما يؤثر على السوق العراقية وعلى معيشة المواطن العراقي اذا ما اختلفت في يوم ما مع الادارة الامريكية التي استهترت بكل معايير المواثيق الدولية وعلى راسها حقوق الانسان ، لماذا تجعلون العراق تحت المطرقة الامريكية ؟ وها انتم ذهبتم تتوسلون بالبنك الفيدرالي الامريكي لكي تحافظون على سعر الدولار .

انا اجزم والعقل يحكم لو توفر للمواطن العراقي فرصة عمل والمواد الغذائية المهمة فانه لا يفكر اطلاقا بشراء او سعر الدولار ، ولو تمكنت الحكومة من ضبط الاستيراد ونوعية المستورد والتشجيع على السلع الانتاجية فان ذلك يخدم الاقتصاد العراقي ، تتبعوا خطوات اليابان في بناء اقتصادها .

لماذا الى الان لم تتمكنوا من الاكتفاء الذاتي من الخدمة الكهربائية بينما اصحاب المولدات وخصوصا ما يسمى ( الخط الذهبي) تمكنوا من سد حاجة المواطن من الكهرباء ، لماذا الى الان تستوردون الوقود وتصدرون النفط الخام ؟ لماذا لا تستبدلون النفط بمصانع ومصافي ومحطات كهربائية بدلا من الدولار دار العار ؟

هل هنالك عاقل عراقي وحتى غير العراقي يستطيع ان يضمن الدعم الامريكي لدولته عند الازمة ؟ يقولون الحاجة ام الاختراع ، والعراقيون ايام الحصار ابدعوا في صناعة الكثير من المواد البديلة الممنوع دخولها العراق ، بالرغم من ان السوق كان ساحة ريسز لسعر الدولار والورق المطبوع باعتباره عملة عراقية .

نحن نعلم يقينا بما الزمت نفسها الطبقة السياسية في العراق ايام بريمر صاحب اخبث قدم وطات العراق بعد الحجاج وطاغية بغداد من تعهدات اقتصادية تحت رحمة تشيني صاحب شركات جنرال الكيترك التي اعلنت قبل اشهر انها تعاقدت مع الحكومة العراقية لبناء محطة كهربائية ، ونحن نعلم يقينا سيناريو التفاوض مع المانيا والصين وما فعلته الادارة الامريكية في العراق من ازمات وتخريب .

ان لم تستطيع الحكومة العراقية من جعل رصيدها المواد الاساسية للمواطن والمصانع الانناجية بدلا من عمالة وليس عملة الدولار فان السوق العراقية ومصير العرافي يبقى تحت رحمة هذه الورقة التعيسة الدولار .