18 ديسمبر، 2024 8:58 م

ايها البارازاني .. احذر حب العراقيين للسحل !

ايها البارازاني .. احذر حب العراقيين للسحل !

هو خطأ جسيم يتحمله الراحل صدام حسين .. بل هي انتكاسة كبيرة على مستوى الأمن القومي العراقي عندما انسحب المذكور في بدايات عام 1991 من محافظات شمال العراق أمنيا وسياسيا وعسكريا ، وكانت تلك الخطوة الخطيرة البائسة نتيجة حتمية للمغامرة الرعناء في احتلال الجارة الكويت .. وربما كانت تلك المغامرة من الخطورة بمكان بحيث ان تأثير احتلال الكويت لم يقتصر على الأقليم او على بلدان المجموعة العربية ، ولم يكن تأثيره تمهيدا لما جرى من احداث (لاحقة) مروعة وُسمت بالربيع العربي فحسب .. انما وكما يذهب بعض الأستراتيجيين من ان دخول الكويت كان العامل الرئيسي المساعد على انهيار الأتحاد السوفيتي في ديسمبر من عام 1991 .

بحثنا كثيرا في دستورنا (المريض) فلم نجد أكثر من حق احد المحافظات أو عدد من المحافظات (مجتمعة) في تشكيل اقليم ضمن العراق الأتحادي الفيدرالي الواحد الموحد .. أما أن يصر البارزاني وميليشياته وبعض القبائل الرُحّل التي سكنت الجبال على تقطيع اوصال العراق ، مستغلا الوضع الأمني والسياسي والأقتصادي الحرج الذي يمر به البلد ، فتلك مثلبة لا ينبغي السكوت عليها حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة ، بل وما هو أكثر من القوة .

أقتطاع ثلث العراق على طريقة البارزاني المدفوع سياسيا واستخباريا واقتصاديا من قبل دولتان لا ثالث لهما .. هما الكويت واسرائيل .. سيكون وبالا على الشرق الأوسط من شرقه الى غربه .. اما داخليا فسيفتح الباب على كل لون من الوان طيف الشعب العراقي لكي يصنع دولته وفق الفرمان البرازاني السخيف المضحك .. ولا نستبعد أن يأتي اليوم لكي تطالب جماهير قنبر علي بانشاء دولتها المستقلة ابتداءا من الصدرية الى باب المعظم اسوة بالفاتيكان .

نطالب بعجالة والحاح أن يكون هناك استفتاء مستعجل وفوري لكل ابناء شعب العراق .. ووفق طريقة البارازاني ، لكي يجاوب العراقيين على سؤال واحد لا غيره .. هل توافق على اقتطاع ثلث العراق واعطائه للأكراد لكي يصنعوا دولة خاصة بهم ؟؟ .. وبكل انصاف فان ذلك السؤال المصيري يمثل الحق المشروع للعراقيين كافة .. فالعراق ليس ملك للبرزاني او الخلفوه ، وتقسيمه يهم كل العراقيين ، وليس الكرد وحدهم او العرب وحدهم او الشبك وحدهم او التركمان وحدهم .. أما اذا اصر مسعود على بعض من رعونة وغباء وفيان حظ ، يحاول فيها تقليد بعض عنتريات من رحلوا عن دنيانا .. فنقول له راجع تاريخ العراق الحديث وتعمق كثيرا في دراسة بعضَ من الطباع التي امتاز فيها العراقيون عن باقي شعوب المعمورة .. وأهم تلك الطباع هو حبهم الأزلي للسـحـل .