ايها الباحث … انصف ولا تجحف

ايها الباحث … انصف ولا تجحف

 

لا اعلم لماذا يلجا الباحث الذي يتبنى رايا معينا التشبث بافتراضات هو يضعها من خلال المزج غير الموفق للروايات التي لا تتفق مع بعضها ليثبت صحة ما ذهب اليه .

بين يدي كتاب اراء في المرجعية لمجموعة من الباحثين وكلهم يتبنون راي السيد محمد حسين فضل الله الذي لم يكن موفقا في طرحه هذا ، ومن خلال بعض بحوثه توقفت عند هذا النص العجيب كما يلي :” في حال وجود شخصين جديرين بالقيادة في زمن واحد فعلى احدهما ان يتولى القيادة وعلى الثاني ان يتبعه وقد روعيت هذه القاعدة في زمن الرسول (صلى الله عليه واله) بحضور علي عليه السلام وفي زمن الامام علي عليه السلام بحضور الامام الحسن عليه السلام وفي زمن الامام الحسن عليه السلام بحضور الامام الحسين عليه السلام ( اراء في المرجعية / البحث الحكم والفتوى مساحتهما ومواقعهما /محمد صادق المزيناني ص 76 دار الروضة للطباعة والنشر ط1994)

طبعا استشهد الباحث بوجود اكثر من مرجع وكيف انهم يتفقون فيما بينهم على احدهم وهذا وارد وممكن ان يكون لكنه يستشهد بعصر النص وهو يعلم ونحن نعلم ان التسلسل القيادي هو تسلسل بامر الهي ولكن لنتحدث بالواقع ، فهل الامام علي عليه السلام ينافس النبي محمد (ص) على القيادة هل هو كفء لرسول الله وهو القائل علمني رسول الله الف باب من العلم ، وهو الطفل الذي رباه رسول الله وهو القائد الذي ينفذ اوامر رسول الله ، نعم الامام علي يتمتع بكل شروط القيادة لكنه لا يتمتع بالمعجزة الخاصة برسول الله والتي جعلته بامر الله سيد الكونين ، ويكمل الباحث مقارنته المفلوطة والفضيعة والفضيحة عندما يقول على ضوء قاعدة ان يتنازل احدهما للاخر كما حصل في زمن الامام علي والامام الحسن عليهما السلام ، اي ان الامام الحسن تنازل لابيه بالقيادة ، عجبا كم كان عمر الحسن عليه السلام عندما توفي رسول الله صلى الله عليه واله ؟ تسع او ثمان سنوات عمره الشريف فهل يكون بكفاءة الامام علي عليه السلام ، ومن تكفل بتربية الامام الحسن عليه السلام غير علي عليه السلام ؟ المعصوم معصوم لانه اصلا خال من هذه النزعات الانانية للحصول على السلطة اولا وثانيا الامام علي عليه السلام اصلا هو الوصي بلا منازع بدليل شتى الايات والروايات وهذه الايات والروايات موجهة للمسلمين بان يتبعوا عليا حتى اقطع الطريق على الباحث وعلى من يثير شبهة لماذا لم ينهض الامام علي اذا كان هو صاحب الامر ؟

واما سيرة الحسن والحسين عليهما السلام فهي بمنتهى الطاعة من قبل الحسين لاخيه الحسن الامام المفترض الطاعة واما الروايات التي ذكرت بوجود خلافات او عدم رضا من الامام الحسين عليه السلام على بعض قرارات الامام الحسن عليه السلام فهي محض افتراء ، قد تكون بين الحسين واخيه محمد ابن الحنفية قد تكون .

ويقول “على احدهما ان يتولى القيادة وعلى الثاني ان يتبعه ” هذه العبارة الفضفاضة كيف تتحقق ووفق اي معايير تتحقق؟ ، لو قال الاول للثاني انا الحاكم وعليك ان تتبعني فهل هذا حكم ملزم به الثاني ولو قال الثاني انا الحاكم فالى ماذا يستدل الطرفان على اولوية احدهما على الاخر ؟

ظاهرة ادعاء الاجتهاد والمرجعية بدات بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر قدس سره ولكن الهالة التقديسية مع التعصب الاعمى لمن يتبع هذا او ذاك جعلت النقاش يتجه للتعصب ، فالبرهان على الاجتهاد سهل جدا وذلك باظهار وثيقة مكتوبة ومختومة من مجتهد اعلى فهذه تثبت الاجتهاد واما المرجعية فان لها شروطها العلمية والغيبية اي التسديد الالهي .